الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

سفيرة المغرب بالتشيك: المسيرة الخضراء.. حدث تاريخي يجسد تلاحم العرش والشعب من أجل استكمال الوحدة الترابية

سفيرة المغرب بالتشيك: المسيرة الخضراء.. حدث تاريخي يجسد تلاحم العرش والشعب من أجل استكمال الوحدة الترابية حنان السعدي، سفيرة المغرب بالتشيك
أجرت مجلة "prazsky" التشكية حوارا مع حنان السعدي، سفيرة المغرب ببراغ، تناولت فيه عددا من المواضيع والملفات السياسية والاقتصادية والثقافية،  أبرزها قضية الصحراء المغربية.

وقدمت السفيرة لقراء المجلة التشيكية الشروحات حول قضية المغرب الأولى، حيث قالت إن المقابلة الصحافية "تأتي في لحظة تاريخية مثيرة للاهتمام، لأن المغاربة يحتفلون في 6 نونبر بحدث عظيم، لحظة ذات أهمية غير عادية في تاريخنا، إذ نحتفل بالذكرى 47 للمسيرة الخضراء، وهي حدث تاريخي يجسد تلاحم العرش و الشعب".

وتابعت أن المغرب استعاد جزء من أراضيه التي كانت تحت الحكم الاستعماري لإسبانيا بطريقة سلمية تماما، مقدمة نظرة عن  المسيرة الخضراء التي شارك فيها 350 ألف مواطن من جميع مناطق المغرب، رجالا ونساء من جميع الأعمار والفئات الاجتماعية. 

كما قالت إن المغرب من البلدان التي عانت من حكم قوتين استعماريتين، هما فرنسا وإسبانيا، وأنه في عام 1956، انتزع المغرب استقلاله من فرنسا، لكن الاستقلال لم يكن كاملاً. وأضافت: استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تصبح مدينة طرفاية مستقلة في عام 1958، وفي عام 1969 استعدنا مدينة سيدي إفني، وكلاهما يقعان في الصحراء المغربية.

ولم يتوقف المغرب عن المطالبة بخروج الإسبان من أراضيه، لكن لم يتم توقيع اتفاق مع إسبانيا حتى عام 1975 واستعاد المغرب أراضيه في الأقاليم الجنوبية. 

وتأسفت السفيرة لكون حركة البوليساريو الانفصالية تتلقى دعما مستمرا من دولة مجاورة (الجزائر) بهدف زعزعة استقرار وحدة أراضي المغرب، مشيرة إلى أن "بلدي يؤيد جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي لهذا الصراع الإقليمي.

على الرغم من أن المغرب استعاد أراضيه بشكل سلمي ووفقًا للقانون الدولي الذي يحمي وحدة أراضي الدول، إلا أنه دخل في عملية الأمم المتحدة كدليل على حسن النية، وأيضا لإيجاد حل سياسي وواقعي وعملي لهذه القضية، وكذلك للسماح للسكان المحتجزين في مخيمات تندوف في ظروف غير إنسانية بالعودة إلى أرض أجدادهم، المغرب.

وتابعت السفيرة أن قضية الصحراء المغربية ظلت على مدى سنوات من قبل مجلس الأمن، الذي تتبنى قراراته خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، والتي اقترحها المغرب عام 2007 كحل وحيد لإنهاء هذا الخلاف الذي يضر بالتكامل الاقتصادي للمغرب العربي الكبير، ويؤدي بالتالي إلى خسارة اقتصاد دول المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، تضيف سفيرة المغرب بدولة التشيك، فإن القرار الأخير الذي تم تبنيه في 27 أكتوبر 2022 يصنف مرة أخرى اقتراح الحكم الذاتي المغربي على أنه جاد وذو مصداقية ويدعو جميع الأطراف المعنية (بما في ذلك الدول المجاورة) إلى تجديد عملية التفاوض، مبلغة الرأي العام التشيكي أنه في العامين الماضيين حدثت تغييرات كبيرة لصالح موقف المغرب من قضية الصحراء، مثل اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على أراضي الصحراء، إضافة إلى دول ألمانيا وهولندا وبلجيكا، وكذلك المجر ورومانيا وإسبانيا وبلدان أخرى أعلنت عن دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية.
كما أن ثلاثين دولة مهمة، مثل السنغال والإمارات العربية المتحدة، فتحت قنصلياتها العامة في الأقاليم الجنوبية للمغرب.

من جهة أخرى، تحدثت السفيرة (التي عينها الملك في براغ  سنة 2018) عن مسيرتها المهنية حيث قضت جزء دا كبيرا منها برومانيا وإسبانيا، معبرة عن سعادتها كامرأة مغربية أثبتت وجودها في السياسة والدبلوماسية والأعمال التجارية وباقي المجالات، موضحة في هذا السياق أن هناك الكثير من الكليشيهات والأفكار المسبقة حول مكانة المرأة في البلدان العربية والإسلامية. أما المغرب فهو من أكثر الدول تقدماً في مجال حقوق المرأة. والواقع أن جلالة الملك - تقول السفيرة-  هو الحامي الأكبر لهذه الحقوق.
 
إذ بفضله، تم في عام 2004، إصلاح قانون الأسرة والمدونة بشكل جذري حتى تتمكن المرأة من التمتع بجميع حقوقها داخل الأسرة. وأوضحت انها ليست السفيرة الوحيدة، بحيث توجد حوالي عشرين سفيرة، وهو ما يمثل حوالي 25٪ من عدد السفراء المغاربة في الخارج.

وأكدت السفيرة فيما يتعلق بالوجهات السياحية، أن المغرب بلد متنوع للغاية، وله طبيعة غنية وثقافات مختلفة حسب المنطقة. "لدينا بحار وسلسلة جبال الأطلس، حيث يمكن للسائحين التشيك الاستفادة من فرص السياحة الجبلية.
ولدينا مدن تاريخية من الممتع للغاية زيارتها. كانت المدن التاريخية عواصم الإمبراطوريات لمختلف السلالات التي تعاقبت على حكم المغرب، وهي فاس ومكناس ومراكش والرباط. نسميها مدنًا إمبراطورية لأنها كانت عواصم إمبراطوريات السلالات الملكية لعدة قرون.

ودعت السياح التشيك إلى ممارسة رياضة ركوب الأمواج أو ركوب الأمواج عبر "سكايت سورف" في مدينة الداخلة، المدينة الجميلة التي تقع في الأقاليم الجنوبية للمغرب. 

من ناحية أخرى، قالت حنان السعدي إن علاقات ممتازة تربط المغرب بدولة التشيك على جميع المستويات وخاصة في الاقتصاد والتجارة. ويعد المغرب ثاني أهم شريك تجاري لجمهورية التشيك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرة إلى أن المغرب اعتمد ميثاقا للاستثمارات يسهل التعاون بعدة طرق، إضافة إلى أن المغرب بوابة إفريقيا، ولذا فإن المستثمرين الذين يستقرون في المغرب لن ينتجوا فقط للسوق المغربية، ولكن لأفريقيا بأسرها.  كما أن المغرب الذي وقع اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يمنح فرص عمل مثيرة للاهتمام للغاية للمستثمرين، تختم حنان السعدي حوارها مع المجلة التشيكية.