لإعطاء دفعة قوية لحملة جذب المستثمرين من كافة أنحاء العالم إلى القطب المالي للدار البيضاء، تحل بالمغرب السيدة الرابعة في البروتوكول البريطاني، ونقصد بذلك عمدة الحي المالي بلندن، السيدة "فيونا وولف". الزيارة الرسمية تنطلق اليوم الثلاثاء بجدول أعمال مكثف مع كل المعنيين بالقطب المالي البيضاوي. هذه الزيارة تكتسي طابعا خاصا بالنظر للحجم الدولي لحي المال والأعمال اللندني على المستوى الكوني، إذ لا توجد حاوية بالعالم غير معنية بالحي المالي اللندني إما تمويلا أو تأمينا أو إعادة التأمين بشكل يجعل بريطانيا مهيمنة على عصب التجارة العالمية، علما أن الحي المالي بلندن يوظف لوحده 250 ألف من الأطر المالية العالية المستوى.

وهذا ما تهدف إليه الزيارة التي تقوم بها عمدةحي المال والأعمال بلندن، على اعتبار أن هذا الأخير كان من بين أوائل المراكز المالية العالمية التي وضعت ثقتها في قرار الملك محمد السادس القاضي بخلق قطب مالي بالدار البيضاء. فمنذ الخطوة المغربية الأولى والمركز المالي البريطاني ونظيره المغربي يبحثان الفرص الجديدة للعمل سويا في مجالات  توطين المؤسسات المالية وتوفير البنيات التحتية ومواصلة تطوير الخدمات المالية المستدامة والمربحة، خاصة وأن بريطانيا متحمسة للقطب المالي المغربي لما سيوفره من فرص للتغلغل أكثر في القارة الإفريقية.

وقد صرحت عمدةحي المال والأعمال بلندن، فيونا وولف، قبل زيارتها للمغرب قائلة: "تعتبر منطقة شمال إفريقيا سوقا هامة بالنسبة للشركات البريطانية، وإن حي المال والأعمال بلندن حريص على تطوير الشراكة مع المغرب باعتباره فاعلا إقليميا رئيسيا. آمل أن تكون هذه الزيارة مفيدة في تطوير العلاقات الثنائية القوية التي من شأنها أن تمكننا من مواجهة التحديات واغتنام الفرص والعمل من أجل مستقبل مزدهر بالنسبة للطرفين. آمل أيضا أن نتمكن من الرفع من حجم المبادلات التجارية عبر الخدمات المالية والمهنية ومجالات الطاقة والبنيات التحتية والتعليم والرعاية الصحية وغيرها من المجالات. يتمتع حي المال والأعمال بلندن بتاريخ طويل. إن التزامنا قوي، ونحن نأمل أن نرى المزيد من الشركات البريطانية تقوم بأعمال مع المغرب لتسهيل النمو عن طريق طرح منتجات وخدمات وخبرات عالمية وذات كفاءة عالية لتعزيز النمو الاقتصادي ودعم خلق فرص العمل والنمو".