الأحد 19 مايو 2024
اقتصاد

ايت حمو: هذا ماتداولته الدورة الرابعة للجامعة الدولية المتنقلة للصبار بالبرتغال

 
 
ايت حمو: هذا ماتداولته الدورة الرابعة للجامعة الدولية المتنقلة للصبار بالبرتغال المهندس الفلاحي ايت حمو
في ظل التغيرات المناخية التي تتجسد أساسا في الجفاف وقلة الموارد المائية تزداد أهمية الصبار أو التين الشوكي، لما تتميز به هذه الزراعة من كفاءة عالية في النمو بمناطق جافة وشبه جافة وتوفير منتجات ذات قيمة غذائية واقتصادية مهمة. وهذا ما يفسر اهتمام دول عديدة بهذه الزراعة. وقد نظمت مؤخرا بالبرتغال الدورة الرابعة للجامعة الدولية المتنقلة للصبار. المهندس الفلاحي عبدالرحمان ايت حمو الذي شارك، ضمن وفد من خبراء مغاربة في هذه التظاهرة العلمية يقربنا من هذا الحدث.
 
بداية ماهي الجامعة الدولية المتنقلة للصبار وما هي أهدافها؟
الجامعة الدولية المتنقلة للصبار هي تظاهرة عالمية، علمية وثقافية يلتقي خلالها الخبراء والمزارعون من مختلف دول العالم لتبادل الخبرة في مجال زراعة وتثمين نبات التين الشوكي. وبخلاف المؤتمرات التقليدية التي تعقد في قاعات مغلقة فالمشاركون في الجامعة المتنقلة يتنقلون بين مناطق الإنتاج بالبلد المنظم ويعقدون ندوات وحصص تدريبية و موائد مستديرة وزيارات ميدانية للوقوف على مختلف التجارب. بالطبع يتضمن البرنامج أنشطة ثقافية و ترفيهية وزيارات سياحية للتعرف على تاريخ وحضارة البلد المنظم ... إنها تظاهرة تجمع المفيد بالمتعة كما يقال.
 
كيف مرت الدورة الرابعة بالبرتغال؟ الدول المشاركة وماهي أهم النتائج؟
بعد دورات المغرب  (2006 و 2011) و المكسيك (2019) استضافت البرتغال الدورة الرابعة خلال الفترة بين 13 و 19 شتنبر الماضي. وتميزت هذه النسخة بأهمية الدول المشاركة وهي، بالإضافة إلى  البلد المنظم ، المغرب، المكسيك، الأرجنتين، الشيلي، البرازيل،  مصر،  تركيا، اسبانيا، فرنسا، انجلترا و الولايات المتحدة الأمريكية. وقد شارك المغرب بوفد هام  ضم 5 مهتمين و خبراء من مختلف التخصصات المرتبطة بالصبار كتقنيات الزراعة وتثمين المنتجات.
وجالت الجامعة المتنقلة في مختلف مناطق الإنتاج . وقد لاحظنا ازدياد اهتمام هذا البلد بزراعة الصبار وخاصة في الجنوب الذي يتميز بمناخ شبه جاف. فرغم أن المساحة الإجمالية لا تتجاوز  2000 هكتار إلا أن سلسلة الصبار بدأت في التطور إذ نجد أصنافا متميزة ومنتجات غذائية وتجميلية مختلفة.
تميزت الدورة الرابعة أيضا بالاحتفال باليوم العالمي للصبار الذي كان قد تقرر الإحتفال به خلال الدورة السابقة بالمكسيك. الاحتفال يصادف يوم 18 شتنبر  ويهدف إلى لفت الانتباه للأهمية التي يكتسيها الصبار على المستوى البيئي والسوسيواقتصادي.  
ومن أبرز نتائج الدورة الرابعة الإعلان عن البدء في خلق الفيدرالية الدولية لتنمية الصبار والتي سيكون مقرها البرتغال، وستعمل على تنمية هذا القطاع و خاصة في المناطق الجافة و الشبه الجافة. يشار إلى أنه في  سنة 2017 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للزراعة و التغذية (الفاو) الصبار كنبات المستقبل.
 
في المغرب تأثرت زراعة الصبار بالحشرة القرمزية التى دمرت مساحات مهمة، فما هي الوضعية في الدول الأخرى وكيف تم التعامل معها؟
من بين الدول المشاركة والتي تأثرت بأفة الحشرة القرمزية نجد البرازيل التي فقدت ما يناهز  600 ألف هكتار من الصبار العلفي (لا يهتمون بالفاكهة). وإسبانيا التي عرفت تواجد الحشرة منذ عقدين على الأقل لكن هذا البلد لا يحاربها ويعتبر الصباريات نباتات غازية يجب الحد من انتشارها. الوضع في المكسيك مختلف، فالحشرة القرمزية تتواجد لكنها لا تتكاثر لتصل إلى الكثافة التي تهدد الصبار لأن التنوع البيولوجي النباتي و الحيواني يفرمل توالدها. أما تركيا و البرتغال فلا تعرف الحشرة ورغم ذلك قدمنا نصائح تقنية لتفادي وصول الآفة إلى هذين البلدين. 
 
متى وأين ستنظم الدورة القادمة للجامعة الدولية المتنقلة للصبار؟
لم يتقرر بعد موعد ومكان تنظيم الدورة الخامسة لكن تركيا وتونس والمغرب أعربت عن رغبتها في استضافة التظاهرة خلال سنة او سنتين. هذه القافلة تتطلب تعبئة موارد و وسائل لوجستية مهمة لذلك نأمل أن يتم خلق الفيدرالية الدولية والتي قد تحصل على مساعدات لتنظيم التظاهرة في ظروف مريحة خاصة أن عدد المهتمين الراغبين في المشاركة قد ازداد بعد نجاح الدورات السابقة.

بالعودة إلى المغرب، كيف ترى مستقبل زراعة الصبار في ظل آفة الحشرة القرمزية؟
للأسف الشديد تسببت الحشرة القرمزية في دمار نسبة مهمة من أشجار الصبار ببلدنا وخاصة في مناطق يعتمد أهلها جزئيا أو كليا  على هذه الزراعة لتوفير مداخيل قارة رغم الجفاف المتواصل. لكن ، رب ضارة نافعة كما يقول المثل، فأمام الافة ظهر مزارعون متميزون غيروا أساليب الإنتاج و أنشئوا ضيعات عصرية  و تمكنوا من تأمين  إنتاج مهم وبجودة عالية. كما نجحوا في الحفاظ على الأصناف المغربية المتميزة والمُرمٌزة كمنتجات جغرافية محمية  كفاكهة أيت باعمران (موسى و عيسى) و الدلاحية  (الحسيمة) وكذلك المجذوبية (المـحـمدية) وأصناف أخرى. فبفضل تنوع مناطقه الجغرافية يتوفر المغرب على أصناف كثيرة و منها من تبين أنها تقاوم الحشرة القرمزية.