الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

وحيد مبارك:2022...سنة للفخر

وحيد مبارك:2022...سنة للفخر وحيد مبارك
ستظل سنة 2022 راسخة في ذاكرتنا الجماعية، محفورة، منقوشة بمداد من فخر في تاريخ المملكة، وستتكلم الأجيال القادمة عن الملاحم التي تحققت فيها، في زمن تعددت فيه التحديات وتعاظمت فيه الصعوبات، ما بعد الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 بمختلف التبعات، الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وما بعد الحرب الروسية الأوكرانية وما خلّفته من أزمات، وما بعد شحّ الماء وجفاف الأرض وتراجع الزرع، وما بعد الغلاء وصعوبة العيش وما عاشته الفئات والشرائح الهشة والفقيرة والمصنفة في خانة المتوسطة من صعوبات وأنواء.
سنة بالرغم من كل شيء ستظل سنة للتاريخ، فخلالها دخل قرار تعميم التغطية الصحية حيّز التنفيذ، هذه الخطوة الأساسية والبالغة الأهمية لتفعيل حق دستوري، وحق كوني من حقوق الإنسان الأساسية، وهو الحق في الصحة. قرار سيتيح لفئات ظلت محرومة من الخدمات الصحية الولوج إليها بعيدا عن إكراهات السابق، وإن كانت لا تزال هناك تفاصيل أخرى مرتبطة بالموضوع يجب معالجتها لكي يكتمل الهدف الذي تمثله المشروع الملكي للحماية الاجتماعية في ارتباط بهذا البعد والدعامة.
سنة حلّق فيها المغرب عاليا في سماء العالم بفضل أسود الأطلس، وما حققوه من إنجاز غير مسبوق في تاريخ المشاركات في المونديالات السابقة، فكانت بذلك المشاركة في قطر صفحة جديدة من صفحة الأمجاد الرياضية بعد أن احتل المنتخب الوطني لكرة القدم المركز الرابع، وبعد أن وقّع على أداء أكثر من رائع في مواجهة منتخبات كبرى، وبعد أن قدمت هذه المشاركة دروسا كثيرة، رياضيا، قيميا، أخلاقيا، اجتماعيا وغيرها....
سنة، بفضل هذا الإنجاز الرياضي، تعرّف أشخاص من العالم ولأول مرة على المغرب، وحتى من كانت معرفتهم به عابرة نبشوا في تفاصيل هذا البلد أكثر، وهو ما جعل من بلدنا موضوعا للبحث والتنقيب، بفضل أداء أسود الأطلس المتميز، الذين ساهموا في الترويج لصورة المغرب سياحيا، وهي الخطوة التي يمكن الاستفادة منها على أكثر من صعيد.
سنة 2022، لا يمكن إلا وصفها بسنة الإنجازات، الداخلية والخارجية، فإلى جانب ما سبق فقد أعيد خلالها ترتيب الأوراق في ارتباط بأطراف دولية مختلفة، حضر فيها الموقف الوطني المغربي بكل شموخ وقوة، وبكل سيادة وندّية، لكي يعي الجميع على أن مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم والغد، وبأن الموقف الواضح من الوحدة الترابية هو الأساس المحدد لكل العلاقات. سنة تم خلالها التأكيد على الحضور المغربي الوازن في أوروبا وأمريكا وآسيا وفي كل بقاع العالم، وعرفت تعزيز الدور المغربي في إفريقيا اقتصاديا وأمنيا، وحققت بلادنا خلالها مكتسبات في شتى المجالات، مؤكدة على نجاعة الاختيارات ووثوقية الخطوات.
لقد كانت 2022 وبلا شك، سنة فريدة متميزة، سننظر إليها جميعا ومعنا الأجيال القادمة على أنها سنة للأمل، التي يجب أن تشكّل نموذجا لتطوير وتعزيز ما تحقق، وتصحيح ما يجب تصحيحه في مجالات أخرى، اجتماعيا واقتصاديا بالأساس، وأن تكون ملهمة للجميع للانطلاق نحو المزيد من النجاحات لا السقوط في الفشل والإخفاقات، فكل نجاح هو ممكن بصدق النوايا وقوة العزائم والإرادات، وكل ما يجيب لتحقيقه هو متوفر على مستوى الإمكانات، وحدها بعض السياسات التي يجب إعادة النظر فيها لتكتمل الصورة وتتحقق الانتظارات...