السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد أزيرار:الرئيس السعيد يحيد عن موقف بلاده المتزن ويعقد أزماته المتعددة

أحمد أزيرار:الرئيس السعيد يحيد عن موقف بلاده المتزن ويعقد أزماته المتعددة أحمد أزيرار
إن استقبال رئيس مخيمات تندوف رسميا في تونس، تعد نازلة خطيرة غير مبررة وضربة في ضهر المغرب والمغاربة. لفهمها هناك بعض الاحتمالات.
الإحتمال الأول،  هو إما أن يكون الرئيس التونسي قد قام بما قام به بمحض ارادته، وهذا غير مستبعد لما صدر منه من عدم اتزان داخلي وميولات قومجية بائدة عموما، وكذا من عجرفة وغيرة تجاه المغرب خصوصا. لنتذكر عدم شكره اسميا لصاحب الجلالة عندما أرسل محمد السادس مستشفى ميداني لمساعدة تونس في محنتها مع جائحة كوفيد.
لنتذكر كذلك تصويت تونس بالحياد بالأمم المتحدة على قرارها الداعي لاتخاذ مقترح المغرب للحكم الذاتي في اقاليمنا الجنوبية كمقترح جدي لطي المشكل. زد على ذلك تصريحاته المتعددة المنحازة للجزائر.
أما الاحتمال الثاني فمضمونه ان رئيس دولة تونس قد يكون فعل فعلته لأداء فاتورة للجزائر إثر موافقتها على تقديمه قرضا مهما قيمته 300مليون دولار في وقت توجد فيه تونس في مازق مالي خطير ومشكل مع المنظومة المالية الدولية. قد تكون الجزائر قد اشترت اذن السعيد بالقرض وبتدخلها لدا النقابة التونسية للعمال لتلطيف الاجواء وبفتح الحدود امام الجزائريين لقضاء عطلة الصيف.
الاحتمال الثالث هو ان يكون السعيد الذي يعرف حق المعرفة ان بلاده كانت دوما تتخذ الحياد الايجابي تجاه المشكل المفتعل في صحراءنا من طرف اعدائنا، قد سقط في فخ نصبه له حكام الجزائر وذلك في حربهم ضد المغرب خصوصا وان الكل في مطار قرطاج قد تفاجا بمجيء وفدي البوليساريو والبروندي في طائرة واحدة رسمية مباشرة من الجزائر.
أما الاحتمال الرابع والأخير، فقد يكون الحادث قد شاركت في انجازه الجزائر وتونس لصالح دولة أوروبية لها مصلحة في افشال "التيكاد" الملتقى الاقتصادي الأفرو ياباني، لما تمثله اليابان من خطر على مصالح هاته الدولة الأوروبية في افريقيا عامة والمغرب الكبير خاصة.
على أي أن اليابان المنظم للقاء مع تونس أكدت أن لا يد لها فيما وقع. الوزير الاول عدل عن الحضور وممثل اليابان قال جهرا بان بلاده لم تستدع المرتزق ولا تعترف بتاتا بدولته الوهمية.
أما من باب التحليل والتبعات المنتظرة، فإن زلة الرئيس الدكتاتوري زلة قائمة الذات كيفما كانت الاحتمالات وتمادي السعيد في التصعيد دليل واضح. على اي فهته الفعلة الخبيثة قد حطمت آمال التونسيين أنفسهم وادخلت تونس في نفق سياسي واقتصادي أكثر ظلمة.
سياسيا، ما فعله السعيد تبرأ منه كثير من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والمثقفين التونسيين أنفسهم اللذين لا يرون اية مصلحة لتونس فيما فعله رئيسها المنبوذ. ولا يفهمون تناقض مواقفه بحيث شارك الجيش التونسي في "افريكوم" الافرو أمريكية التي تقام في جنوب المغرب ويغض الطرف عن صادرات تونس لإسرائيل في الوقت الذي يهاجم ما يسميه التطبيع.
دبلوماسيا، مجموعة من الدول اعلنت بغضها لما قام به السعيد بما فيها دول افريقية وعربية. هذا مع العلم أن الفعل أقبر تماما المغرب العربي. إذ صار غير ضروري لتواجد الإدارة المغاربية في الرباط.
للأمانة، وأنا متتبع للعلاقات الاقتصادية والتجارية المغاربية، أحس بان تونس كانت دائما الدولة المغاربية الوحيدة التي لا ترى مصلحة لها في نجاح المغرب الكبير. كانت دائما المستفيدة من عدم قيام المغرب الكبير وذلك باستغلالها للجوار الليبي والجزائري.
هذا إن لم نقل انها كانت في الظل لا تتوانى عن تأجيج الفتن بين الدول المغاربية الاخرى خصوصا بين المغرب والجزائر وليبيا.
دبلوماسيا دائما أن تونس قد تكون بهذا قد اضافت نفسها في القائمة السوداء للجامعة العربية.
أما اقتصاديا، فإن الغلطة سوف تؤزم أكثر الحالة الاقتصادية والمالية الداخلية المزرية اصلا. تونس تصدر الكثير للمغرب 1.5 مليار دولار سنويا، أكثر مما يصدره المغرب لتونس نظرا لتساهل الدولة المغربية والجمارك على الخصوص مع المواد التونسية التي كثيرا منها ليست من أصل تونسي وتنافس لا أخلاقيا المنتوجات المحلية مثل الورق والدفاتر. أضف الى هذا فان المغرب مستثمر كبير بتونس كعربون للثقة التي يضعها في تونس والدعم الذي يقدمه لها. وأكثر أهمية، إن التونسيين يسافرون ويقيمون ويدرسون ويبيعون ويشترون في المغرب كما في بلدهم بدون قيد ولا شرط.
الدعم المغربي كان مسترسلا لتونس على جميع الواجهات. الكل يتذكر جولة الملك محمد السادس بقلب تونس حرا طليقا مباشرة بعد الضربة الارهابية كدعم واضح لأمن واستقرار تونس.
كل هذا الزخم تغاضى عنه السعيد وسوف يتأثر كثيرا ما دام السيد الرئيس اختار الانحياز لوهم الانفصال واختار التصعيد، خصوصا بعد خطاب الملك يوم 20 غشت الذي أكد فيه على ان صحراء المغرب هي منظار المملكة الوحيد.
لذا فان أمام المغرب عدة اختيارات سوف يدرسها بتان للرد بحزم وقوة، مع مراعاة مستقبل الشعبين لان حكم هذا الرئيس محسوبة ايامه على كل حال. تأبط السعيد شرا.
 
أحمد أزيرار، باحث بالمعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي