الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

أمام ارتفاع الإصابات بفيروس "كورونا" هل سيتم تشديد القيود.. خبير يجيب

أمام ارتفاع الإصابات بفيروس "كورونا" هل سيتم تشديد القيود.. خبير يجيب البروفسور عز الدين الإبراهيمي
يعيش المغرب موجة تساعدين من فيروس كورونا المستجد، الأعداد التي يتم الإعلان عنها خلفت بعض التشاؤم لدى مغاربة المهجر الذين حلوا بالمغرب لقضاء عيد الأضحى والعمل الصيف مع ذويهم  كما خلف بعض الذعر في أوساط المواطنين، وأرباب المقاهي، والتجار....

وفيما يتخوف الجميع مع إقرار الحكومة مرة أخرى، إغلاق الحدود، أو التشديد، خصوصا والعطلة الصيفية على الأبواب، أكد البروفسور عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية والتقنية لمكافحة فيروس كورونا، أنه بالرغم من " الموجة... سيكون عيدا سعيدا وصيفا جميلا بمشيئة الله".

وكتب الإبراهيمي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك:" 
كلما تحدثنا عن ارتفاع الإصابات، إلا و خرج بعض المزايدين بتهمة جاهزة " أنتم تؤسسون لقرارات التشديد"... أصاحبي..وبدون تحليل عميق... و بدون مزايدات خاوية حول كوننا "تجار الخوف"... الجواب اليوم حول موضوع... "هل ستشدد الدولة من القيود في الصيف؟"... جواب واضح و بدون لف و لا دوران..."لا"".

وفي توضيح لموقفه قال الإبراهيمي:" ففي قراءة شخصية لي، لا أظن أن مدبري الأمر العمومي سيقومون بذلك... و في هذه التدوينة، سأتقاسم المعطيات العلمية و التدبيرية التي تدفع في هذا الاتجاه... لقد ارتفع من جديد عدد المصابين بكوفيد-19 خلال الأسابيع الأخيرة... و فيما أعرب البعض عن خشيتهم من حدوث موجة من الوباء... أظن أن المنحنيات المرفقة تبين بكل وضوح أننا نعيش موجة... فارتفاع عدد الإصابات يوازيه ارتفاع نسبة إيجابية التحاليل، وارتفاع معدل توالد الفيروس... وكما وقع ذلك بالضبط خلال الموجات الأخرى...، ولكن ترى ما هي خاصيات هذه الموجة؟"
وفي جواب على عشر أسئلة مشروعة يطرحها الجمهور العريض قال المتحدث ذاته:
 
1-هل مازلنا مع سلالة أوميكرون؟ نعم...، ولكن الأمر لا يتعلق بالسلالة الفرعية الأصلية... فلا وجود للسلالة ب.أ.1 في هذه الموجة... ولكننا لا زلنا نتحدث عن أوميكرون و ليست هناك أي سلالة جديدة.
 
2- إذن، "موجة ديلاش هادي"؟ التحليل الجينومي الذي نقوم به منذ مدة يثبت أن السلالة الفرعية ب.أ.1 عوضت بالفرعية ب.أ.2 التي تنقرض في مواجهة ب.أ.5... و لأول مرة نعيش موجة (وليس مويجة) بسلالة فرعية.
 
3- ما دمنا نواجه نفس السلالة (أوميكرون)، فلماذا الارتفاع في الإصابات؟ 
الجواب موجود في المنشور المرفق من مجلة "الخلية" العالمية و الذي يبين أن الأجسام المضادة و المناعة الناتجة عن الإصابة بأوميكرون الأصلي و بعض اللقاحات تنخفض نجاعتها في مواجهة السلالة الفرعية ب.أ.5 ... مما يزيد من احتمال تكرار عدوى أوميكرون و الإصابة مرة أخرى بالكوفيد.
 
4- هل هذه الأرقام صحيحة؟ 
نعم صحيحة...، ولكنها لا تعبر عن الحقيقة على أرض الواقع لأن عدد التحاليل المنجزة قليلة...، ولكن نسبة الإيجابية في كل مئة تحليلة تعطي فكرة واضحة أننا نعيش موجة حقيقية...، وأنه لو رفعنا من عدد التحاليل المنجزة لوصلنا مستويات، و أعداد كبيرة من الإصابات.
 
5- هل يؤثر ذلك على عدد الحالات الحرجة و الوفيات؟ 
لحد كتابة هذه السطور، وحسب البيانات المغربية، فإن ارتفاع الإصابات لم يرافقه ارتفاع الحالات الحرجة و لا الوفيات في مستشفياتنا... و كالعادة يجب متابعة هاته الأرقام بحذر حتى التأكد منها.
 
6- هل هناك ضغط على المنظومة الصحية؟ 
حسب وزارة الصحة، فإن نسبة ملأ الأسرة المخصصة للكوفيد تبقى مستقرة... و متحكم فيها... و الحمد لله.
 
7- لماذا هذه الموجة تستوطن بمدنتي الدار البيضاء، و الرباط؟
 نعم... في بداية أي موجة، يكون توزيع الإصابات عير منسجم... و يتغير مع "نضج" الموجة... أما الملاحظة الثانية، فهي أن أكثر من 75 في المئة من التحاليل المغربية و منذ مدة تنجز في هاته الجهتين... مما يؤدي منطقيا إلى ارتفاع عدد الإصابات.
 
8- هل يمكن أن تعم الموجة جهات أخرى؟ 
نعم... لكن لن نعرف مداها في المناطق الأخرى لأن جل المصابين لا يجرون التحاليل المخبرية للكوفيد... فمثلا موجة دلتا بدأت بأكادير قبل أن تعم المغرب بأكمله بعد ذلك .
 
9- متى ستكون ذروة الموجة؟ 
أظن أنها قصة أيام في الرباط، و الدار البيضاء لأن السلالة الفرعية ب.أ.5 أصبحت مهيمنة بنسب مقدرة بحوالي 70 في المئة... وطنيا، أظن أننا سنصل الدروة مع الأسبوعين الأولين من يوليوز إن شاء الله...
 
10- ما هي الاحتياطات التي يجب اتخاذها؟ 
أرفض أن أجيب عن هذا السؤال... فبعد أكثر من عامين من الكوفيد و أعياد متعددة...، الكل منا يعرف ما يجب فعله...
المعطى التدبيري...

للذين يتحدثون عن التشديد، و الإغلاق... قراءة بسيطة لقرارات مدبري الأمر العمومي خلال نفس الفترة من السنتين السابقتين، يبين و رغم ملامح موجات عاتية، وارتفاع مهول لأرقام الإصابات بالكوفيد... نعم رغم كل ذلك، قرر المدبرون أن يبقوا على العيد الأضحى، والصيف بدون قيود، واليوم، ونحن في يونيو 2022، ونعرف الكثير عن مرض الكوفيد، و وسائل الوقاية من الفيروس، ونتوفر على لقاحات، ونمتلك أدوية، و بروتوكولات.
تظنون أنهم سيشددون؟
لا أظن ذلك، وبدون سفسطة، كلنا "عارف شنو خصو يدار"... "يشري الحولي"، و يحمي نفسه، و عائلته و من حوله... و يجب أن نقر أن مشكل المواطن هذه السنة ليس الكوفيد، بل هو الغلاء، و"قلة الشي".