الخميس 28 مارس 2024
سياسة

الأزرق: المغرب استطاع جني العديد من المكاسب الاقتصادية والدبلوماسية من بوابة التعاون الأمني

الأزرق: المغرب استطاع جني العديد من المكاسب الاقتصادية والدبلوماسية من بوابة التعاون الأمني بدر الزاهر الأزرق

يرى بدر الزاهر الأزرق، الباحث في قانون الأعمال والاقتصاد والتاريخ الدبلوماسي أن التعاون الأمني بين المملكة المغربية وعدد كبير من الأجهزة الأمنية التابعة لقوى عظمى ظل مستمرا لمدة عقدين من الزمن، حيث أن المملكة المغربية لعبت دورا كبيرا في محاربة الإرهاب بعد تفجيرات 11 شتنبر، كما كان لها دور كبير في محاربة الجريمة العابرة للقارات، وفي التعاطي مع مجموعة من المواضيع ذات الأبعاد الأمنية خاصة منها ملف الهجرة، وهي الملفات التي شكلت جسرا للتعاون الأمني المكثف مع عدد من الأجهزة الأمنية، خاصة على مستوى الاتحاد الأوروبي وصولا الى الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، مشيرا الى أن المغرب استطاع جني العديد من المكاسب الاقتصادية بفضل هذا التعاون، حيث تحول المغرب الى وجهة مفضلة لرؤوس الأموال بفضل جهازه الأمني القوي الذي يحافظ على استقرار وأمن المنطقة في وسط محيط متلاطم الأمواج نتيجة الاضطرابات الاجتماعية والاضطرابات الأمنية، فضلا عن المكاسب الدبلوماسية، وعلى رأسها قضية الصحراء، حيث توج هذا التعاون الأمني بسحب العديد من البلدان اعترافها بالجمهورية الوهمية.

 

كيف تقرأ تحول المغرب الى قبلة لمسؤولي أجهزة الأمن والاستخبارات الأجنبية في السنوات الأخيرة؟

التعاون الأمني بين المملكة المغربية وعدد كبير من الأجهزة الأمنية التابعة لقوى عظمى ظل مستمرا لمدة عقدين من الزمن، حيث أن المملكة المغربية لعبت دورا كبيرا في محاربة الإرهاب بعد تفجيرات 11 شتنبر، كما كان لها دور كبير في محاربة الجريمة العابرة للقارات، وفي التعاطي مع مجموعة من المواضيع ذات الأبعاد الأمنية خاصة منها ملف الهجرة، وبالتالي فكل هذه الملفات كانت جسرا عبر المغرب الى مجال التعاون الأمني المكثف مع عدد من الأجهزة الأمنية، خاصة على مستوى الاتحاد الأوروبي وصولا الى الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، والمملكة المغربية تربطها علاقات قوية مع بلدان إفريقية وعدد كبير من الدول العربية، والمملكة المغربية اليوم تحظى بثقة كبيرة لدى عدد من الدول الصديقة والشقيقة، ويمكن أن نعطي مثال دولة قطر بالخليج التي تعتمد بشكل كبير على التعاون الأمني المغربي من أجل حسن تنظيم كأس العالم لكرة القدم، كذلك كان هناك حضور للمغرب في عدد من الملتقيات والتظاهرات في العالم، كما كان هناك تعاون مع منظمات أممية ودولية مثل الأنتربول وغيرها، اذا مسألة التعاون الأمني بين المغرب ومختلف الدول الشقيقة والشريكة أصبح أحد الأركان الأساسية للتوجهات المحددة لعلاقات المملكة المغربية .

 

هل الأمر يشير الى وجود تحولات على مستوى الجيو-سياسي في العالم والتي فرضت التعاون مع الجهاز الأمني المغربي، خاصة إذا استحضرنا الموقع الجيو-سياسي الذي يتمتع به المغرب باعتبار بوابة إفريقيا نحو أوروبا؟

أكيد أن الموقع الجيو-سياسي للمملكة المغربية بالقرب من الاتحاد الأوروبي وأيضا قربه من معظم الدول العربية والإفريقية، وقربه أيضا من الولايات المتحدة الأمريكية، منحه مجموعة من الأدوار الريادية والتي اضطلع بها على أكمل وجه، والمملكة المغربية لعبت دورا كبيرا على مستوى الحرب على الإرهاب، ونحن نعلم أن مجموعة من البؤر الإرهابية كانت قريبة من المملكة المغربية، وقريبة كذلك من الاتحاد الأوروبي، خاصة على مستوى الساحل والصحراء والقرن الإفريقي، ومنطقة الشرق الأوسط، فكان الدور المغربي فعالا سواء على مستوى جمع المعطيات أو على مستوى تفكيك الشبكات الإرهابية سواء داخل القارة الإفريقية أو خارجها، حيث أسهمت المملكة المغربية في تفكيك عدد من الشبكات الإرهابية على مستوى الاتحاد الأوروبي ( فرنسا، اسبانيا) حيث حظي عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني بتقدير وتوسيم من هذه الدول على أعلى المستويات وكذا باعتراف مباشر بمدى اسهام الأجهزة الأمنية المغربية في تفكيك الخلايا الإرهابية والخلايا النائمة وحماية أمن أوروبا وأيضا حماية الأمن والاستقرار الدوليين، وهو الأمر الذي جعل المغرب يتحول الى وجهة مفضلة لعقد عدد من الملتقيات ذات الصبغة الأمنية وآخرها مؤتمر مراكش، وكذلك حتى على مستوى الأمني - العسكري وليس فقط المستوى الأمني - الاستخباراتي، فالمغرب اليوم يحتضن مجموعة من الملتقيات وكذلك المناورات على أراضيه من أجل التدرب على سياقات مماثلة للسياقات التي تنشط فيها الحركات الإرهابية وللتهديدات الأمنية المرتفعة، والمملكة المغربية تستغل موقفها الاستراتيجي من أجل نسج علاقات مع مختلف الدول وتبادل الخبرات معها ومساعدتها قدر الإمكان على مواجهة التهديدات التي تواجه أمنها واستقرارها.

 

هل يشير حضور عدد من مسؤولي الاستخباراتية الأجنبية بالمغرب وآخرهم سيدة الاستخبارات الأمريكية الى وجود تحولات على المستوى الاستراتيجي بالمنطقة اذا استحضرنا حضور المغرب في عدد من الملفات والقضايا التي تؤرق المنطقة ؟

من المؤكد أن التهديدات الإرهابية والإجرامية تتطور، فالإرهاب والمجموعات الإجرامية العابرة للقارات تتطور في السنوات الأخيرة سواء على مستوى الفكر أو على مستوى المنطلقات والأدوات، وفي هذا الشق أتبتث المملكة المغربية أنها أيضا تطور من أدائها ومن آلياتها، خاصة في ما يتعلق بالجريمة الرقمية أو الجريمة الإلكترونية على مستوى العالم، حيث تلعب دورا كبيرا في حماية مختلف الأنظمة المعلوماتية في العالم ومواجهة الجريمة الإلكترونية العابرة للقارات، وهذا المعطى أيضا لعب دورا كبير في التقريب بين الأجهزة الأمنية في المنطقة وأيضا مع الولايات المتحدة الأمريكية، علما أن مختلف الأجهزة الأمنية في العالم تواجه تحدي الجريمة الرقمية العابرة للقارات، وهذا يضاف الى الخبرة التي راكمها المغرب في تعاطيه المادي مع الحركات الإرهابية والمجموعات الإجرامية، وخاصة في مجموعة من البؤر في الساحل والصحراء ونيجيريا وتشاد ومالي والقرن الإفريقي، والمغرب تمرس بشكل كبير مما جعل العديد من الدول تعتمد عليه سواء على مستوى التزود بالمعطيات أو على مستوى تطوير آليات العمل وآليات تفكيك هذه الشبكات الارهابية، وفي ما يتعلق بزيارة سيدة الاستخبارات الأمريكية للمغرب، فالمغرب باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية يعد من أهم الشركاء الاستراتيجيين، خاصة على المستوى الأمني، ولا يمكن أن نتخيل أي تحرك للولايات المتحدة الأمريكية على مستوى القارة الإفريقية أو في المنطقة المتوسطية ككل دون أن يكون هناك تعامل مع أجهزة الأمن المغربية، اذا المغرب فرض نفسه كأحد الأرقام الصعبة على مستوى المشهد الأمني المتوسطي والإفريقي والأوروبي كذلك، والعربي أيضا، وهو الأمر الذي يفسر توالي الزيارات وتوالي طلبات الدعم والتعاون من مختلف الجهات، وليس فقط على مستوى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، فحتى الدول الإفريقية اليوم تسعى الى التعاون مع المملكة المغربية .

 

ماهي المكاسب الدبلوماسية التي سيجنيها المغرب من التعاون الأمني مع عدد من البلدان الأجنبية؟

قبل أن نتحدث عن المكاسب الدبلوماسية أظن بأن المكسب الرئيسي من استباب الأمن والاستقرار في المنطقة وأن يكون المغرب داعم رئيسي في هذه المسألة لابد أن نتحدث عن المكاسب الاقتصادية، فالمملكة المغربية اليوم هي وجهة مفضلة لرؤوس الأموال بفضل جهازها الأمني القوي الذي يحافظ على استقرار وأمن المنطقة في وسط محيط متلاطم الأمواج نتيجة الاضطرابات الاجتماعية والاضطرابات الأمنية، اذا المكسب الأول هو أن المغرب يحظى بسمعة أمنية جيدة على مستوى العالم تمكنه من حصاد مجموعة من المكاسب الاقتصادية والاستثمارية على أرض الواقع، وهو الأمر الذي تطمح إليه مجموعة من الدول وخاصة على المستوى الإفريقي والمستوى العربي، دون إغفال البعد الدبلوماسي، فالمغرب بالنظر لعلاقة الشراكة التي نسجها مع عدد كبير من الدول خاصة عبر البوابة الأمنية تمكن من تغيير رؤية هذه الدول والزاوية التي تتعاطى منها مع قضية الصحراء المغربية، وبالتالي حقق مجموعة من المكاسب الدبلوماسية من خلال هذا التعاون توج بسحب العديد من البلدان اعترافها بالجمهورية الوهمية، من بوابة هذا التعاون الأمني الذي هو أول شيء تبادل مصالح بين المغرب وبين هذه الدول، كما أن المغرب صحح من خلال هذه البوابة الزاوية التي تنظر منها هذه الدول الى قضية النزاع حول الصحراء المغربية .