الخميس 18 إبريل 2024
خارج الحدود

عبد اللطيف العلوي للديكتاتور قيس سعيد: أعد إلي كتبي التي أهديتك إياها سيدي الرئيس!

عبد اللطيف العلوي للديكتاتور قيس سعيد: أعد إلي كتبي التي أهديتك إياها سيدي الرئيس! عبد اللطيف العلوي والرئيس التونسي(يسارا)
أرسل النائب التونسي، عبد اللطيف العلوي، رسالة إلى الرئيس قيس سعيد، طالبه فيها بإعادة كتبه من الشعر والروايات، كان قد أهداه إياها سابقا، واصفا إياه بـ"ملك ملوك الإنس والجان".
وسخر العلوي من الرئيس التونسي الذي أعلن سابقا تجميد عمل البرلمان، وحل الحكومة، واستأثر بالسلطة بدعوى حماية البلاد، الأمر الذي أثار جدلا دستوريا واسعا في البلاد، ووصفت تصرفاته بالانقلاب على الدستور والديمقراطية.
وفيما يلي نص الرسالة التي كتبها العلوي لسعيد:
 
من النّائب المجمّد الفقير إلى ربّه تعالى عبد اللطيف العلوي إلى فخامة الرّئيس، ملك ملوك الإنس والجانّ قيس سعيّد:
تحيّة وبعد...
أنك سوف تضحك كثيرا وتقول: يا لهذا الدعي المغرور؟! من يظن نفسه هذا الكويتب التافه كي يطلب أمرا كهذا؟! نعم، أنا شاعر تافه وصغير في أزقة دولتكم يا سيادة الرئيس، لا يعرفني اتحاد الكتاب الذي بارك انقلابكم على الدستور ولا يعترف بي، أنا شاعر فقير وضئيل، مثل جندي صغير بقي في الخندق وحيدا ليدافع عن سماء لن يطير إليها وبلاد لن تراه، ولن تخلد اسمه في أخبار عظمائها، جندي بلا رتب وبلا نياشين وبلا سجائر وبلا خبز وبلا ماء وبلا صور للحبيبة وبلا رسائل حب يائس تأتيه من خلف الضباب والدخان، ومع ذلك، ولأجل ذلك... أنا أملك ما لا يوجد في خزائن الأرض كلها: احترامي لنفسي ونظرة الفخر في عيون بناتي. أعد إلي كتبي سيدي الرئيس! ولا تقل لي إنك لا تعرف عنوان بيتي، فإن حراسك قد سبق لهم أن شرفونا بالزيارة في غيابي وروعوا بناتي وزهراتي وقططي الصغيرة، وفتشوا البيت ركنا ركنا بحثا عن فكرة ممنوعة أو دمعة حب لهذا الوطن أو شظية منسية من حلم قديم! كان يمكن، لو سألتموني، أن أعترف لكم بجرائمي كلها بكل بساطة وهدوء ووضوح: جرائمي التي تبحثون عنها موجودة في قصركم، في كتبي التي أهديتكم إياها... في سنوات الجوع والخوف والحزن والأحلام المخنوقة، في مواويل أمي وحكايات جدتي التي عشت أهربها تحت جلدي كالحشيش، في مأساة خالد الشرفي وفدوى العمدوني وعامر الصالحي الذي لم تترك له دولتكم سوى أن ينتحر كي لا يموت! أعد إلي كتبي سيدي الرئيس، وصوتي الذي منحتك إياه، أعد إلي صراخي وهتافي ودعواتي وصلاتي ودموعي أمام بناتي ليلة انتخابك، وأعدك ... أعدك بأنني لن أزعجك بعدها أبدا".