الخميس 18 إبريل 2024
ضيف

كمال لحلو: التجديد هو الوصفة السحرية لنجاح إذاعتنا

كمال لحلو: التجديد هو الوصفة السحرية لنجاح إذاعتنا

أكد كمال لحلو (رئيس مجلس إدارة إذاعة "إم إف إم" أن إذاعته رسخت مكانتها في المشهد الإعلامي بتحقيقها لنسبة استماع قياسية بلغت أكثر من 15 في المائة. مضيفا أن الوصفة السحرية لاستمرار أي إذاعة هو التفاني في التجديد ومحاولة تطوير البرامج لخدمة المستمعين الذين يمنحون ثقتهم للإذاعة...

 

حاوره: بوجمعة أشفري

 

+ مرت عدة سنوات على انطلاق إذاعة «إم إف إم» (منذ 2006) استطعتم خلالها البقاء في صدارة الإذاعات الخاصة (المرتبة الأولى)، ما هي الوصفة التي تعتمدونها للحفاظ على هذا التألق؟

- كان هذا الأمر بالنسبة للإذاعات الخاصة في المرحلة الأولى، لكنها من بعد جلبت القطب العمومي (الإذاعة الوطنية وراديو دوزيم وميدي 1)، أما الإذاعات القرآنية فهي ليست تجارية، وأنا هنا أتحدث عن الإذاعات التي تدخل في مجال الإشهار. لقد استطعنا بعد المرحلة الأولى والثانية أن نكون أمام القطب العمومي. فإذاعة «إم إف إم» احتلت الصدارة ورسخت مكانتها في المشهد الإعلامي، بتحقيقها نسبة استماع قياسية بلغت 15.81 بالمائة، في حين أن المطارد الثاني «ميدي 1» حقق 11.04 في المائة أما الإذاعة الوطنية فبلغت نسبتها 9.86 في المائة. إن ما حققناه هو نتيجة عمل دؤوب ومعرفة بالمجتمع المغربي.

+ (مقاطعا) كيف استطعتم داخل إذاعة «إم إف إم» أن تضمنوا الاستمرارية رغم تعدد الوسائط الإعلامية السمعية؟

- حين تأخذ الصدارة في المشهد الإعلامي (وأنا هنا أتحدث عن الإذاعات) بفضل المستمعين بمختلف فئاتهم، ينبغي كي تحافظ عليها أن تستمر في التجديد ومحاولة تطوير البرامج لخدمة المستمعين الذين منحونا ثقتهم. فالإذاعة اليوم، ومنذ تقريبا 20 سنة، عادت إلى الواجهة وأصبحت أول ميديا وأول صحافة أكثر بكثير من التلفزيون ومن الصحافة المكتوبة، فهي يمكنها أن تصل إلى جميع أنحاء العالم، في القرى وفي الجبال... وهذا يعني أن أول أداء في ما يخص التواصل هو الإذاعة. فضلا عن هذا، كنا أول من استعمل الدارجة المغربية قصد التواصل مع الناس. فقبل تحرير المجال السمعي البصري كان الناس يسمعون الإذاعة دون أن يتدخلوا لإغناء برامجها بالنقاش، عكس اليوم فهم يسمعونها ويتدخلون فيها. وهذا ما يجعل العديد من المستمعين يرددون قائلين بأن هذه الإذاعات الجديدة أصبحت متنفسا لهم... فالبرامج أصبحت تعبر عن المجتمع بجميع أطيافه الاجتماعية والثقافية والسياسية...

+ هل استطاعت سياسة القرب والانفتاح على المجتمع وخروج الإذاعة إلى الشارع أن تعيد ثقة الناس فيها بعد النفور الذي طالها لسنوات؟

- كان العزوف عن الاستماع للإذاعة قبل تحرير قطاع السمعي البصري. فمن قبل، وأنا اشتغلت لسنوات في الإذاعة، لم تكن هناك برامج مباشرة، وكان هناك خوف لدى الناس حين كانوا يتكلمون عبر الأثير. اليوم يختلف الأمر كثيرا فدرجة الوعي لدى الناس ارتفعت، حيث لا يمكنك أن تكذب عليهم أو تراوغهم. الثقة عادت للإذاعة، وذلك بفضل جودة البرامج وتنوعها وتواصلها مع كافة الفئات العمرية رجالا ونساء، فتيانا وفتيات، وهذا ما نحرص عليه نحن في إذاعة «إم إف إم»: التواصل الدائم مع المستمعين وتطوير وجودة البرامج، والانطباعات الإيجابية التي تصلنا بين الفينة والأخرى تؤكد أننا لم نخيب ظن مستمعينا بإذاعتهم التي يصرح معظمهم بأنهم أصبحوا مدمنين على الاستماع إليها. وأؤكد لك أن الاحساس الذي يعتريني لحظتها يزيدني إصرارا على تلبية متطلبات هؤلاء الناس الذين وضعوا ثقتهم فينا. وكم أشعر بالسعادة حين أسمع الناس يعبرون عن فرحهم بإذاعتهم «إم إف إم» ويدعون بالخير لي وللمشتغلين فيها. هذا الفرح وهذه الدعوات تعيدني إلى أيام شبابي وتبعث في حيوية الاستمرار والتواصل مع الناس يوميا في كل أرجاء الوطن. إن تمركز الإذاعة في المناطق، هو أحد أسباب نجاحنا، فأكادير تغطي المنطقة كلها (تيزنيت، الصحراء...)، والحوز كذلك كله، وفاس، والدار البيضاء، الإذاعات في هذه المدن تبث في الصباح برامج خاصة بالمناطق وباللغات واللهجات المحلية. أنا أومن بالجهة، رغم أن الجهات لا تساعدنا، باستثناء فاس التي يساعدنا فيها المسؤولون. وأؤكد لك أن بعض المسؤولين في بعض الجهات لا يعيرون الانتباه لصحافتنا «سادين على الداخل أوسادين الخارج»...

+ هناك من يعيب على إذاعة «إم إف إم» عدم إنتاجها لبرامج سياسية وبرامج سجالية مع فاعلين سياسيين، وتقتصر فقط على إنتاج برامج شعبوية. هل تتفق مع رأي هؤلاء؟

- الذين يصدرون مثل هذه الآراء، وأقولها لك بصراحة، لا يفهمون شيئا في الإعلام. وأقول لهم أن يأخذوا ويقرأوا شبكة برامجنا ليتأكد لهم بالملموس أنهم خاطئون. فبرامجنا تعتمد على التعدد في كل المجالات والقطاعات سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، ولدينا برامج سجالية في السياسة والمتابعة السياسية والاجتماعية... ولعل المتتبعين والمستمعين يتذكرون أننا خصصنا، وهذا مجرد مثل، شهرا بكامله للحديث عن التقاعد وشرح وتبسيط مفرداته للناس... وأنتجنا برامج خاصة بالصحة وبسياسة الدواء، وواكبنا إعادة منظومة القضاء... هل هذه برامج شعبوية؟ على من يطلق مثل هذه الأحكام أن يستمع أولا إلى برامج الإذاعة وسيتبين له أن الأمر ليس كما كان يظن. عندنا في المغرب ظاهرة ليست صحية تماما، أخذناها عن الفرنسيين مع الأسف، وهي أنك إذا اجتهدت في عملك وربحت الأموال يقولون عنك سارق، وإذا تقاعست وجلست في الدار يقولون عنك مسخوط الوالدين... أي ثقافة هذه التي تنظر إلى العمل والاجتهاد على أنه سرقة...

+ هل تفكرون في إنتاج برامج جديدة تعتمد على أكثر على سياسة القرب من الناس وتهم جميع الشرائح الاجتماعية؟

- الأساس عندنا في العمل داخل الإذاعة هو التجديد وتطوير أساليبنا وتقنياتنا. والتجديد كذلك هو سر نجاح جميع المؤسسات مهما كان نوع عملها واشتغالها (في الإذاعة، وفي الصحف، وفي العمل اليومي...). وفي إذاعتنا أحرص في كل مرة على إضافة برنامج جديد، مثل البرنامج الذي سيبث كل جمعة من الثامنة مساء إلى العاشرة ليلا، وهو «قضايا جنائية» لتنوير المستمعين والناس بأمور القضايا المرفوعة أمام المحاكم واجتناب الأخطاء في العمل المهني وفي العمل اليومي وفي الحياة العادية بالمدن والقرى. والجديد كذلك الذي تميزت به هذا الشهر هو برنامج «ليغنيول» الذي يتناول العديد من القضايا بشكل ساخر ومفيد وهادف... إن سياسة التجديد في نهاية المطاف هي الوصفة الصحية لضمان الاستمرار ولضمان ثقة الناس.