تركيا تربح كثيرا من المغرب، تربح ترويج اقتصادها وسياحتها وثقافتها من خلال مسلسلات تدخل إلى جميع بيوت المغاربة صباحا ومساء وليلا، حتى صارت قنواتنا المغربية وكأنها قنوات تركية وليست مغربية، مسلسلات تبقى سنوات في اعتقاد من صناع القرار في الإعلام العمومي أنهم يقدمون خدمة للمشاهد المغربي، والواقع أنه الخراب في ترسيخ الثقافة التركية في عقلية وذهنية المغاربة، وفي ترسيخ ثقافة الاستهلاك المغربي للبضاعة التركية والصناعة التركية كل لقطة من المسلسلات يتم تسويق الكثير من الأماكن السياحية لبلد تركيا.
لتصبح تركيا الرابح الأكبر من دون أن تدفع ثمن إعلان إشهاري لسياحتها أو اقتصادها أو ثقافتها لأن كل شيء يقدم في الإعلام العمومي بالمجان، فيصير الإعلام العمومي المغربي هو من يدفع للشركات الإنتاجية للأفلام والمسلسلات التي صار المشاهد المغربي يتابع بتفاصيل الكثير من قصصها ويتأثر بها.
الحكومة والبرلمان والإعلام العمومي المغربي يشتركون جميعا عن قصد أو عن غير قصد في منح دولة تركيا الكثير من الأرباح.
هل تركيا تقوم باقتناء إنتاجات مغربية أفلام أو مسلسلات؟، هل الإعلام التركي فيه مساحة لترويج لثقافة المغربية والسياحة المغربية تكون نظير حجم الهدايا التي يمنحها المغرب لتركيا؟.
إنه الغباء السياسي والكلاخ السياسي والعبث الإعلامي أن يصير الإنتاج التركي مسيطر على مساحة كبيرة من الإعلام المغربي العمومي فيصير المشاهد المغرب يعيش الاغتراب في بلده، وفي إعلامه العمومي.
هل تعتقدون أن استعمال اللهجة المغربية في إطار الدبلجة تصنعون إنجازا بل تساهمون أكثر في خلق هوة أكبر تحقق الامتياز لبلد تركيا في تحقيق الأرباح على جميع الأصعدة.
والإسهام أكثر في خلق الانبهار لدى المشاهدين والانجذاب للثقافة التركية على حساب الثقافة المغربية التي يتم العصف بها من خلال حجم المساحة الكبيرة التي يحتلها الترك في الإعلام العمومي.
الذكاء التركي استطاع أن يسيطر على الإعلام العمومي المغربي والإعلام العمومي يدفع الثمن بالأموال ويدفع الثمن أنه صار إعلام عبارة عن ملحقة للإعلام التركي.
عبد الواحد زيات
باحث في قضايا الشباب رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب