الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

عصيد: ما تقوم به الجزائر  وفرنسا حملة منظّمة ضد المؤسسة الملكية لأنها أساس قوة المغرب

عصيد: ما تقوم به الجزائر  وفرنسا حملة منظّمة ضد المؤسسة الملكية لأنها أساس قوة المغرب عقيدة النظام العسكري بالجزائر هي أن نهوض المغرب يشكل خطرا على مصالح الجزائر
الحرب الإعلامية وحرب الإشاعة جزء من الصراع الإستراتيجي بين الدول عندما تتعارض المصالح وتسوء العلاقات أو تتدهور، وما تقوم به الجزائر على وجه الخصوص هو حملة منظمة ضد النظام الملكي بالمغرب لأنها تعتبر الملكية هي أساس قوة الدولة، وتعتبر أن نزع المصداقية عنها كفيل بتفكيك الدولة وإضعافها، لأنه لا ينبغي أن ننسى بأن عقيدة النظام العسكري بالجزائر هي أن نهوض المغرب يشكل خطرا على مصالح الجزائر، ولذلك ينبغي إبقاؤه في وضعية ضعف حتى تتمكن الجزائر من لعب أدوار استراتيجية وحدها في المنطقة، وعلى هذا الأساس ينبغي لفت الانتباه إلى أن ما جعل النظام الجزائري يتحرك على شتى الأصعدة مؤخرا وبشكل هستيري أحيانا هو توقيع المغرب على الإتفاقية الثلاثية مع كل من أمريكا وإسرائيل، حيث اعتبر الحكام الجزائريون هذه الاتفاقية مؤشرا لمحاولة المغرب لعب دور قوة اقتصادية صاعدة في المنطقة، وهو ما لا يمكن أن يقبلوه حتى ولو اضطروا إلى اصطناع مواجهات عسكرية.
أما فرنسا فمشكلتها ليست مع المغرب فقط بل مع كل الدول الإفريقية التي كانت في يوم ما تحت هيمنتها الاستعمارية، حيث عرفت هذه الدول نوعا من الصّحوة السيادية التي أدت بها إلى رفض الوصاية الفرنسية والمطالبة بإعادة تشكيل العلاقات مع فرنسا على أساس منطق جديد تطبعه الندية والتبادل، ولهذا نظرت فرنسا إلى المواقف السيادية المغربية بنوع من عدم الرضا، ما يفسر محاولاتها التشويش على الملكية باعتبارها الحاكمة التنفيذية، وما تقوم به فرنسا من مناورات بهذا الصدد يتخذ شكلا انتقاميا واضحا وبأساليب غير شريفة، كمثل محاولة تلطيخ سمعة الملك ورفض منح الفيزا للمغاربة لتركيع المغرب، أو التآمر مباشرة مع الإرهابيين في منطقة الساحل لتركيع مالي والنيجر، ولهذا يزداد السخط على فرنسا في كل المنطقة.
أما التقارب الفرنسي  الجزائري فلا يمكن تفسيره إلا بحاجة فرنسا إلى الغاز بعد استمرار الأزمة مع روسيا.