السبت 20 إبريل 2024
موضة و مشاهير

الدكتور غاليم.. "فهد" في جلد طبيب وزارع شموع ومعادن نفيسة!!

الدكتور غاليم.. "فهد" في جلد طبيب وزارع شموع ومعادن نفيسة!! الدكتور فهد غاليم
التقيته ربما مرتين في مصحة الساحل، الدكتور فهد غاليم، الأخصائي في أمراض الكبد والجهاز الهضمي والجراحة بالتنظير الداخلي، ومن مكر الصدف كنت تحت منظاره. هكذا شاء القدر أن ألتقي بطبيب كان اكتشافا بالنسبة لي. فلا يستطيع الدكتور غاليم أن يلقي عليك سحره منذ النظرة الأولى ببشاشة طبيب مقبل على الحياة، يملك عيادة متنقلة. لا يملك الوقت ليجلس وراء مكتب ويوظف سكرتيرة ويحدد رزنامة مواعيد لمرضاه، حتى الأوكسجين يقتسمه بين فرنسا والمغرب.. أسبوع هناك وأسبوع هنا. اختيار فرضه التخصص الدقيق للدكتور غاليم الذي يقفز كالفهد على أورام المعدة والجهاز الهضمي. ليس عند هذا الحد فقط، بل هو زارع معادن نفيسة، اخترْ أي معدن نفيس فينحت منه سبيكة من ذهب أو بلور أو ياقوت. لذا يبدو غاليم جراحا استثنائيا يغرد خارج السرب.
منذ أول نظرة يأسرك الدكتور فهد، خفيفا كالهواء، إذا صادفته في يومك فأنت من المحظوظين. حظي كان معه إجراء عمليتين جراحيتين ناجحتين بالمنظار، من أجل زراعة شبكة معدنية نفيسة توسع قناة الهضم. عملية شاقة ولكن الدكتور غاليم رجل الاختبارات الصعبة. بعد الانتهاء من العملية الثانية أعطاني جائزتي: عبوة كوكاكولا لايت. كنت في حاجة ماسة إلى ترطيب حلقي بعد انقطاع عن الأكل والشرب طيلة عشرة أيام. قبلتُ الجائزة وقلبي يرقص فرحا.. أخيراً سأبلّل فمي بمشروب، لاسيما وأن الجائزة من الدكتور غاليم.
لا أعرف تفاصيل كثيرة عن الجراح فهد غاليم.. تكوينه الأكاديمي، مساره العلمي، أحلامه.. فقط ما أعرفه هو أنني أمام شعلة طبية مغربية في ذروة العطاء، ولا تهمني التفاصيل الأخرى. 
زارع ألغام بامتياز، من طقوسه الصباحية قبل الجراحة شرب فنجانين من القهوة السوداء، ومن ثمة يلبس بدلة غطس لزراعة المعادن النفيسة. في جميع أحواله لا تفارقه الابتسامة، خفيفا كالظل، يمشي بخفة فهد، منفلتا كزئبق. 
هو ذا الدكتور فهد غاليم لم تأسره عيادة، بل نصفه مقسم بين باريس والدارالبيضاء، ومع رزنامة المواعيد المكتظة محظوظ من جاء دوره واستلقى تحت منظاره. 
هو ذا الدكتور غاليم يشعل شمعة الحياة داخل كبدك، طبيب بقلب فهد، وصفته السحرية: ابتسم كي ترى عالمنا جميلا وسماءنا زرقاء.