لحبيب بلكوش اختزل لحبيب بلكوش، الحقوقي ورئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، خلال حلوله ضيفا على حلقة رمضانية من حلقات برنامج "أسماء في الذاكرة"، معنى السفر في الذاكرة والنبش في ثناياها، بالبحث عن أصول بني فيها فكر ورؤية ومسار حياة، معتبرا أن الذاكرة بمثابة شاهد على مراحل ومحطات متعددة من حياة الإنسان.
وأكد ضيف القناة الثقافية أن الوسط العائلي كان له التأثير البارز في شخصيته ومساره منذ الطفولة، بداية من الوالدين وصولا إلى باقي مكونات الأسرة، إلا أن التأثير الأكبر كان لوالده الفقيه والقاضي عبد الله بلكوش.
وأوضح الحقوقي بأن والده الراحل، كان بالنسبة له نموذجا للإنسان الذي عاصر مراحل تاريخية عديدة، لكونه عاش لما يقارب 96 سنة، مما خول له عيش تفاصيل محطات مهمة من تاريخ المملكة المغربية.
وأثنى بلكوش بالروح المنفتحة كما وصفها، التي تحلى بها والد، الذي تخرج قيد حياته من جامعة بن يوسف بمراكش، مشيرا إلى أن تدينه ومعرفته بمعالم الدين الإسلامي لم تمنعه من الانفتاح على الأدب والشعر.
وعن الأسماء الحقوقية التي مازالت راسخة في ذاكرته، أجاب ضيف برنامج "أسماء في الذاكرة"، بأن الثقافة الدينية كانت حاضرة بقوة في مساره، مما جعله يهتم في قراءاته ودراساته بالجانب الإسلامي والفكر الإصلاحي (حركة الإصلاح في القرن 19) وعلاقته بالدين، ويعمق البحث خلال فترة دراسته الجامعية في هذا الاتجاه، مذكرا ببعض الشخصيات البارزة بالنسبة له حينها كعبد الرحمن الكواكبي ومصطفى لطفي المنفلوطي والحداد.
كما استحضر بلكوش الأسماء المؤثرة لديه في مجال القراءة، المتمثلة في كل من المفكر والناشط الحقوقي علي أومليل، الذي اقترح عليه الالتحاق في المنطمة المغربية لحقوق الإنسان كمتطوع وعبد العزيز بناني، الذي اعتبره مدرسة على المستوى القانوني وتقعيد الفكر الحقوقي.
وتجدر الإشارة إلى أن لحبيب بلكوش أحد أبرز الناشطين في المجال الحقوقي بالمغرب، إذ تقلد عدة مسؤوليات في هذا المجال، نذكر منها خبير مستشار لدى وزير حقوق الإنسان ومدير مركز التوثيق والإعلام والتكوين في مجال حقوق الإنسان ومدير لبرنامج الهجرة لدى الشبكة الأورو متوسطية لحقوق الإنسان وعضو بالأمانة العامة للجنة الوطنية لليونسكو، فضلا عن مساهمته في إعداد مجموعة من الدراسات والتقارير من بينها تقرير الخمسينية للتنمية البشرية وتقرير وطني حول أوضاع الطفولة بالمغرب وغيرها.
