الخميس 28 مارس 2024
سياسة

رحاب: منطق الترضيات في تشكيلة حكومة أخنوش هو سبب توالي السقطات

رحاب: منطق الترضيات في تشكيلة حكومة أخنوش هو سبب توالي السقطات حنان رحاب وعزيز أخنوش
في هذا الحوار ترى حنان رحاب، الكاتبة الوطنية لمنظمة النساء الاتحاديات، أن الأعطاب التواصلية شبه معممة في حكومة أخنوش، وهو مايفسر سقطات عدد من الوزراء، أبرزهم الوزير وهبي..
 
كيف تفسرين تكرار سقطات الوزير وهبي وعدد من وزراء حكومة أخنوش؟
حين تكون هناك حالات استثنائية داخل الحكومة لتصريحات غير مسؤولة من طرف وزير واحد، يمكن أن نعتبر الأمر مرتبطا بحالة استثنائية لا تكاد تخلو منها أي حكومة، لكن حين نجد العطب التواصلي شبه معمم، ونجد أن القرارات الوزارية في قطاعات متعددة تصبح جزء من المشكل عوض أن تكون جزء من الحل، فهذا يعني أن الخلل في التركيبة الحكومية، سواء على مستوى البروفايلات التي تم انتقاؤها، أو على مستوى توزيع الحقائب، أو حتى تداخل الاختصاصات، وبالتالي فإن الهندسة الحكومية الحالية مسؤولة عن اختلالات كثيرة، ويبقى انتقاء بعض الوزراء الذي خضع لمنطق الترضيات عاملا مساعدا في توالي السقطات، غير أنه لا يمكن أن ننكر أن حالة عبد اللطيف وهبي وزير العدل تبقى حالة خاصة، باعتبار أن أفعاله وردود أفعاله معا محكومين بالرغبة في الإثارة وفي ترويج صورة عن نفسه باعتباره وزيرا يعشق التحديات، لكنه يفهم التحدي في بعده الصدامي فقط، ويظهر وكأنه يبحث دائما على تصدر المشهد ولو بشكل سلبي. 
 
لكن ما هو سبب صمت رئيس الحكومة لتصحيح هذه الاختلالات وكذا الخروج بتوضيحات في هذا الشأن؟
أعتقد أن الأمر له علاقة بشخصية رئيس الحكومة نفسها، الذي ربما يحاول تفادي الأضواء، ويحبذ أن يحافظ على صورة رجل الدولة المسؤول، الذي تكون خرجاته محسوبة، وهذا اختيار له إيجابياته وسلبياته كذلك، لكن ما لا نفهمه هو طبيعة المهام التي يقوم بها الناطق الرسمي باسم الحكومة، والذي لا يتحدث في الملفات الحارقة التي تشغل بال الرأي العام، ويعطي انطباعا كأنه متحدث رسمي باسم وزراء التجمع الوطني للأحرار فقط، وأحيانا يوحي بأن ثمة مشاكل في التنسيق داخل الأغلبية مثل ما قام مع وزير الثقافة والتواصل، وبالتالي أعتقد أن مشاكل رئيس الحكومة التواصلية هي في جزء كبير منها من سوء اختياره للناطق الرسمي باسم الحكومة.
 
أمام هذا الوضع هل نحن أمام تستر رئيس الحكومة على سقطات وزرائه أم تواطؤ أم ابتزار لحلفائه، خصوصا في حالة الوزير وهبي؟
شخصيا لم أشتغل مع رئيس الحكومة عن قرب، حتى أعرف طريقة تعامله مع حلفائه في الأغلبية، ولا يمكن أن أقرأ نواياه، وخصوصا أنه قليل الكلام وحذر في تصريحاته، ولكن لا أعتبر أن الأمر مرتبط بتواطؤ أو ابتزاز، بل ربما أن الأسس التي بني عليها التحالف الحكومي جعل الحكومة تشتغل كجزر منفصلة في غياب الالتقائية، وربما رئيس الحكومة لا يريد التدخل في قطاع يشرف عليه رئيس حزب حليف حتى لا يظهر الأمر وكأنه صراع حزبي داخل الحكومة، وخصوصا أن الحزبين الحليفين لرئيس الحكومة كلاهما يعيشان أوضاعا تنظيمية لا تبشر بخير، وصراعات داخلية حول الزعامة، يحاول رئيس الحكومة على أن يبدو بأنه ليس مع طرف ضد آخر، لكن في المحصلة النهائية فإن الوزن السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار يتقوى بسبب ما يعيشه حليفاه.