الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

هشام رمرام: ظاهرة الشغب في الملاعب من الصعب حصرها في ما هو رياضي

هشام رمرام: ظاهرة الشغب في الملاعب من الصعب حصرها في ما هو رياضي هشام رمرام
أعتقد بأن الملاعب عامل مشجع على خلق العنف، علما أن أسباب ظاهرة الشغب في الملاعب من الصعب حصرها في ما هو رياضي، على اعتبار أن الرياضة هي فقط مجال يساعد الشباب على تفريغ العنف و طاقتهم السلبية.

وبالتالي، فإن الأسباب يجب أن يتم البحث عنها خارج الملاعب، والأخذ بعين الاعتبار وجود  شباب مفعمين بطاقة سلبية ولهم خلفيات مختلفة يندسون في الملاعب من أجل إثارة الفوضى.

ولا أعتقد بأن أي شخص يمكنه أن يكون دقيقا في تحديد الأسباب إلا من خلال القيام بدراسات معمقة في مجالات تتداخل في أبعادها مع الرياضة، لأن الأسباب أعمق من أن يتم سردها بسطحية. 

وما نلاحظه هو أن مفتعلي الشغب هم في سن معينة ومنهم شباب مسلحون يندسون بنية القصد والترصد وسبق الإصْرار، بمعنى أن الناس داخلون للملعب بنية العنف وليس بالضرورة أنهم مشجعون أو جمهور لكرة القدم.

وأدين أحداث الشغب أينما حدثت، وأعتبرها فعلا غير مبرر تنجم عنه نتائج كارثية، ولا يمكن في كل مرة أن ينهزم فريق ما ويستغل أنصار الفريق الآخر ومندسون لإثارة الشغب والفوضى.

وبخصوص الحلول أو المقترحات التي من شأنها أن تساعد في الحد من الظاهرة، أقول إن الحل غير رياضي لأنه لا يقتصر فقط على الجامعة الملكية لكرة القدم أو وزارة الشباب والرياضة، وإنما على جميع مكونات الدولة المعنية بالأمر أن تتدخل لبلورة حلول ولو للتقليل من هذه الظاهرة، لأن الأمر يحتاج إلى دراسة معمقة وتفسير للظاهرة.

وإذا كانت هنالك مجهودات حسنت من ولوج الملاعب  والتنظيم و لكن أظن أن الأمور أعمق من ذلك، فهؤلاء الشباب أصبحوا قنبلة موقوتة تعرضنا للخطر و تسيء لنا جميعا، والدولة أدرى أنه ممكن خلق مقاربات على الأقل للتخفيف من هذه الظاهرة.

وأعتبر أن لا أحد في صالحه أن تكون هذه الظاهرة سواء من الشباب الذين يخلقون هذا العنف أو المشجعين ورجال الأمن الذين تتم إصابتهم خلال أحداث الشغب.
 
هشام رمرام/ الصحافي والمحلل الرياضي