الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

مَحمد المذكوري: إيضاحات وإضافات حول مقالات "المخيمات الصيفية / آراء فيما يجري"

مَحمد المذكوري: إيضاحات وإضافات حول مقالات "المخيمات الصيفية / آراء فيما يجري" مَحمد المذكوري

وددت في نهاية هذه السلسلة أن أسجل بعض التوضيحات والتدقيق حول ما جاء في مقالاتها وأن ابعث ببعض الرسائل..

1 تابع المخيم التربوي

نحن لا نناقش هنا كافة أشكال قضاء عطل الأطفال، نناقش المخيم التربوي: اي العطلة الجماعية التنشيطية التربوية لجماعات الأطفال المنظمين، ببرامج هادفة ومقاصد مدروسة ومعلومة وتأطير خاص بذلك، لا نناقش مصطافات ملء فراغ الاطفال و"السوبر- مارشي" الذي يعرض ويؤثث استهلاك الزمن بأي شكل، ولو أنه من جهة يستنسخ آليات ووسائل التنشيط التربوي ومن جهة أخرى يجب أن يُعرّف ويصنّف ويقنن بصفة رسمية.

2 تابع التريتور في المخيم

إن المشاركة في الحياة الجماعية وتقاسم المهام والوظائف ولو من باب توزيع أواني التغذية وبعض التحضيرات كترتيب الموائد وتنظيم المطعم، تساعد من وجهة نظر التربية الشعبية على محاربة تربية واذكاء روح الإعاقة في المنازل، حيث يقدم الآباء والخدم كل شيء للأطفال الذين لا يساهمون حتى في ترتيب لباسهم وافرشتهم وتنظيف الحمام بعد استعماله، وتزرع روح العمل الجماعي، وليس في الأكل الجماعي من نفس الصحن في المخيم أية روح جماعية اللهم الا التسابق بالظفر بأحسن أو أكبر قطعة وفوضى التسارع وعدم معرفة الكمية المستهلكة، والذين يحتجون بأنها ممارسة عادية لدى الأسر المغربية فقد يكون ذلك ولكن النظام الذي يسود في موائد الاكل برعاية الآباء لا يوجد حول كل مائدة في كل منزل واختلاف المشارب يؤدي الى تضارب في تقاليد وسلوكات الافراد حول الموائد...

3 تابع مخيمات القطاع شبه عمومي

لا نناقش أحقية القطاعات في تنظيم مخيمات خاصة بأبناء مستخدميها أو عدم أحقيتها، ولو ان انغلاق الأطفال على نفس الفئة التي ينتمون اليها، واشكالات تراتبية الآباء مع أبناء مستخدميهم تطرح تساؤلات تربوية عدة، إن بعض المؤسسات اضطرت إلى انشاء مخيماتها الخاصة لتأسيس مخيماتها بصفة مستقلة عن خطط القطاع الحكومي لفقر القطاع وعدم تطوره لكي يقدم فرصا ومقترحات مخيمات، ثم لتراجع استقطاب الجمعيات بالدفع بها إلى انغلاقها في مؤسسات "دور الشباب" واكتفائها بأبناء الأحياء المجاورة، وعدم طرح مقترحات مخيمات بديلة لا تنطلق من الجانب التجاري المحض وتعتمد التجديد في الأدوات والوسائل والمناهج والفضاءات، هذا القطاع الخاص الحر الذي وجد ثغرة يحاول استغلالها لمد سيطرته وطرح بدائله.

4 تابع مخيمات الجيل الجديد!!

أغلب مخيمات الجيل الجديد بها صفوف مُنَفِّرة متجاورة لأكواخ مركبة، وأغلب أنواعها تحتاج الى مكيفات نظرا لاستعمال مواد غير عازلة  في أسقفها، في ربورتاج حول مخيم اصيلا في اخبار مسائية التلفزيون المغربية تظهر لنا صفوف الاكواخ مصففة في خط لا يراعي جمالية معينة كأننا في معسكرات أو قشلة بالدراجة حيث الاكواخ مصطفة كبناءات المعسكرات الموقتة متصل جنب بعضها في شوارع طويلة ليست هناك أشجار ولا سقائف ولا فضاءات بينها، بعد الاغلاق كان يمكن زرع أشجار في الفضاء بتنسيق متخصصين ورعاية لا تحتاج أكثر من سقيها من طرف الذي ظل حارسا لمدة سنتين هناك.

ومنها من عرف انشاء قاعة كبرى كمطعم جماعي لحمولة المخيم القصوى (400) في حالة مخيم بوزنيقة الجديد، حيث سيتكدس كل المستفيدين مرة واحدة، لأن الذي خطط للمركز لا يفكر في استقلال كل جماعة مخيمة، منظمة باستقلال عن الجماعات الأخرى ولها أنشطتها وتقاليدها على حدة.

5 تابع المرسوم الجديد

إن المرسوم الجديد المتعلق بالمخيمات يرمي بحق المراقبة والتتبع من سلطة حكومية مؤهلة دستوريا لذلك إلى سلط أخرى تقوم بدور في مجال لا يقوم فيه بدور رسمي أحد!، فكروا في من سيراقب إحداث المخيمات وتسييرها وهي التي تنبث كالطحالب بدون رخص ولا تقع تحت أي مراقبة!، ولذلك قارنا انشاء واحداث واستغلال مخيمات الكاراجات وحدائق الفيلات بمشكلة الفراشة في ازقة المدن وساحاتها، وفوضى مقالع الرمال والاحجار والتخلص من النفايات، حيث يفرض فوضويون أنفسهم في تجارة كل شيء بدون قوانين ولا ضوابط ولا جبايات، يبيعون حقا أشياء يبيعها أصحاب المتاجر ولكن بدون رخصة وبدون ضرائب وبدون مصادر معلومة.

6 تابع التخييم في المدارس

سألني صديقي بعد أن نشرت الجزء الثاني المتعلق بالدعوة إلى فتح داخليات المؤسسات التعليمية في وجه مخيمات الأطفال التربوية، أعرف أنك مقتنع بما كتبت، ولكن هل تظن أن آذانا صاغية ستكون من الجهة الأخرى لقراءة اسطرك وافكارك؟ سؤال أجيب عنه بأن هناك قناعات كبيرة في الموضوع حتى داخل القطاع نفسه، ولكن مسايرة لنزوات بعض المسؤولين تجد من الموظفين من يقبل بالتعليمات التي وراءها حسابات سياسوية فقط ولا يعترف بشيء إلا بعد مغادرة أولئك المسؤولون، سنظل نردد ما حيينا كل قناعاتنا لأننا هنا قاعدون وهم راحلون، والمسألة غير خاضعة لمنطق أن القطاع كان مصلحة ضمن وزارة التعليم، ولكن لمنطق توسيع إمكانيات تعبئة فضاءات ومجالات صالحة لتستقبل مجموعات الأطفال لتنظيم وقت فراغ/ عطلة في أنشطة وحياة جماعية لمدة معينة.

7 تابع التخييم في دور الشباب

يجب ضبط المعايير التي تعتمد لفتح دار الشباب معينة ومركز سوسيو تربوي للقرب وامكانية تحويلها في الصيف إلى مخيمات دون غيره كمركز تخييمي وتوضيح لماذا فتحت دور معينة وابعدت دور أخرى لاستغلالها كمخيمات القرب أو مخيمات حضرية أو للعمل المباشر وخصصت لها ميزانيات واعتمادات (وهنا بيت القصيد)؛ فدور الشباب المفتوحة طيلة السنة هي للتنشيط الجماعي فكيف لا تكون قابلة لاستقبال مخيم قرب بما في ذلك ضرورة تواجد أو تأثيث فضاء أو قاعة تخصص للأكل!

8 تابع الجماعات المحلية والمخيمات

كنت انتظر تفاعلا أكبر من أبناء وأعضاء الجمعيات التربوية الوطنية الذين تحملوا مسؤوليات في الجماعات المحلية وانتخبوا بها بأسماء أحزاب مختلفة، ومن خلال خبراتهم نناقش إمكانيات تطوير أداء الجماعات فيما يخص حياة الأطفال والشباب في جماعتهم بعيدا عن حسابات ضيقة في السياسة والميزانية ل "دعم الفريق" الذي يصوت ويعبئ مع المستشارين في الأحياء، والبقاء حبيسي هذا ما وجدنا عليه قوانين الجماعات الترابية المحلية...

كنا في حركة الطفولة الشعبية سباقين إلى عقد لقاء خاص في التسعينيات، حول الموضوع شارك فيه اولئك الذين ترشحوا والذين انتخبوا في الجماعات والمجالس وبعد مناقشات مستفيضة وتمحيص للدور الذي يمكن أن يلعبه عضو تنظيم تربوي داخل الجماعة الترابية، أصدرنا نداء يدعو الى زيادة الاهتمام والانخراط في دينامية التمثيلية الديمقراطية والاهتمام بفئات الأطفال والشباب في كافة المستويات، وكذا رسائل الى الآباء لتحكيم ضمائرهم في اعطاء أصواتهم بالنسبة لمن يقترح برامج خاصة بأبنائهم، ورفعنا شعار "نحن اطفال المغرب.. ما موقعنا من برامجكم...ضعونا نصب اعينكم".

9 تابع تفويت المخيمات

المخيمات السقوية والمخيمات البورية، قصة بدأت في ثمانيات القرن الماضي، عندما أعطي الاهتمام لبعض المخيمات ودعمت باعتمادات مالية وبشرية ضخمة من أجل تطويرها وتجديدها، تنازلا عند رغبات خاصة سياسوية انتخابية بالأساس، وبدأ الفارق يتسع بين مخيم وآخر، ومن ثمة بدأت الصراعات حول من سيظفر(جمعيات وموظفين) بالتخييم هنا ومن سيتبقى له فقط المخيم البوري وله أن يشمر على سواعده وعلاقاته ويتكبد المشاق فقط من أجل ضمان أشياء بسيطة من مسالك بين المخيمات الفرعية ومختلف المصالح، وحراسة ونظافة وتوفير البنزين لتشغيل محركات مولدات الكهرباء....،

والآن أصبح لدينا مخيمات بورية وأخرى سقوية وأخرى من الجيل الجديد ورابعة من خمس نجوم، وأهملت العديد من المخيمات وهجرت، فهل لنا مرة أخرى أن نستحضر الشك الذي كان سائدا في إهمال مقصود من أجل تفويت مقصود لتلك التي يتم التخلي عنها عنوة.

حديثي عن مخيمات سيدي رحال وطماريس وتيومليلين ومخيم القوات المساعدة بتيومليلين كذلك ومخيم عين السبع واكلموس والرماني وبني وليد والانبعاث وتاغازوت ....

10 تابع تجديد تجهيزات المخيمات

من أبشع المناظر في ساحات وجوانب مخيماتنا الكراسي والطاولات البلاستيكية المكسرة بيضاء وملونة وحتى السليمة التي لا تنسجم مع طبيعة الغابة ولا الخيمة ولا حتى القاعات والشاليهات المبنية والمركبة، أضيفت هذه لأفرشة النوم الاسفنجية غير المغلفة ... وتم هذه السنة استقبال قوارير مياه الشرب الفارغة!!!، وكذلك استعمال الأسرة الخشبية المخصصة للنوم كحامل للوحات النشر والمجلات الحائطية وديكور السهرات... وهنا مرة أخرى يطرح مشكل معيرة كل أدوات وتجهيزات المخيم بشكل يحافظ على أمن الأطفال والبيئة ...

11 تابع أطر التنشيط

في موضوع تكوين الأطر، لم أتطرق اليه الا عرضا في بعض الإشارات، لأن ذلك لوحده يحتاج مناظرة، ويتعلق الأمر بتمكين المنشطين من الوسائل التي ستجعلهم قادرين على تأطير مجموعات الأطفال ومواكبتهم خلال العطلة والإقامة المؤقتة أو المستمرة، وهي مجموعة من التداريب النظرية والتطبيقية لتنمية وتطوير قدراتهم وكفاءاتهم الفكرية والعلمية والتقنية والمام بالطرق التربوية، علما أنها ليست دورات تكوينية أكاديمية، ولكنها متدرجة وتسمح بتحمل مهمات ووظائف مع تطور الانخراط في هذا العمل، وقد تمت لحد الآن عدة مبادرات كانت ولازالت إشراقات متميزة في هذا الميدان سواء تلك التي أنجزت من طرف بعض أطر الوزارة المتميزين لتطوير المنظومة بأكملها - وبالمناسبة نجدد الرحمات على أحد أبرزهم والذي قدم الكثير في هذا الباب: المرحوم عبد القدوس بربيش -، والدراسات التي أنجزت خارج الوزارة من طرف أطر يشهد لها بالتجربة والخبرة والمستوى التربوي المتميز وكذا تلك التي أنجزت على مستوى هيئات والتي عالجت تأهيل الفاعل التربوي المنشط السوسيو- تربوي المتطوع والاعتراف بموقعه ومكانته ووظيفته، ولنا أن نسجل هنا : إن منظومة التكوين ليست لنمط تكويني مهني ولكن لمنشطين خارج أوقات عملهم ووظائفهم العادية، متطوعون ومساعدون وموسميون، وضرورة الاعتراف بدور ومكانتهم لحمايتهم القانونية أساسا ولتمتيعهم بحقوقهم كاملة.

12 تابع التنشيط و"النشاط"

لم اتطرق في هذه السلسلة للعديد من أوجه التنشيط داخل المخيمات والتي تثير نقاشات بخلفية تربوية أو بمزايدات، لأني أنطلق من أنها اختيارات بيداغوجية فكرية مدروسة وبالتالي فكل حر في ادماج أفكاره والتعبير عنها بالصيغة الملائمة له، لأن منها ما هو استنساخ سيء وليست له دلالات وخلفيات تربوية: ومن ذلك شعارات المخيمات، والمزج بينها بدون ارتباط بينها وبين البرامج التنشيطية، لأنها ذات حمولة استهلاكية في إطار دعائي فقط،، ومنها كذلك أنواع من "النشاط" (بالدارجة) الذي أخذ صبغة مبتذلة وغير صحية كاستعمال مكبرات الصوت أو الإذاعات طيلة اليوم وجزء كبير من ليالي المخيم وكل أنواع التنشيط الموسيقي وغيره، وكذا ترك حرية استعمال الألعاب الإلكترونية وكانت من قبل موضة عرض الأفلام الكرتونية باسترسال بدون مقاييس ولا رؤيا واضحة بل فقط لملء فراغ البرامج، ومنها اليوم الشعبي الذي يحاول أن يكون شعبيا في سوقه ولباسه وزواجاته ولكنه عرض فولكلوري رديء وسخيف لأغلب المتفرجين والمشاركين من نفس الطبقة الاجتماعية ومن نفس الحي ولا يستفيدون من ذلك الا الصخب والتنافس غير البريء، ومنها كذلك الخلل الذي فرضته برمجة هذه السنة لمدة عشرة أيام في المرحلة والذي لم يصادف لدى بعضهم مثلا ليلة اكتمال القمر وقاموا بسهرة و خرجة قمرية تحت أنوار المصابيح اليدوية والهواتف وولاعات السجائر!!!