الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

ادريس المغلشي: مول الطاكسي.. نحتاج لصحوة ضمير

ادريس المغلشي: مول الطاكسي.. نحتاج لصحوة ضمير ادريس المغلشي
على إثر واقعة صاحب الطاكسي بمدينة مراكش، وهي الوجهة السياحية الأولى بالمغرب والرئيسية، في تعامله اللامسؤول مع سائح بريطاني. 

هذا السلوك الشاذ الذي مسح في رمشة عين مابناه الآخرون في مدة ليست باليسيرة ولا السهلة ساهمت فيه عدة مكونات وعلى رأسها الرياضة. لم تؤثر فيه كل هذه الأحداث الطرية التي وقعت في الوطن والتي جددت تعاقدنا مع الإنتماء. اعتقد في وطن يحكم مفاصله التخلف لانحتاج فقط لتحقيق الإنجاز والنجاح، بل يتطلب الأمر بل من الواجب علينا جميعا الحفاظ عليه وضمان ديمومته واستمراريته وتعميمه في مجالات أخرى لها ارتباط بالإنسان.
 
مما يحز في النفس كلما حلت محنة بالوطن لانتعلم منها مايفيدنا في المستقبل. السلوك المدني تحت المجهر من خلال تعاملنا مع الآخر لأنها هي الصورة التي ينقلها عنا. لايمكن نسيان الراعي الذي مكن سائحتين تائهتين بالجنوب من طعامه بكل كرم وحب وسخاء مما جعل تلك الصورة النبيلة والراقية والتي تعبر حقيقة  عن القيم الرصينة وعراقة هذا الشعب تطوف أرجاء العالم كله. لم تصدق السائحتان الأمر واعتبرتا هذا الأمر سمو اخلاق ونضج في التعامل. كلنا شعرنا بالفخر وكبر في أعيننا ذاك الراعي.

لكن حدث مول الطاكسي المثال النقيض الذي طفا على السطح ولم يترك لنا فرصة الإستمتاع بالإحساس الجماعي والفرحة التي طافت بيننا في كل أرجاء الوطن. واقعة السائح البريطاني الذي وثق بالصوت والصورة التسعيرة التي فرضها صاحب سيارة الأجرة بدعوى أن الزبون سائح  أجنبي و بالمناسبة ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة. رغم تسجيل المبادرة الولائية في توفير الشباك بعين المكان الذي  سيحل هذا الإشكال لكن لن يحد منه لأننا نحتاج إلى مقاربات مواكبة تحد من الظاهرة من خلال تقنين القطاع وهيكلته. صراحة من خلال هذه الواقعة والتي رفضها الجميع مهما كانت الحيثيات يمكن القول أننا لانستفيد ولا نتعلم من الأزمات. وهنا لايجب أن ننسى محطة كورونا والتي عاش فيها القطاع أسوأ أيامه، وعرفت كذلك  فترة دعم وتضامن معه من طرف الجميع في زمن لا توجدفيه لا سياحة داخلية ولا خارجية. بعد انتهاء الجائحة لاحظنا كيف تعامل القطاع مع الساكنة بالمقارنة مع السائح الأجنبي؟ كيف يتعامل القطاع مع ثلاث زبائن لهم نفس الوجهة؟ كما يتم تغييب العداد بمزاجية مرفوضة في مواقع معينة وعدم اعتماد مسار معلوم تلبية  لطلب الزبون واتخاذ وجهات أخرى بحثا عن المزيد من الدراهم في حصيلة العداد وغيرها من الحيل وطرق التلاعب التي لاتخطر على البال. كل هذه السلوكات المشينة لايمكن تعميمها على الجميع فهناك سائقون يؤدون عملهم بضمير لأنهم يعتبرون أنفسهم ممثلين للدولة المضيفة وأي سلوك منهم ينسحب على الدولة بأكملها. وهي فئة تحتاج للدعم والمساندة لتصبح أكثرية من خلال تنظيم مبادرات من قبيل أحسن سائق بدون حوادث وله مواقف نبيلة. من خلال هذه التظاهرات الهادفة وغيرها سنرسخ بلاشك ثقافة السلوك المدني الذي يشرف الوطن .فكل قطاعاتنا تحتاج للحظة اعتراف وصحوة ضمير .