الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

أونغير: ما تحقق بالمؤشرات في مدن صحراء المغرب يغيض الجزائر ورديفتها بوليساريو

أونغير: ما تحقق بالمؤشرات في مدن صحراء المغرب يغيض الجزائر ورديفتها بوليساريو بوبكر أونغير، باحث في قضايا الصحراء وإفريقيا
قال بوبكر أونغير، وهو باحث في قضايا الصحراء وأفريقيا، إن "ما تحقق بالمؤشرات في مدن صحراء المغرب يغيض الجزائر ورديفتها بوليساريو طيلة نحو نصف قرن من الزمان".
وأوضح أونغير، في تصريح لموقع "أنفاس بريس"، أنه بالعودة إلى "واقع مدن الصحراء المغربية فما تحقق  مشهود ولا يمكن إلا أن نشيد به، حيث صارت تلك المناطق تضاهي  كبريات المدن المغربية، وصارت بنيتها التحتية في المستوى العالي عند مراجعة تقارير وأبحاث المستعمرين الإسبان أو المستكشفين، بعدما كانت الصّحراء في كتاباتهم  أرضا جرداء بها رحّل و خيام".
وفي ما يلي النص الكامل لتصريح الباحث والحقوقي بوبكر أونغير.
 
 
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرّ منها المغرب في ثمانينيات القرن الماضي المرتبطة بالتّقلبات الدولية، خصوصا الحرب العراقية الإيرانية التي أثرت على أسواق الطاقة الدولية، استطاع المغرب أن يخرج من عنق الزجاجة بفعل حكمة الملك الراحل الملك الحسن الثاني الذي نجح في أن يموقع المغرب ضمن الدول التي لم تتضرر من الحرب الباردة فيما الجزائر بقيت أسيرة العقيدة البومديانية المتكئة على العقلية السوفياتية التي ترتكز على استعداء كل الأطراف بناء على تحديد إيديولوجي استطاع المغرب أن ينمّي أقاليمه الجنوبية مستفيدا من شراكاته مع معظم دول العالم، وأزاح بذلك الأطماع الجزائرية في تقويض الوحدة الترابية المغربية لكن انتصار المغرب عسكريا ودبلوماسيا وتلاحم العرش والشعب جعل الآمال الجزائرية في تقسيم المغرب تتبخر أمام الحقائق التاريخية والواقعية التي فرضها المغرب واقتنع بها العالم.
يكفي أن نعرف بأن المغرب دشن أكبر ميناء بإفريقيا في الصحراء المغربية، وهو ميناء أمهبريز، إضافة إلى أن الاستثمارات العمومية التي ضخها المغرب في الجهات الجنوبية الثلاث تجاوز 11 مليار دولار إلى حدود 2019، إلى جانب نسبة الأمية المتدنية جدا بالأقاليم الجنوبية ونسبة التمدرس التي تبلغ مستويات كبيرة جدّا، كما أن البطالة جدّ منخفضة في الجهتين الجنوبيتين مما يعني أن مجهودات كبرى قد بذلت جهودا مضنية نوعية لإعمار الصحراء المغربية قاربت نصف قرن.
ما ينبغي تأكيده أيضا هو أن ما تحقق في مدن الصحراء خلال 47 سنة مشهود ولا يمكن إلا أن نشيد به لان مدن الصحراء أصبحت تضاهي كبريات المدن المغربية، وصارت بنيتها التحتية في المستوى العالي عند مراجعة تقارير وأبحاث المستعمرين الإسبان أو المستكشفين سنجد الصحراء في كتاباتهم كانت أرضا جرداء بها حل وخيام... لكن اليوم بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، فإن الصحراء المغربية في نماء مطّرد، سواء على مستوى بنيتها التحتية، بدءا من مستشفيات العيون والداخلة وموانئهما، ومؤسسات التعليم العالي والتعليم المدرسي من الابتدائي إلى الجامعي، من أقسام تحضيرية (كلميم) وكلية الطب والصيدلة (العيون)، والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ENCG(الداخلة) وكليات متعددة التخصصات (كلميم والعيون ولاحقا مشروعين في سيدي إفني وطانطان) وكلية العلوم الشرعية (السمارة) واستثمارات ضخمة في مركبات الفوسفاط وغير ذلك كثير، مما يعكس ارتفاع معدلات التنمية المرتفعة بفعل الإستثمارات العمومية الضخمة، مقابل تدنّي مؤشرات الفقر في الجهات الجنوبية من الصحراء المغربية مقارنة بباقي جهات المملكة.
 كل هذا يعكس الفارق الشاسع بين ما تعيشه "تندوف" المنكوبة من احتجاز وفقر مدقع ووضع اجتماعي مقزّر، ورديفتها الجزائر تزداد عمقا مع توالي السنين.