الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

المحامي واكل للوزير وهبي: لا تستحضر ادريس البصري في دفاعك عن المخزن !

المحامي واكل للوزير وهبي: لا تستحضر ادريس البصري في دفاعك عن المخزن ! عبد اللطيف وهبي
لا لنهضة ادريس البصري من قبره و عودة مدرسته في الدفاع عن المخزن.
-1صديقي العزيز ورفيقي السابق:
عندما عرفت الوزير الحالي للعدل عبد اللطيف وهبي في مبتدأ الثمانينات عرفت شابا يافعا مثلي يتطاير الشرر من عينيه نضالاو من أشرس شباب حزب الطليعة الثوري الذي لو لم أكن مناضلا من مناضلي الحركات الماركسية الأولى (أ و ب و ج) التي انتجت المنظمات اليسارية الجذرية التورية "الى الامام و23 مارس و لتخدم الشعب" لكنت أحد أعضائه الاوائل الى جانب رفاق العمر الخالدين النقيب عبد الرحمان بن عمرو والمرحوم أحمد بن جلون والاستاذ محمد الصبار واليزيد البركة والمرحوم طارق السباعي وأخرون غابت عني أسماؤهم من المناضلين الفرسان الذين لم يترجلوا يوما من على أحصنة الزمان المغربي من أجل انهاء الاستبداد واحقاق التوزيع العادل للخيرات والدفاع عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ودولة المؤسسات بحق، عماد دولة الحق والقانون وبسكرة فرحة حميمية هناتك عندما عينت زعيما لحزب الأصالة والمعاصرة رغم التشنجات ذاخل الحزب التي أفضت الى انسحابات أعضاء والتحاق آخرين بأحزاب اخرى ومحاولة الثالثين تأسيس حزب جديد: ضحكت وقلت والله الا داها، هذا هو وهبي وبسكرة الفرحة ايضا هناتك عندما أصبحت وزيرا في ظل حكومة رئيسها طالما ناصبته وناصبك العداء قولا وفعلا في السياسة والاعلام.
وهنا أيضا ضحكت وقلت من جديد والله الا داها، هذا هو وهبي يعرف ما يريد، و يسعى الى ما يريد بكل الطرق المؤدية الى روما فيقف وسطمسرح روما التاريخي بعد ان اردى كل التيران المعادية صرعي.
لكن هنا لا يا صديقي الذي أكن له كل التقدير والاحترام: الغصة لم أستطع أن أبلعها في الحلق فجعلتني الغصة أعود الى ما جاء على لسان زميلي ورفيقي عزيز رويبح وحسن حلحول.
- الأول " ذ رويبح " دعا وزير العدل الى الاستفاقة من سكرة السلطة والاستوزار واستعادة نخوة المحامي الاصيل والغيور الذي كانه عبد اللطيف وهبي في حزب الطليعة الديموقراطي بينما عاب الثاني "ذ حلحول" عن السلطة القضائية انجرارها الى الوهم و بذلك انهت حلم استقلالية القضاء بانسياقها الى ما اسماه بالاندفاع اللامعقول للوهبية "نسبة الى وهبي" التي اختصرها في بساطة الفكر ومحدودية التصورات للعواقب و جهلها لقواعد علم العواقب واندفاعها اللامعقول والتهور المتسارع لها والمنطبعبالغطرسة.
ففي ظل ثلاثة أشهر، يقول حلحول، من تقلد منصبه لم يمر يوم دون ان يخرج عبد اللطيف وهبي بتصريحات نارية تستهدف فئة معينة. لا لشيء سوى أنه أراد أن يثبت وجوده: أنا أصرح لخلق فتنة جدالية, إذن أنا موجود.
-3صديقي العزيز لم أستطع أن أبلع الغصة التي وقفت في حلقي أيضا و أنا أقرأ ما تردد على لسانك أمام البرلمان و أمام الإعلام من أقوال و أنت تدافع بشراسة على عودة المدرسة البصروية "نسبة إلى إدريس و ليس الفقيه المناضل" في الدفاع عن النظام المخزني و الدولة المخزنية داتا الاثني عشر قرنا على حد تعبيرك على قاعدة الدولة أولا و المخزن أولا في مواجهة الدستور و المصداقية و الأخلاق المهنية و الدفاع عن الحق في السلامة الجسدية من وجهة نظر احترام حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا وليس من وجهة نظر الاستبداد.
لم استطع أن أصدق هذا الانقلاب العسكري الاستبدادي على سلطة الدستور وحقوق الإنسان وشروط الزمالة من أحد أشرس مناضلي حزب الطليعة سابقا أحد أقدم قلاع النضال الجدري بالمغرب. لست المحامي الوحيد الذي حل وزيرا للعدل بالمغرب. كثيرون قبلك و لا أحد منهم تجرأ على فعل ما فعلت حتى ولو إختلف مع زملائه! لكن حين تعود بي الذاكرة الى التاريخ أتدكر الدرس البليغ من المرحوم الرفيق علي بعثة عندما كنا نتهمه بالذيلية للاتحاد السوفياتي والانبطاح للنظام المخزني كان يرد علينا: إنها اليسارية الانتهازية تزايد و تفعل أحيانا نقيض ما تقول, وكنا نضحك من قوله و نتهامس عليه نحن دعاة التورية.
ومرت عشرات السنين و نحن نناضل في يسارنا السبعيني مقتنعين بجدريتنا الشكلانية, لأكتشف من خلال التجربة بعض الصدق في قول الرفيق:
عدد من غلاة التطرف السبعيني تحولوا الى غلاة التطرف المخزني و حماة لقلاعه.
عزاؤنا في وقوع ما يقع في هذا الشأن القول: إنه مكر التاريخ!