الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

طلبة كلية الطب بالدار البيضاء يضربون ضد إعدام الكلية

طلبة كلية الطب بالدار البيضاء يضربون ضد إعدام الكلية

يواجه طلبة كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، هذه الأيام، ظرفية وصفوها بالصعبة، خاصة أمام الأوضاع الاستثنائية المهددة للتكوين الطبي داخل أسوارها، وذلك نتيجة الاستقالات المتتالية التي يقدمها أساتذة المركز الاستشفائي الجامعي على هامش مشروع كلية الطب الخاصة المزمع إنشاؤها على حساب الكلية العمومية. هذا الأمر سيؤدي، حسب الطلبة، إلى استنزاف مواردها البشرية المشكلة لخيرة الأطر، ويجعل التكوين الطبي بضاعة تقدم لمن هو قادر على دفع ثمنها دون أدنى اعتبار لشروط الاستحقاق أو لجودة التكوين. ويضيف المحتجون، بأن هذا الوضع يلقي بمستقبل القطاع على المحك بعد فشل العديد من تجارب الخوصصة في مجموعة من القطاعات التي كانت حكرا على الجامعات العمومية، ويساهم في أن يصير التكوين الطبي بمثابة تكوين مهني يسعى لخلق يد عاملة بأبخس الأثمان، تماشيا مع قرار فتح الباب أمام الرساميل الخاصة والأشخاص المعنويين لإنشاء مصحات خاصة وكأن صحة المواطنين صارت سلعة يتاجرون بها، وأن العلاج أصبح منتوجا مقتصرا على الميسورين.

ونتيجة كل هذه الانتقادات الغاضبة، قرر الطلبة، من خلال جمع عام عقدوه بالكلية يوم الخميس 12 يونيو 2014، تنظيم وقفة احتجاجية أمام رئاسة جامعة الحسن الثاني عين الشق يوم الأربعاء 18 يونيو 2014 من الساعة العاشرة صباحا، مع المطالبة بوقف مشروع القانون الذي يسمح بإعطاء الحق لمستشفى الشيخ خليفة في تكوين الأطر الطبية والشبه الطبية، وكذا إعلان إضراب إنذاري بكافة المصالح الاستشفائية التابعة للمستشفى الجامعي ابن رشد باستثناء أقسام المستعجلات والحراسة لمدة 48 ساعة، وذلك يومي الأربعاء والخميس 19 يونيو 2014.

وبالمقابل، يهيب الطلبة بوزيري التعليم العالي والصحة الالتفات إلى هذا النداء ووقف الزحف الرأسمالي "الذي يهدف إلى المتاجرة بالتكوين الطبي والمضاربة بصحة المواطنين ومستقبل هذا القطاع". ويؤكد الطلبة في السياق ذاته، على أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يرونه من تدمير ممنهج ومدبر لقطاع الصحة العمومية، وكل المؤشرات التي تصب في أن مشروع الخوصصة بشقيه التكويني والاستشفائي لا يخدم سوى مصلحة فئة من المواطنين الذين ينتمون إلى الطبقة البوجوازية، بينما تبقى الطبقة الفقيرة معرضة لمصير مجهول.