الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

عبد العاطي اربيعة : يجب أن تعطى إشارات قويّة في المحطّة الاندماجية لليسار لتمثيل الشّباب والنّساء بقوّة فـي المكتب السّياسي

عبد العاطي اربيعة : يجب أن تعطى إشارات قويّة في المحطّة الاندماجية لليسار لتمثيل الشّباب والنّساء بقوّة فـي المكتب السّياسي عبد العاطي اربيعة

أكد عبد العاطي اربيعة، الكاتب الوطني للشّبيبة الطّليعيّة، أن أحزاب اليسار المغربي خاضت تجارب متعدّدة، وأنه آن الأوان للاهتمام بالكفاءات الحزبية، وإعطاء الفرصة للشّباب والنساء لتحمل المسؤولية وقيادة هذه التّجربة، فبناء حزب جديد منفتح وقويّ ومتجدّد لا يمكن أن يكون إلاّ بآليات جديدة ومتجدّدة قادرة على مواكبة التّحولات التي يعرفها اليسار العالمي وكذلك المجتمع المغربي".

وشدّد اربيعة في حوار مع أسبوعية "الوطن الآن" و"أنفاس بريس" على أن " المؤتمر الاندماجي سيكون خطوة أولى نحو توحيد قوى اليسار، وتقوية هذه الوحدة من خلال الانفتاح على كلّ القوى الدّيمقراطية والتّقدمية، ومن خلال دمقرطة التنظيم الحزبي، والاهتمام بالكفاءات الحزبية، وإعطاء الفرصة للشّباب والنساء لتحمل المسؤولية وقيادة هذه التّجربة، فبناء حزب جديد منفتح وقويّ ومتجدّد لا يمكن أن يكون إلاّ بآليات جديدة ومتجدّدة قادرة على مواكبة التّحولات التي يعرفها اليسار العالمي وكذلك المجتمع المغربي".

وفيما يلي نص الحوار:

 

من خلال وثائق المؤتمر الاندماجي. ما النّظرة النقدية لأحزابكم بناء على ما روكم من تجارب سابقة لتجاوز نقط الضّعف. وكيف سيصير تنظيمكم الجديد قويّا؟

لقد خاضت أحزاب اليسار تجارب متعدّدة، فبالنسبة لنا في حزب الطليعة جرّبنا كل الأشكال الممكنة من الكفاح المسلح وصولا إلى اختيار النّضال الديمقراطي، ومن مقاطعة الانتخابات إلى المشاركة في تحالف فيدرالية اليسار، دون أن يعني ذلك التّنازل على النضال الجماهيري الميداني على كل المستويات، ولكن كانت النقطة التي تؤرقنا دائما هي ما يعيشه اليسار من تفتت وانكفاء على الذات، وبالتالي فإن النقد همّ بالأساس هاتين النّقطتين، وكان الهدف دائما هو كيفية تغيير موازين القوى لصالح الفئات المهمّشة والطّبقات الشّعبية المستضعفة. وبالتالي فنحن نعتبر أن المؤتمر الاندماجي سيكون خطوة أولى نحو توحيد قوى اليسار، وتقوية هذه الوحدة من خلال الانفتاح على كلّ القوى الدّيمقراطية والتّقدمية، ومن خلال دمقرطة التنظيم الحزبي، والاهتمام بالكفاءات الحزبية، وإعطاء الفرصة للشّباب والنساء لتحمل المسؤولية وقيادة هذه التّجربة، فبناء حزب جديد منفتح وقويّ ومتجدّد لا يمكن أن يكون إلاّ بآليات جديدة ومتجدّدة قادرة على مواكبة التّحولات التي يعرفها اليسار العالمي وكذلك المجتمع المغربي.

كما ركزنا في اشتغالنا خلال المرحلة التّحضيرية، بالإضافة إلى القضايا الكلاسيكية بالنسبة لليسار المغربي، على قضايا ذات أولويّة على المستوى العالمي، والتي أصبحت تؤرّقنا أيضا كمغاربة مثل الإيكولوجية حيث تم تبني الإشتراكية الإيكولوجية إلى جانب باقي التّجارب الاشتراكية الأخرى، خصوصا في ظلّ ما نعيشه من تغيّرات مناخية وتوالي سنوات الجفاف، وهو ما أصبح يهدد الأمن الغذائي العالمي، وكذلك الأمن الغذائي الوطني، وصار كذلك سببا رئيسيا في اتّساع رقعة الفقر والمجاعة خصوصا بالنسبة للدّول التي عانت من الاستعمار وما زالت تعاني من نهب ثرواتها الطّبيعية من طرف القوى الإمبّريالية ومؤسساتها المالية كصندوق النّقد الدولي والبنك الدّولي.

 

يكون للشّبيبة الحزبية امتداد تنظيمي لما هو طلابي وتلاميذي وجمعوي. كيف تفكّرون في تدبير هاته الروافد؟

بالنسبة للشّبيبة الحزبية، فما يزال النّقاش متواصلا لبناء تصوّر تنظيمي قادر على الفعل داخل أوساط الشّباب، وعلى الامتداد التنظيمي على كلّ المستويات التي يتواجدون بها، أوّلا من خلال إيجاد صيغ تنظيمية تمتدّ إلى هذه الرّوافد وبالخصوص القطاعات التي تعرف تواجدا مهمّا للشّباب كالقطاع الطلابي، والتعليم، والأطباء، والمحامين… أو من خلال الاشتغال على المجالات والقضايا التي تخصّ الشّباب بشكل عامّ مثل الثّقافة، والنّوع، والتّشغيل، والبيئة… وكذلك من خلال الاشتغال على مستوى المجتمع المدني من داخل الجمعيات الدّيمقراطية.

 

في كل مرة تثار علاقة الشبيبة الحزبية بالتنظيم السياسي. هل ستكرّرون نفس الأخطاء السّابقة؟ ومن تستهدفون في تنظيمكم الشبابي الاندماجي؟

في الحقيقة لا أعلم طبيعة الأخطاء التي جاءت في سؤالك، خصوصا وأننا في شبيبات الفيدرالية كانت لنا تجارب تنظيمية مختلفة ومتنوّعة، لكلّ منها نقط قوّتها في علاقتها مع الحزب، ولكن الأساسي بالنّسبة لنا في الشبيبة الطّليعية هو الحفاظ على استقلاليتنا التّنظيمية، في مقابل الارتباط العضوي سياسيا وفكريا وإيديولوجيا مع الحزب بهدف الحفاظ على وحدته، وتقويته تنظيميا، وبناء كوادر حزبيّة من الشّباب قادرة على حمل المشعل المسبق. ربّما المشكلة الأساسية التي نواجهها هي استمرار بعض الذّهنيات رغم قلّتها التي ترى أن فضاء اشتغال الشباب هو الشّبيبة، وبالتالي غالبا ما يتم إقصاؤها من التّمثيلية في الأجهزة الحزبية، خصوصا ونحن نتابع اليوم أن اليسار العالمي يقوده جيل جديد من الشّباب سواء بأوروبا أو أمريكا اللاّتينية، وهو ما مكّنه من تحقيق نجاحات متتالية، وقد حاولنا تجاوز هذه المسألة من خلال مشروع القانون الأساسي للحزب الاندماجي في تحديد نسبة الشّباب في 25% على الأقل، ولكن يجب أن تعطى إشارات قوية في المحطة الإندماجية في هذا الاتجاه من خلال تمثيل الشّباب والنّساء بقوّة في الأجهزة الحزبية المقبلة خصوصا بالمكتب السّياسي، وهو ما سيجعل الشّباب يتيقّن أنّنا أمام بناء تنظيم حزبي جديد ومتجدّد سيفتح الإمكانيات للشّباب من أجل العطاء.

 

من سيكون الأقرب للتنسيق معكم على مستوى تنظيمكم الشّبيبي الجديد بعد المؤتمر الاندماجي؟

بالنسبة للتّنسيق، فالأمر لن يختلف عن السّابق، ونحن سنظلّ منفتحين على القوى الدّيمقراطية والتّقدمية، بهدف خلق قوّة شبابيّة حقيقيّة قادرة على التّغيير وبناء مغرب العدالة الاجتماعية والكرامة والحرّية، مغرب الدّيمقراطية الحقيقية المبنيّة على فصل السّلط وربط المسؤولية بالمحاسبة، باعتباره المدخل الحقيقي للنّهوض بوطننا وأوضاع شعبنا على جميع المستويات.