مسلسل المكتوب الذي كان يسيطر السنة الماضية على مقدمة ترتيب الدراما المغربية، ليس لأنه مسلسل قوي أو مميز، بل للضعف الشديد الذي كانت تعاني منه باقي الأعمال الأخرى، حيث استمد قوته من ضعف منافسيه، بالإضافة طبعا إلى ما أحاط به من جدل، عاد هذا الموسم في جزئه الثاني ليكمل ما بدأه السنة الماضية من هتك عرض ذائقتنا الفنية، صحيح أنه انطلق في حلقاته الأولى من الجزء الأول انطلاقة محترمة صفقنا لها جميعا وراهنا عليه كحصان أسود الموسم الماضي، لكنه سرعان ما تحول كعادة انتاجاتنا الوطنية - إلا من رحم ربك - إلى مسخ أصرّ بدوره على المشاركة في حفلة التفاهة التي تحتفي بها قناتنا العمومية كل سنة.
مسلسل المكتوب درس في الفشل الدرامي بامتياز، فشل متكامل الأبعاد والعناصر من سيناريو مفكك وهجين لا نعرف هل كُتب بيد تركية مبتذلة أو مغربية مفلسة غير دارسة لأبجديات كتابة السيناريو، إلى التشخيص البارد الذي كان ميزة السنة الماضية وعنصر القوة فيه ليتقهقر في هذا الجزء، مرورا بتفاصيل وحوادث ساذجة أُقحمت وارتجلت بدون دراسة وتخطيط، لا أفهم إلى حد الآن ما جدوى إنتاج أجزاء أخرى من أفلام ومسلسلات نجحت لظرف من الظروف، رغم أن كل التجارب السابقة علمتنا بأن الجزء الثاني من عمل ناجح لن يحقق نفس النجاح بل قد يؤثر على العمل برمته ويمحي بأثر رجعي كل ما حققه.