نظمت الجمعية المغربية للتنوع البيولوجي والتنمية البشرية (MBLA)، بشراكة مع عمالة أزيلال ومنتزه جيوبارك مكون، مهرجانا بيوثقافيا، بايت امحمد (إقليم أزيلال)، في الفترة من 26 الى 28 يوليوز 2022، تحت شعار "مجالات الحياة وإطار التنوع البيولوجي العالمي لما بعد عام 2020"، وتضمن المهرجان ندوات علمية وورشات تطبيقية ومعارض وعروض فنية.
وترأس أشغال الجلسة الافتتاحية للمهرجان الكاتب العام لعمالة أزيلال وعرفت مساهمة باحثين مغاربة وأجانب إضافة إلى فاعلين مجتمعيين ومؤسساتيين، وتدارست مناطق التراث المجتمعي، وأبرز المتدخلون التنوع البيولوجي والثقافي للأطلس الكبير بشكل عام ولإقليم أزيلال بنحو خاص.
وتناولت الندوات العلمية لهذه التظاهرة الدولية، حماية "مناطق الحياة" ودعم الجهود العالمية للمحافظة على الطبيعة، ورحلة عبر مناطق الحياة في البحر الأبيض المتوسط، بينما تمحورت الورشات حول المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، ونظم البذور المحلية، وفن النسيج الحرفي، وفن الطهي الأمازيغي لأراضي الحياة، والرسم والنحت، و"الرسم على الحائط".
وشكل مهرجان ايت امحمد، فرصة لمناقشة قضايا مرتبطة بالبيئة وتبادل الثقافات، وأيضا لدعم التعاونيات التي لها دور في النسيج الاجتماعي والاقتصادي، وعرف إقامة معرض بذور الفلاحين، وتقديم شريط وثائقي عن أسلوب الحياة البدوي لدى قبائل آيت عطا، إلى جانب القيام بزيارة لمنتزه M'Goun Geopark في أزيلال.
وتميز المهرجان بتقديم عروض فنية تقليدية كفن الفروسية المغربي "تبوريدا" و"تاماويت" و"إيزلان" و"إسفرا"، ورقصة الأطلس الكبير ورقصة أحواش لآيت بويلي (الأطلس الكبير) وأحواش امزار تازناخت (الأطلس الصغير) وأحيدوس فرقة "تيزويت" العالمية من قلعة مكونة.
وأكد الدكتور عبد الله أغراز، عضو مؤسس للجمعية المغربية للمحافظة على التنوع البيولوجي والتنمية البشرية، أن المهرجان البيوثقافي لآيت امحمد عرف على مدى ثلاثة أيام عرض المنتوجات المحلية للتعاونيات.
وأضاف الأكاديمي أغراز أن الجمعية المنظمة للمهرجان تأسست سنة 2014 من طرف طلبة باحثيين بمراكش، بهدف المحافظة على البيئة والتنوع البيولوجي بالأطلس الكبير وكذا تحقيق التنمية البشرية، موضحا أن الجمعية ستحاول تنظيم هذه التظاهرة خلال السنة المقبلة وجعلها تقليدا سنويا.
ووفق المنظمين فإن المهرجان يهدف إلى اكتشاف هوية الطهي التقليدية لسكان المناطق النائية في جبال الأطلس الكبير، وتسليط الضوء على معارف ومهارات الطهي التقليدية للمرأة الريفية ودورها الحيوي في الحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي، ورفع مستوى الوعي وتشجيع المشاركين على استهلاك المنتجات المحلية التي تعزز اقتصاد صغار المنتجين المحليين واستدامة ثقافة تذوق الطعام في البلاد، وتقوية انتقال تقاليد الطهي، ووصفات مستوحاة من قبائل أمازيغية تعود لأكثر من ألف عام إلى جانب المحافظة على بذور الفلاحين كأساس للأطباق المحلية التقليدية في مناطق الحياة.
وعرف هذا الحدث نجاحا علميا ونقاشا أكاديميا، وخرج بعدد من التوصيات التي سيتم الاشتغال عليها مستقبلا من بينها جعل هذه التظاهرة تقليدا سنويا بإقليم أزيلال، بحكم الغنى والتنوع الثقافي والبيئي للإقليم.
يُذكر أن هذا المهرجان الذي أُقيم بتعاون مع جماعة آیت محمد، ومؤسسة التنوع العالمي (GDF) وبدعم من اتحاد APAC ، يندرج في إطار الاحتفال بعشرية الأمم المتحدة لاستعادة النظم الايكولوجية، والتفكير في الإطار العالمي الجديد للتنوع البيولوجي ما بعد 2020.