الخميس 18 إبريل 2024
سياسة

لكريني: هكذا حولت الجزائر بطولة "الشان" لمنبر لتمرير خطابات الكراهية ودق طبول الحرب ضد المغرب

لكريني: هكذا حولت الجزائر بطولة "الشان" لمنبر لتمرير خطابات الكراهية ودق طبول الحرب ضد المغرب لكريني (يمينا) خلال ندوة السياسة والرياضة في المنطقة المغاربية بمراكش
قال ادريس لكريني، رئيس منظمة العمل المغاربي، أن لا أحد ينكر أهمية القيم النبيلة التي ترسّخها الرياضة، على مستوى تفريغ الطاقات، وإصلاح وترميم المشاكل التي قد تخلّفها السياسة إن على الصعيد الداخلي أو الدولي.
وأضاف الأستاذ الجامعي في مادة العلاقات الدولية بكلية الحقوق بمراكش، أن في المنطقة المغاربية، تزداد الحاجة إلى إسهام الرياضة على اختلاف أنواعها في ترسيخ قيم التسامح والسلام والتواصل والحوار بين أطراف المجتمع ذاته أو بين مختلف الشعوب والأمم في هذه المرحلة «الحرجة» من تطور العلاقات الدولية، والمثقلة بتحدياتها وإشكالاتها الخطيرة العابرة للحدود.
وأكد الخبير في تسوية النزاعات الدولية وتدبيرها، "أن علاقة الرياضة بالسياسة تطرح بشكل ملح في المنطقة المغاربية، فحتى وقت قريب كانت الرياضة تمثل عامل تلطيف للأجواء المغاربية والتحسيس بالمشترك الشعبي رغم كل الصعاب..
وفي الوقت الذي كان الأمل معقودا على الرياضة لترسخ هذه القيم الجميلة للضغط على الفاعل السياسي باتجاه تجاوز الخلافات، يتم إقحام الرياضة في السياسة واستغلالها بشكل بشع وبئيس لتكريس العداء والأحقاد والضغائن والكراهية بين الشعوب، بل وجعلها منبرا لتمرير خطابات الكراهية ودق طبول الحرب (كما وقع مؤخرا في افتتاح بطولة "الشان" بالجزائر، وهو ما نرفضه كمنظمة مغاربية طالما دعت إلى إرساء الحوار ونبذ الخلافات والانكباب على القضايا الحقيقية للمنطقة، وإلى تحمل النخب المثقفة لمسؤولياتها في تعزيز هذا الحوار"، يقول الخبير الكريني.
وزاد قائلا، "لقد تنبّهت الكثير من الدول والمنظمات الدولية، إلى الانتشار الكبير للرياضة وسط الشعوب، والاهتمام الذي تلاقيه في الأوساط الإعلامية والاقتصادية والسياسية.. بما يجعلها قادرة على تلطيف العلاقات بين الدول، ووسيلة للتقريب بين الشعوب وخدمة للسلام العالمي في عالم متشابك ومثقل بالتحديات.
كما أضحت الرياضة أحد روافد التنمية، وغدت قطاعا منتجا، بالنظر إلى الشعبية العالمية التي تحظى بها، حيث استثمرتها الكثير من الدول والمنظمات في ترسيخ قيم تربوية وإنسانية نبيلة وتحقيق مكتسبات اقتصادية، بعيداً عن «مكر» السياسة ومنزلقاتها. فهي تمكّن النّشء من إبراز مقدراته وإمكانياته في إطار من التنافس والتكافؤ وفق ضوابط واضحة. 
وعلاوة عن كونها وسيلة للتفريغ والتسلية وإثبات الذات، تسهم الرياضة في تربية الفرد على قيم الروح الرياضية والتسامح، التي تتجلى في مصافحة الخصم وتهنئته بالنصر، والإقرار بالهزيمة واعتبارها محطة للوقوف على مختلف الأخطاء والمنزلقات ومكامن الضعف، والسعي لتجاوزها مستقبلاً، أمام إشعاعها المتزايد؛ أصبحت الرياضة في شكلها الفردي والجماعي محل اهتمام متزايد من قبل رجال السياسة؛ عبر استثمار إشعاعها ونبلها الإنساني. سلبا أو إيجابا، تحريفها عن أهدافها النبيلة، وجعلها وسيلة لتمرير المواقف السياسية واستغلال مشاعر الجماهير لأغراض سياسية ضيقة.
استغل إشعاع ونبل الرياضة في كثير من الأحيان بصورة منحرفة فقد وظفها كل من موسوليني وهتلر بشكل مكثف في الترويج لنظاميهما الفاشي والنازي. 
الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي (سابقا) إلى توظيف عدد من المناسبات الرياضية في تأجيج الصراع الذي كان قائماً بينهما خلال فترة الحرب الباردة. 
استُغلّت لتعبئة الأفراد وتوجيههم وشحنهم وإلهائهم بصراعات و”معارك وهمية” أسهمت في تضخيمها وسائل الإعلام (مقابلة كرة القدم بين مصر والجزائر في السودان عام 2009).."
وكشف الخبير في إدارة الأزمات، أن الرياضة قوة ناعمة وآلية لتعزيز السلام والتواصل بين الشعوب، فبطولة العالم لكرة الطاولة (البينغ بونغ) التي انعقدت باليابان عام 1971 كانت مناسبة جيدة لتلطيف الأجواء المشحونة بين الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية وإرساء أرضية للحوار بينهما، بعد قطيعة دامت أكثر من عقدين، ضمن ما سمي حينئذ بدبلوماسية «البينغ بونغ». 
الدورة الأولمبية التي نظمت في بكين عام 2008، حاولت الصين استثمار نجاحها في تنظيم هذه الدورة وتقدّمها في ترتيب الميداليات المحصل عليها، لتسويق صورة بلد منفتح ومتطور، و روسيا أيضا خلال استضافتها فعاليات بطولة كأس العالم في كرة القدم عام 2018.
انخراط عدد من الأندية الرياضية الدولية أو بعض الرياضيين المشهورين في بلورة مبادرات إنسانية تدعم التحسيس بمآسي بعض الفئات الاجتماعية المظلومة أو المهمشة أو بمخاطر بيئية تهدد الإنسانية أو بمعاناة إنسانية مختلفة (تمييز عنصري، فقر، حروب، أمراض..) بما يسهم في لفت النظر إلى هذه القضايا، وتشكيل رأي عام دولي واسع مواكب ومؤثر في هذا الخصوص.
وسبق للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة أن اعتبرت في قرارها رقم 60/1 لعام 2005 أن بإمكان الرياضة أن تسهم في تحقيق الأهداف الإنمائية للتنمية، قبل أن تجعل تاريخ 06 أبريل من كل عام يوما دوليا للرياضة من أجل التنمية والسلام بمقتضى قرارها رقم 67/296 لعام 2013.