الخميس 9 مايو 2024
رياضة

فقهاء مغاربة يتضرعون لله تعالى بالنصر للمنتخب المغربي على البرتقيز (مع فيديو) 

فقهاء مغاربة  يتضرعون لله تعالى بالنصر للمنتخب المغربي على البرتقيز (مع فيديو)  إمام كلميم عبد الخالق حسين
تحت عنوان: "الفقيه والدعاء والمنتخب الوطني.. والمساء الحاسم!!"، كتب عبد الخالق حسين، إمام وخطيب جمعة بكلميم، يتحدث عن سحر كرة القدم، وكيف أن فقهاء المغرب يساهمون بدعائهم من أجل انتصار أسود الأطلس على المنتخب البرتغالي مساء السبت 10 دجنبر 2022، ضمن منافسات كأس العالم بقطر:
  • السبت 10 دجنبر 2022.
  • الساعة 11 صباحا.
"ومضة" من نجاح تجديد الخطاب الديني في المغرب.
هذا فيديو يبدو من العاديات.. يصور لحظة رفع الدعاء لنصرة منتخبنا الوطني في كرة القدم؛ في مقابلة اليوم السبت مساء على الساعة الرابعة عصرا، ضد نظيره البرتغالي، والأمر في ظاهره يبدو أكثر من العادي.
غير أنه بعين السياق وخبرة الحقل الديني؛ يصبح الأمر مترعا بالدلالات والإشارات.

فانخراط فقهاء تقليديون في تشجيع المنتخب الوطني في كرة القدم.. وهي اللعبة التي كانت تحشر في (دائرة اللهو أو المباح الذي يلهى الشعوب عن ذكر الله) كما تسوق الحركات الدينية النضالية الساذجة؛ ولو بغمغمة وبإيحاء وعلى احتشام.. وكان "منظروها" يتحاشون حتى التعليق على هذه اللعبة التي تعتبر "مخدرا " صلبا للشعوب !!

هاهم "فقهاء مغاربة"، في مجمع مبارك؛ وأنا على يقين أنه لقاء ستقرأ فيه سلك القرآن وأمداح سيدنا رسول الله من بردة وهمزية.. هاهم يستحضرون في دعائهم؛ الدعاء بالنصر والتوفيق للفريق الوطني "للمملكة الشريفة" إيمانا منهم بأن نصرة الوطن في كل قضاياه؛ جوهر الإيمان في تجلياته العملية، من الالتزام بالجماعة، والمحافظة على الوحدة، وتعزيز قوة الأمة، والاهتمام بأمور المسلمين، والعمل على  وحدة الكلمة، وعزة الصولة، وخدمة مقاصد الشريعة؛ والتي منها المحافظة على العرض؛ وهو هنا "الكرامة التي لا تقبل الهزيمة".. والفرح "بنصر الله" نعم بهذا التوصيف العظيم وسوف أبين ذلك.

إن هذا الفيديو رسالة للعلماء والفقهاء جميعا للوعي "باللحظة التاريخية الوطنية" والاستجابة "للإشارات الدقيقة" التي تصدر من الإمام الأكبر؛ فقد تعلمنا في العلوم الشرعية أن كثيرا من الأمر والنهي في قضايا الأمن والخوف بالمفهوم الواسع؛ يحسم فيها الإمام الأكبر (جاءهم إمر من الأمن أو الخوف أذاعوا ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم..) الآية.

ولهذا فهذا الفيديو يعبر عن وعي عميق لدى علمائنا وفقهائنا وقرائنا للتوجهات الكبرى التي تنخرط فيها مملكتنا الشريفة حاليا.. ومنها تعزيز الانتصارات في كل المجالات.. وأقول "كل المحالات" متقصدا إدخال قطاعات أقصاها ونفاها الفكر الديني "النضالي المحرف" بحجة أنها من  اللهو واللعب الصاد عن ذكر الله؛ وذلك بسبب قصور النظر الذي يعيش أوهام بناء "الدولة المستحيلة" بتعبير وائل حلاق.

إن دعاء الفقهاء المغاربة لمنتخبهم؛ تعبير معرفي وحضاري على نضج "الفكر الديني" وجرأته وخروجه من حذره الموهوم و"التوقف"  حسب تعبير الفقهاء.. فلا توقف في نصرة قضايا الامة؛ كهذه التي نعيشها اللحظة والتي يعرف الفقيه قبل غيره أن تلهب مشاعر أهله وأبنائه الذين تحت قوامته وفي بيته؛ وتلهب مشاعر جميع أفراد الأمة قيادة وشعبا.. 
لقد علمنا القرآن الكريم في "سورة الروم" مبدأ نفيسا نفيسا؛ هو وجوب "إعلان الفرح" من المؤمنين؛ حتى في قضية بعيدة عنا؛ وهي  انتصار الروم على الفرس؛ رغم أنه بالمنظور العقدي كانت الروم نصرانية، والفرس مجوسية؛ وهي معركة في الظاهر لا تهمنا في شيء؛ فعندما انتصر الروم النصارى على الفرس المجوس عبر القرآن عن تلك اللحظة بقوله تعالى :" ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله" الآية؛ والعجيب أنه سماه "نصر الله"!!! (غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين، لله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء).. وفي الآية إشارة إلى أنه لا توجد "منافسة" ولو في أقصى الأرض؛ إلا وللمسلم فيها "موقف قلبي" بالتأييد أو التنديد.

إن هذا المبدا القرآني؛ مفتاح لدمج المسلم في كل زمان في قضايا عصره.

فكيف لا يندمج الفقيه والعالم المسلم الحي؛ الغيور على مصالح وطنه وأمته والمنافسة "عرس عالمي" تصرف عليه الملايير؛ وتنتقل إليه جماهير أمم الأرض؛ ويحضره رؤساء وملوك الدول..  وتربح منه الدول (سمعة وشرفا ومكانة وشوكة)؛ ويعود على "الرابح بالكأس" بفوائد مادية ومعنوية ورمزية.. أقلها أن أمم الأرض تعتبر الأمة الفائزة (أمة منظمة وقوية؛ وتتمتع بالأناقة الحضارية...) ؟
كيف لا يهتم الفقيه والعالم المسلم وهذا العرس يشارك فيه (أبناء المغرب)؛ بوجوهم الساجدة شكرا لله عز وجل..؟
كيف وهذا العرس قد رفع راية المغرب في كل مكان؟
كيف وهذا العرس أثبت للعالم أننا أمة تستطيع أن تطيح بالكبار ؟ 
كيف وهذا العرس قد نشر الفرحة في الصغير والكبير والذكر والأنثى؛ وخرج فيه أمير المؤمنين  بنفسه حفظه الله؛ ضاحكا  مستبشرا.
أليس هذا العرس كافيا بأن نستجمع له الهمم؛ ونوجه الأنظار، ونرفع له أكف الدعاء لله القدير أن يسدد رمي أبطالنا وأن يخذل خصومنا.. وأن يرزقنا فرحة الفوز بكل المقابلات.
وأن يرزقنا شرف الفوز (بكأس العالم) الذي سيكون فرحة عظيمة لكل عربي وإفريقي ومسلم.
بل سيكون فتحا لمرحلة عزة؛ ترجع فيها ثقة المسلم في نفسه وقدرته وإرادته.
وأخيرا؛ تحية تقدير وإعتزاز للمشرفين على إصلاح الحقل الديني بالمملكة.
وتحية محبة لكل (عالم وفقيه مغربي) أدرك بوعي دوره الوطني و(عمل به وله ).
وإن شاء ربنا القدير؛ الكأس لنا فضلا منه؛ إنه وهاب.