الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

وزان ....فضيحة التخلص من مواطنين يعانون من الاضطرابات العقلية والنفسية!

وزان ....فضيحة التخلص من مواطنين يعانون من الاضطرابات العقلية والنفسية! عمالة اقليم وزان

في البدء كانت حملة "الكرامة والحقوق ليك وليا"

اختارت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تخليد اليوم العالمي للأمراض العقلية والنفسية (10 أكتوبر) بإطلاق حملة وطنية أطرها شعار " الاضطرابات النفسية حالة طبية ... الكرامة والحقوق ليك وليا ". وتهدف النسخة الثانية للحملة الوطنية المذكورة التي استمرت لمدة 10 أيام (من 17 أكتوبر إلى 27 منه) إلى تعزيز الحقوق الأساسية لهذه الفئة، وإلى التحسيس وإذكاء الوعي بين الأفراد والأسر والمجتمع بشأن مشاكل التمييز التي تواجهها، وكذا الحد من الوصم الاجتماعي المرتبط بالصحة النفسية، على اعتبار بأن الاضطرابات النفسية والعقلية ما هي إلا حالة طبية لا تختلف عن باقي الحالات الطبية الأخرى .

 

دار الضمانة/وزان خارج الحملة الوطنية!

حملة " الاضطرابات النفسية حالة طبية ....الكرامة والحقوق ليك وليا" لم تقرع أجراسها بإقليم وزان الذي تعج أزقة وشوارع عاصمته ، ودواوير وأسواق جماعاته الترابية 16 الأخرى ، بالعشرات من المواطنات والمواطنين الذين يعانون من الاضطرابات النفسية والعقلية ، ويتعرضون يوميا للوصم الاجتماعي بشتى الأشكال التي تضرب هذه الفئة في صميم كرامتها ، وتعرض حقوقها الأساسية للانتهاك ، والنتيجة استمرار حضور الصور النمطية البئيسة عن مرض لا يختلف عن باقي الأمراض، و " فرعنة " التمييز الذي يحظره دستور المملكة!

لم يبق الموضوع محصورا في عدم تنظيم أي فعالية ذات الصلة بالحملة لتقييم الانجازات ، وملامسة التحديات القائمة ، وصياغة خطة عمل للتخفيف من آثار الصور النمطية على هذه الفئة من المواطنات والمواطنين ، بل ما حز في النفس هو أن انخراط المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية ، والادارة الترابية بكل مستوياتها ، والمجتمع المدني ، ظل حبيس درجة الصفر !صمت شجع جهات "مجهولة" اغراق دار الضمانة بالعشرات من الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات العقلية والنفسية ( اغراق)في عز حملة " ...الكرامة والحقوق ليك وليا " . كيف حصل ذلك؟

بين عشية وضحاها سيصادف أهل وزان أشخاص يجوبون شوارع و أزقة مدينتهم ... ثيابهم رثة .... سحناتهم ولكناتهم يستشف منها بأنهم غرباء عن المنطقة .... فهل وصولهم لدار الضمانة دفعة واحدة كان صدفة ؟ أم أن الأمر يتعلق بعملية " لاراف" نُسجت خيوطها خارج إقليم وزان ، وانتهت بإصدار قرار الترحيل نحو دار الضمانة ؟ يا له من تفعيل لشعار " ... الكرامة والحقوق ليك وليا "

 

آخر الكلام

عملية ترحيل مواطنات ومواطنين يعانون من الاضطرابات النفسية والعقلية لوزان ليست جديدة، وليست وزان وحدها من يجري فوق خشبة مسرحها مثل هذا الانتهاك السافر لكرامة هذه الفئة من الأشخاص (فضيحة بني ملال ذات صيف لم يندمل جرحها بعد) ، ولكن التمادي في تكرار هذه الممارسة يستدعي دخول أكثر من جهة على الخط (الادارة الترابية الإقليمية - الأجهزة الأمنية المختصة - مجلس جماعة وزان ) ، والسير على أكثر من مسار للوصول إلى "العقل المدبر" لهذا الفعل الذي يخدش وجه بلادنا في المحافل الدولية الحقوقية . فعل ينسف كل المجهودات المبذولة من أعلى سلطة في البلاد من أجل نجاح بلادنا في حجز مقعدها بنادي الدول الديمقراطية التي تنتصر لحقوق الانسان قولا وفعلا .