الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

بعد الضربات المتتالية.. تنظيم الإخوان يفكر في نقل أنشطته إلى النمسا

بعد الضربات المتتالية.. تنظيم الإخوان يفكر في نقل أنشطته إلى النمسا
في سياق الضربات المتتالية التي تلقاها تنظيم " الإخوان المسلمين " في عدد من بلدان العالم، بدأ هذا الأخير يبحث عن مكامن جديدة لإعادة انتشاره في أوروبا والتي يعتبرها التنظيم " حاضنة " مثالية للهروب من الملاحقات الأمنية التي يتعرض لها المنتمون إليه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وذكرت تقارير إعلامية أن أعين التنظيم مصوبة نحو بريطانيا البلد الأوروبي الوحيد الذي حظره قبل عام، حيث أصدر إبراهيم منير القيادي الإخواني الموجود في لندن، تعليمات لأعضاء التنظيم بالتحرك الفردي باتجاه النمسا..

وقالت المصادر، إن منير الذي يقود الصراع على منصب القائم بأعمال مرشد الإخوان، أصدر قرارات ببدء خطة إعادة تموضع في أوروبا بشكل عام والنمسا خاصة، مشيرة إلى أن القرارات استهدفت قيادات الصف الرابع غير المعروفين إعلاميًا، من حاملى جوازات سفر جنسيات أخرى غير المصرية، خاصة المقيمين في ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا.

وأضافت المصادر أن التنظيم الإخواني شرع في تقديم إغراءات وظيفية برواتب شهرية لفائدة المنتسبين إليه.
ويقول خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية إن تنظيم الإخوان يبحث عن مسارات أخرى تضمن استمراريته، سواء بشكل فردي أم جماعي، هربًا من التغيرات السياسية الحاصلة مؤخرا في الشرق اّلأوسط وشمال إفريقيا، فالتنظيم لا يريد أن يكون أسيرًا للمفاجآت، بسبب تغيرات الأوضاع السياسية، فهو في حالة بحث دائمة عن بدائل يستطيع التحرك من خلالها.

وحسب هؤلاء فإن التحرك الاخواني نحو النمسا، يعد تموضعًا فرديًا، لا يشمل قيادات ولا نقلًا للمقرات، فالتنظيم بحسب الباحث محمود علي لا يريد أن " يستفز" السلطة أو الحكومة النمساوية لذا يدفع بالأفراد للتحرك بشكل فردي وتقنين أوضاعهم من خلال مسارات فردية.

مسارات إخوانية تتقاطع مع الجانب الإعلامي للتنظيم، خاصة مع توجههم إلى المنصات الإلكترونية كبديل أقل تكلفة وأوسع انتشارًا عن القنوات الفضائية، بحسب الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية.
وبحسب الباحثين فإن هذه التحركات الفردية تهدف إلى تشكيل "خلايا نائمة"، يمكن أن تنشط إذا اقتضت الضرورة.

وأوضح هؤلاء أن دخول الإخوان للنمسا يتم عبر تأشيرة الدراسة أو البحث عن عمل أو تأشيرة سياحة، ثم طلب لجوء بمجرد الوصول، إلا أن دخولهم لهذا البلد لك يكون بالأمر السهل، فهناك حالات لطلبات لجوء لإخوان غير معروفين معلقة منذ سنوات طويلة في البلاد.

ويتوقع الباحثون أن دخول الإخوان الى النمسا لن يكون بالأمر السهل، كما أنه من الصعب على التنظيم إدراة أنشطته في النمسا، لأن الجماعة وأذرعها في دائرة تحقيقات، كما أن هناك مراقبة للهواتف منذ ما يقرب من عامين،  فضلا عن كون الحكومة النمساوية تتوفر على مركز لتوثيق وتحليل ورصد أنشطة الجماعة، الى جانب الدور الذي تقوم به هيئة حماية الدستور (الاستخبارت الداخلية) في رصد أنشطة الجماعة.