السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الحق بوتشيشي: حل أزمة الحليب لن يأتي من طرف من كان سببا مباشرا في الأزمة

عبد الحق بوتشيشي: حل أزمة الحليب لن يأتي من طرف من كان سببا مباشرا في الأزمة عبد الحق بوتشيشي
يعرف إنتاج الحليب تراجعا كبيرا في الآونة الأخيرة، والأزمة ليست وليدة اليوم، فما وصل إليه القطاع هو تحصيل حاصل وجائحة كورونا أثبتت هشاشة القطاع، وسوء تدبير المرحلة أدى إلى نتائج لم تكن متوقعة .
فخلال الجائحة وجد منتجو الحليب أنفسهم متخلى عنهم وتركوا لمصيرهم، فالشركات المجمعة لم تعد تمرعندهم لتجميع الحليب وتسويقة بدعوى الركود ،هذا الركود الذي كان يستدعي تدخل الجهاز الوصي لحل الإشكالية فأصبح المنتج يبحث عن أنصاف الحلول لتسويق منتوج الحليب .
وبعد الإنتعاشة التي تلت الجائحة وجد الكساب نفسه أمام معضلة الجفاف وغلاء الأعلاف، حيث أصبحت تكلفة إنتاج لتر وتحد من ااحليب تفوق ثمن بيعه، ومع توالي صرخات الكسابة اضطر معظمهم لبيع قطعانهم لتوقيف نزيف الخسارة. وكمثال عى ذلك جهة الخميسات كانت فيها حوالي 79 ضيعة نموذجية لتربية الأبقار وإنتاج الحليب،لكن اليوم اصبح عددها لا يتجاوز 33 ضيعة!! واغلب الكسابة يفكرون في البيع لأنه لايمكن الاستمرار  في الإستثمار في مشروع خاسر!! وقد سبق لنا أن تطرقنا الى إشكالية إنتاج الحليب وتوقعنا انهيار القطاع نتيجة سوء التدبير من جهة وجشع الشركات المجمعة.
ومن جهة أخرى  فعندما نتكلم عن تراجع عدد الأبقار فلا بد ان نشير بان هذا القطاع يشغل يد عاملة مهمة من تقنيين مسيرين لاستغلاليات ومراقبي الحليب وملقحين للأبقار. وبالتالي ،ففي ظل هذه الأوضاع وإغلاق الضيعات ما هو مصير هذه اليد العاملة إذن ؟؟
وأعتقد أن الحلول لن تاتي دون تشخيص الوضعية ، ومسببات الأزمة ومحاسبة من تسبب فيها وحتما فالحل لن ياتي ممن كان سببا مباشرا في الأزمة .
ولهذا فالحلول تبدأ بإعادة الثقة بين المربين للأبقار منتجي الحليب والشركات المجمعة من جهة ومراجعة الوزارة لطريقة توزيع الأعلاف المدعمة لان الطريقة التي تتم بها لا تتماشى مع شروط تغذية المجترات بصفة عامة، وتغذية الأبقار الحلوب خاصة وإنشاء وحدات لتربية العجلات خصوصا وأن السيد  وزير الفلاحة يتحدث عن السيادة الغذائية. ونسأل المولى عز وجل ان يرحمنا برحمته ويسقينا غيثا نافعا..
عبد الحق بوتشيشي رئيس  الجمعية الوطنية لتقنيي تربية المواشي