الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

الطيار: الرق والعبودية في مخيمات تندوف.. وصمة عار أخرى على جبين النظام العسكري الجزائري

الطيار: الرق والعبودية في مخيمات تندوف.. وصمة عار أخرى على جبين النظام العسكري الجزائري مشهد لمخيمات تيندوف ومحمد الطيار
عاشت مخيمات تيندوف يوم الثلاثاء 29 دجنبر 2022  على وقع احتجاجات نظمها ذوي البشرة السوداء،  أمام مقر قيادة مليشيات "البوليساريو"  بالرابوني، تنديدا باساليب العبودية والرق  التي تمارسها في حقهم .
ويعد ملف العبودية والاتجار في البشر موضوعا  حارقا مسكوتا عنه ، وتخشى مليشيات " البوليساريو" اثارته ، وتحارب كل من يسعى لفتحه ، كما حدث في عدة مناسبات ، ففي سنة  2007 مثلا اعتقلت  فيوليتا أيالا ودانييل فالشو، وهما صحفيين أستراليين، كانا يسعيان للتحقيق في العبودية في مخيمات تندوف. ولم يتم إطلاق سراحهم الا بعد  حملة قادتها منظمة مراسلون بلا حدود وبعد تدخل الأمم المتحدة.
منذ تاريخ  إقامة  وتشكيل مخيمات تيندوف من طرف الجزائر ، في منتصف عقد السبعينيات من القرن الماضي، شكلت ارضيتها   مجالا واسعا لممارسة كل أشكال واصناف انتهاكات حقوق الإنسان، من اختطاف واغتصاب وتعديب واغتيالات واتجار في البشر ، بدون اي متابعة أو  مسألة قانونية جزائرية أو دولية.
وطيلة العقود الماضية،  شكل الانتماء القبلي راس مال الفرد، ويتم اعتماد  أشكال التمييز والعنصرية على اساس قبلي  أو اثني، للحصول على الامتيازات،  أو  الاعفاء من التجنيد، او للحصول على مواد المساعدات الإنسانية أو السفر للخارج  للدراسة أو العلاج، وفي الحصول على المناصب.
وعند تشكيل المخيمات تم استقدام العديد من الأفراد والاسر، من منطقة ازواد شمال مالي ومن الجنوب الجزائري، من ذوي البشرة السوداء ، من عرقيات الفولان والسنغاي  والحراطين و العبيد  الذين اصطحبتهم معها الأسر الازوادية التي تم استقدامها للمخيمات، كما تم استقدام  اعداد مهمة من الحراطين من موريتانيا ومن مايعرف ب   "لكور"  ، ومن العبيد السابقين ، ليتم  استعمالهم في كل أشكال  السخرة  من طرف قيادة مليشيات "البوليساريو" واعوانها ، وفي المنازل بطريقة قسرية وغير تطوعية لمصلحة زوجات المسؤولين.
كما يتم استعمالهم قسرا في رعي قطعان الإبل وغيرها، التي يمتلكها قادة "البوليساريو"  ، ويتم استعمالهم كذلك في اوراش البناء وفي محلات إصلاح السيارات، أو غسلها . و في نقل مواد التهريب وفي  أنشطة الجريمة المنظمة عموما ،  وهناك من الأشخاص الذين تم استعبادهم بالمخيمات من التحق بالجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة في منطقة الساحل الافريقي  هربا من حياة العبودية في مخيمات تندوف. 
ونتيجة  للامتيازات الاقتصادية التي تجنيها الدول الغربية من النظام العسكري  الحاكم في  الجزائر،  دأبت على تجاهل انتهاكات  حقوق الانسان التي تقترف في مخيمات تيندوف طيلة العقود الماضية من عمر النزاع المفتعل بالاقاليم الجنوبية المغربية. 
ةاذا كانت  كل ساكنة المخيمات تعيش كل أشكال الانتهاكات والعبودية ، فإن ذوي البشرة السوداء من العرقيات التي تم استقدامها للمخيمات من منطقة ازواد وموريتانيا وجنوب الجزائر، تعيش واقعا اكثر مرارة وقسوة، وتعيش  كل أشكال الاقصاء والعبودية. 
الأمر الذي يستدعي تدخلا دوليا لوضع حد للعبودية وأشكال الرق الجديدة  التي تمارسها" البوليساريو" تحت رعاية النظام العسكرىالجزائري، ويدعو  الجمعيات الإنسانية و المنظمات الحقوقية  الدولية المستقلة ، لتقوم  بتسليط الضوء على واقع ذوي البشرة السوداء في المخيمات ،وأن تطرحه بقوة على مستوى الأمم المتحدة،  والمطالبة بفتح ملف العبودية والرق  بشكل اكثر جدية ، ومتابعة قادة "البوليساريو" المتورطين في الاتجار في البشر، أمام المحاكم الدولية .