عبد الواحد الفقيهي: الخيال.. حين كنا نرى العالم من ثقبين
في زقاق ضيق من حي شعبي، كان الجدار مشقوقا كفاية ليمر منه الضوء، وكانت طفولتنا أوسع من الأزقة، وأعمق من الجيوب الفارغة. فجأة، يأتي أحد الجيران من الحج، لا يحمل ذهبا ولا ألعابا حديثة، بل شيئا غريبا أحمر اللون، له عدستان وقرص شفاف في الأعلى. لم نكن نسميه. كنا فقط نقول: "المصورة اللي كتوري العالم". كأن السماء انفتحت أمامنا، وصار بوسعنا أن نرى مدنا لم نكن نعرف أسماءها، وقصصا لا توجد في الكتب المدرسية، وألوانا تشبه الحلم. ...