الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

العلوي: أمام غلاء الأسعار.. ماذا ينتظر أخنوش لإبداع مخطط تنموي قصير ومتوسط المدى؟ 

العلوي: أمام غلاء الأسعار.. ماذا ينتظر أخنوش لإبداع مخطط تنموي قصير ومتوسط المدى؟  عائشة العلوي وعزيز أخنوش رئيس الحكومة
 أظن‭ ‬أن‭ ‬الظرفية‭ ‬العالمية‭ ‬جد‭ ‬مناسبة‭ ‬للحكومة‭ ‬لأنها‭ ‬وجدت‭ ‬الشماعة‭ ‬التي‭ ‬تُعلق‭ ‬عليها‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬تنزيل،‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬البرنامج‭ ‬التنموي‭ ‬ل‭ ‬2036،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬برنامجها‭ ‬الحكومي‭ ‬وبذلك‭ ‬الوفاء‭ ‬بوعودها‭ ‬الانتخابية‭. ‬لقد‭ ‬أنقذتها‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية-الأوكرانية‭ ‬وقبلها‭ ‬أزمة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭. ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬المثل‭ ‬الذي‭ ‬يقول:‭ ‬“تعاسة‭ ‬الغير‭ ‬فيها‭ ‬سعادة‭ ‬الآخر”،‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬المغربية‭ ‬الحالية،‭ ‬حيث‭ ‬“تعاسة‭ ‬المواطن”ة”‭ ‬المغربي”ة”‭ ‬في‭ ‬سعادة‭ ‬ورفاه‭ ‬الحكومة”‭. ‬ ولما‭ ‬لا‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬أحوالها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية‭ ‬بينما‭ ‬الشعب‭ ‬يكتوي‭ ‬بنار‭ ‬الأسعار‭.‬
 
حسب‭ ‬بيانات‭ ‬المندوبية‭ ‬السامية‭ ‬للتخطيط‭ ‬–‭ ‬المغرب،‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬ارتفعت‭ ‬بشكل‭ ‬مهول،‭ ‬تجاوزت‭ ‬8٪‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬نمو‭ ‬برقمين‭ ‬حسب‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬والإنتاجية‭. ‬ومما‭ ‬يعمق‭ ‬المشكل‭ ‬هو‭ ‬التفاوت‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭. ‬لنتساءل‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬عن‭ ‬إشكالية‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمجالية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬خاصة‭ ‬بعدما‭ ‬أكدت‭ ‬الحكومة‭ ‬عن‭ ‬عزمها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬“الدولة‭ ‬الاجتماعية”‭. ‬ماذا‭ ‬تنتظر‭ ‬الحكومة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لإبداع‭ ‬مخطط‭ ‬تنموي‭ ‬قصير‭ ‬ومتوسط‭ ‬المدى‭ ‬يستجيب‭ ‬للتقلبات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية،‭ ‬ألا‭ ‬يكفي‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬الأوضاع‭ ‬من‭ ‬تأزم‭ ‬وانخفاض‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن”ة”؟‭ ‬ألا‭ ‬يقتضي‭ ‬منها‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تخفيف‭ ‬عبء‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬خاصة‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية؛‭ ‬ولا‭ ‬أقصد‭ ‬هنا‭ ‬الشاي‭ ‬والسكر‭ ‬والزيت‭ ‬والحليب؛‭ ‬لكن‭ ‬كل‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬الأخرى،‭ ‬الغذائية‭ ‬وغير‭ ‬الغذائية؟‭ ‬ألا‭ ‬تعلم‭ ‬بأن‭ ‬الوضعية‭ ‬العالمية‭ ‬ليست‭ ‬لا‭ ‬ظرفية‭ ‬ولا‭ ‬استثنائية،‭ ‬بيد‭ ‬أنها‭ ‬بداية‭ ‬مرحلة‭ ‬انتقال‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬جديد‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬على‭ ‬ماذا‭ ‬سيستقر؛‭ ‬الأكيد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬العولمة‭ ‬وسلاسل‭ ‬الإنتاج‭ ‬ستتغير؟!
 
لا‭ ‬يشكل‭ ‬المغرب‭ ‬استثناء‭ ‬لما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬الأوضاع‭ ‬من‭ ‬تأزم‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الصُّعد‭. ‬تعيش‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬أوضاع‭ ‬صعبة‭ ‬(مع‭ ‬بعض‭ ‬التباينات‭ ‬في‭ ‬التأثير)،‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬تلتفت‭ ‬إلى‭ ‬شعبها‭ ‬وتسارع‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬عنه‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬معاناته‭ ‬اليومية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬وضعيته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬لقد‭ ‬حاولت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حكوماتها‭ ‬مواطنة‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ترفع‭ ‬شعار‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬خفض‭ ‬الضرائب،‭ ‬ومنها‭ ‬من‭ ‬سقف‭ ‬سعر‭ ‬البنزين،‭ ‬ومنها‭ ‬من‭ ‬قدم‭ ‬مساعدات‭ ‬مالية‭ ‬للأسر،‭ ‬الخ‭. ‬أما‭ ‬حكومة‭ ‬المال‭ ‬والأعمال‭ ‬بالمغرب‭ ‬فإنها‭ ‬فضلت‭ ‬زيادة‭ ‬أرصدة‭ ‬الأغنياء‭ ‬وأصحاب‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬وتقليص‭ ‬حجم‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬وتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬الفقر‭ ‬والتهميش‭. ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أن‭ ‬تبسط‭ ‬ذراعيها‭ ‬للجميع،‭ ‬وتجد‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬مواطن”ة”‭ ‬له‭ ‬ولها‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬غلاء‭ ‬المعيشة‭ ‬وضمان‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬الغد‭ ‬المجهول‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬وزمن‭ ‬التحول‭ ‬الكبير‭ ‬لموازين‭ ‬القُوَى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وشد‭ ‬الحبل‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الكبرى،‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬وحلفائها‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والصين‭ ‬وروسيا‭ ‬وحلفاءهما‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬‮ ‬
 
قد‭ ‬يقول‭ ‬البعض‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬الجفاف‭ ‬وارتفاع‭ ‬أثمان‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬العالمية‭ ‬وتعثر‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬العالمية‭ ‬(إلخ)،‭ ‬هل‭ ‬فعلا‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬حلول‭ ‬لما‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬كارثي‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات؟‭ ‬هل‭ ‬فعلا‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬سوى‭ ‬انتظار‭ ‬نهاية‭ ‬الأزمة؟‭ ‬هل‭ ‬فعلا‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬لها‭ ‬إرادة‭ ‬تنفيذ‭ ‬المخططات،‭ ‬لكن‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تخنق‭ ‬زمنها‭ ‬السياسي؟‭ ‬…
 
لا‭ ‬أظن‭ ‬ذلك‭. ‬هناك‭ ‬فعلا‭ ‬أزمة‭ ‬عالمية‭ ‬تؤلم‭ ‬الجميع،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬الأزمة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬إرادة‭ ‬وعزيمة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬جريئة‭ ‬لمواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬وآثار‭ ‬الجفاف‭ ‬على‭ ‬المواطن”ة”‭ ‬المغربي”ة”‭. ‬لسبب‭ ‬بسيط،‭ ‬أن‭ ‬القائد‭ ‬السياسي‭ ‬”الحقيقي”‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يضع‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبارات‭ ‬وحسابات‭ ‬شخصية‭. ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قدوة‭ ‬لشباب‭ ‬وشابات‭ ‬الأمة‭. ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أول‭ ‬إجراء‭ ‬أو‭ ‬رسالة‭ ‬وطنية‭ ‬هي‭ ‬مراجعة‭ ‬أثمنة‭ ‬المحروقات‭ ‬لأن‭ ‬لها‭ ‬انعكاسات‭ ‬مباشرة‭ ‬وغير‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أثمنة‭ ‬المواد‭ ‬الأخرى…‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬ضخ‭ ‬أرباح‭ ‬المحروقات‭ ‬السابقة‭ ‬والحالية‭ ‬الغير‭ ‬المستحقة‭ ‬في‭ ‬خِزانة‭ ‬الدولة…‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تخفيض‭ ‬سعر‭ ‬الضرائب‭ ‬(الضرائب‭ ‬المباشرة‭ ‬وغير‭ ‬المباشرة‭ ‬والضريبة‭ ‬على‭ ‬الدخل)…‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الاستعانة‭ ‬بمداخيل‭ ‬الفوسفاط‭ ‬لتخفيف‭ ‬عبء‭ ‬زيادة‭ ‬المحروقات…‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬وتكلفة‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الأساسية‭ ‬(الصحة،‭ ‬التعليم،‭ ‬النقل)‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬دخل‭ ‬المواطن”ة”‭... ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬مساعدة‭ ‬المقاولات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمقاولات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬ومقاولات‭ ‬التشغيل‭ ‬الذاتي…‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تحسين‭ ‬ظروف‭ ‬اشتغال‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والسياسي…‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬محاسبة‭ ‬المفسدين/ات‭ ‬وإعادة‭ ‬أموال‭ ‬دافعي‭ ‬ودافعات‭ ‬الضرائب…‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬القيام‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬المواطنة…
 
مواجهة‭ ‬التضخم‭ ‬لا‭ ‬يتطلب‭ ‬فقط‭ ‬دعم‭ ‬مادي‭ ‬ملموس‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية،‭ ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬يستلزم‭ ‬إجراءات‭ ‬غير‭ ‬مادية‭ ‬(اجتماعية،‭ ‬واقتصادية،‭ ‬وثقافية،‭ ‬وسياسية)‭ ‬للرفع‭ ‬من‭ ‬منسوب‭ ‬الثقة‭... ‬الثقة‭ ‬هي‭ ‬أكبر‭ ‬محرك‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬التجأ‭ ‬المستهلك”ة”‭ ‬”أو‭ ‬المستثمر”‭ ‬إلى‭ ‬التقشف‭ ‬أو‭ ‬أصابه‭ ‬اليأس‭ ‬أو‭ ‬الفقر،‭ ‬فإن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬سيدخل‭ ‬الانكماش‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة؛‭ ‬وهذا‭ ‬أصعب‭ ‬أزمة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬البلد:‭ ‬تضخم‭ ‬وانكماش‭ ‬اقتصادي‭. ‬لا‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬غير‭ ‬واضحة‭ ‬للسيد‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬ولباقي‭ ‬العضوات‭ ‬المحترمات‭ ‬والأعضاء‭ ‬المحترمين‭. ‬لأن‭ ‬البعض‭ ‬منهن‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬خبرة‭ ‬كافية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المال‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬ثم‭ ‬أن‭ ‬لهن‭ ‬ولهم‭ ‬عدة‭ ‬مشروعات‭ ‬داخل‭ ‬المغرب‭ ‬وخارجه‭. ‬ما‭ ‬ينقص‭ ‬حكومتنا‭ ‬الموقرة‭ ‬هو‭ ‬إرادة‭ ‬حقيقية‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬عملية‭ ‬تناسب‭ ‬واقع‭ ‬المغرب‭ ‬ورهاناته‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭.‬
بناء‭ ‬الأوطان‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬أما‭ ‬شماعة‭ ‬الأزمة‭ ‬أو‭ ‬الأزمات‭ ‬كيفما‭ ‬كان‭ ‬لونها‭ ‬هو‭ ‬ضحك‭ ‬على‭ ‬الأذقان‭. ‬إما‭ ‬أنك‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬القيادة،‭ ‬وإما‭ ‬أنك‭ ‬غير‭ ‬قادر؛‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬وطنية‭ ‬وجرأة‭ ‬سياسية…
عائشة العلوي، خبيرة اقتصادية