السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

هل ينجح أهل وزان من جعل شجرة " تاشتا" ذاكرة حية؟

هل ينجح أهل وزان من جعل شجرة " تاشتا" ذاكرة حية؟ سيتم ضخ جرعات من الحياة في شجرة لها رمزيتها التاريخية بالنسبة لأهل وزان
كشفت التساقطات المطرية الأولى المصحوبة برياح قوية، مطلع الموسم الفلاحي الجاري، كم هي هشة الذاكرة الطبيعية لمدينة رأسمالها المادي واللامادي هو أهم رافعة اقتصادية، إن تم حمايته وتجديده واستثماره (الرأسمال) لساهم في الرفع من وتيرة دوران عجلة تنمية وزان.

التاريخ التليد لدار الضمانة، بكل تعبيراته المادية واللامادية، يبدده الإهمال تحت أنظار كل من يملك سلطة القرار، وكل من يصنفه الدستور رقما في صناعة هذا القرار بغض النظر عن موقعه، وكل من يملك سلطة الترافع في شقيها السياسي والمدني ولم يعمل على تفعيل آلياته (الترافع).

شجرة "تاشتا" التاريخية التي وفر بدرجات متفاوتة، السالف ذكرهم، البيئة الحاضنة للتعجيل برحيلها الأبدي، تعتبر موروثا تاريخيا انفردت بها دار الضمانة، وعلامة طبيعية داع صيتها على امتداد ربوع الوطن يوم استظل تحت أغصانها الوارفة الظلال الملك الوطني المغفور له محمد الخامس وهو يزور دار الضمانة.. هذه الشجرة أصبحت اليوم جزءا من الماضي بعد أن ودعت أهل وزان في غفلة منهم ذات ليلة ممطرة من ليالي فصل الشتاء الجاري ..

هل هناك من وسيلة للحفاظ على شجرة "تاشتا" ذاكرة حية، بدل استغلال الفاجعة في تصفية الحسابات السياسوية من فوق منصات مواقع التواصل الاجتماعي؟ تاريخ وزان بموروثه المادي واللامادي يقدم الجواب، وهو أن خيال أهل دار الضمانة كان دائما واسعا وغنيا بالإبداعات والابتكارات والاجتهادات التي أثرت التراث الانساني.
 

سيسجل التاريخ على مجلس جماعة وزان، وعلى الادارة الترابية بكل مستوياتها بأنهم ارتكبوا خطيئة إن لم يدخلوا وبشكل مستعجل على الخط الذي يجعل من شجرة " تاشتا " رغم  "تصفيتها" ذاكرة حية تشهد على أن الملك الوطني / المحرر مر ذات يوم حيث هي كانت، ومن هناك بجبل بوهلال  أطل على وزان الفاتنة قبل أن تتصحر، وأن الشهيد عمر بنجلون الذي صفاه تجار الدين الاسلامي الحنيف بترتيب من جهات سيكشف عنها التاريخ، تناول ورفاقه في الحركة الاتحادية الأصيلة وجبة الغداء تحت ظلالها . فما العمل؟.

إن الخطوات المطلوبة لانقاد هذه القامة التراثية من التبديد لتظل ذاكرة حية ، أولها التعجيل بنقل جذع الشجرة وأغصانها إلى مكان آمن، لأن ترك الشجرة بمكانها بجبل بوهلال وارد بشكل كبير، بأن من يمتهن الحطب سيقطعها على هواه، وبيع ما حصل عليه من حطبها في فترة البرد هذه لمن يبحث عن "الدفيء بيو". ثاني هذه الخطوات استشارة ذوي الاختصاص في نوع المواد الحافظة التي وجب استعمالها لحماية الجذع والأغصان من أي تسرب ل" فيروس" قد يأتي عليها. أما الخطوة الأخيرة التي لها علاقة بحفظ ذاكرة دار الضمانة التي تشكل شجرة " تاشتا " فرعا من فروعها، هو التفكير في تثبيت الشجرة بقلب المدينة ، لتتحول إلى مزار يشهد على القيمة التاريخية التي يتميز به هذا الموروث الطبيعي. وفي هذا الإطار نقترح تثبيت الشجرة اليابسة طبعا، بالفضاء الموجود أمام فندق الزاوية ( انظر الصورة). موقع استراتيجي بكل المقاييس ، كونه يتوسط قلب المدينة وممرا رئيسيا لولوج المدينة العتيقة ( الملاح ، الزاوية ..). ومما لا شك فيه بأن لمسة الفنان التشكيلي، وبصمة مهندس الديكور، ولوحة الهوية، كلها شرايين منها سيتم ضخ جرعات من الحياة في شجرة لها رمزيتها التاريخية بالنسبة لأهل وزان اليوم، وستكون خير شاهد للسلف أمام الخلف.