الخميس 18 إبريل 2024
جالية

سيسجل التاريخ تضحيات محمد الرباع.. هذا الرجل الشهم بهولندا

سيسجل التاريخ تضحيات محمد الرباع.. هذا الرجل الشهم بهولندا الفقيد محمد الرباع وإبنه شريف الرباع
بحضور شخصيات وازنة وأحزاب سياسية وموظفين سامين وأقارب، إضافة الى عائلة المرحوم تتقدمهم زوجته السيدة ليزبات وأبنائه الثلاثة وأصهاره وبعض الفعاليات المغربية من مدن مختلفة، دفن الحقوقي والمناضل والرجل الصلب والشجاع بمقبرة بامستردام بجناح مخصص للمسلمين. كلمات التأبين كانت معبرة ومؤثرة من طرف بعض الشخصيات وقبل ذلك كلمات لأبنائه الثلاثة الذي تطرقوا فيها إلى المعاملة الطيبة والتربية الحسنة الذين تلقوها على يد أبيهم. كما تحدثوا عن حياته الشخصية، وانفتاحه معهم ومساعدتهم في التمارين المنزلية وخصوصا مادة الرياضيات بحكم اختصاصه في مادة الاقتصاد والقانون. تطرق مختلف المتدخلين الذين أدلوا بشهاداتهم في حق المرحوم وأشادوا بتواضعه وحنكته، وبعناده المستميت للدفاع عن حقوق الأجانب عامة، والجالية المغربية خاصة. بل جاء على لسان بعض المتدخلين أن المرحوم لم يقتصر على الدفاع فقط عن الأجانب، بل شمل جميع المواطنين والمواطنات في المجتمع الهولندي. وعاش محمد الرباع وفــيا لهولندا، وفي نفس الوقت أحب بلده الأصلي المغرب حسب المتدخل الذي زاره باستمرار في السنوات الأخيرة، مباشرة بعد العفو الملكي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه. ورغم أنه كان معارضا لما يجري في المغرب، لم يسبق للراحل محمد الرباع أن مس بالمقدسات في المغرب ولا بالوحدة الترابية، لكنه كان دائما من أجل العدالة الاجتماعية في المغرب ومحاربة الفساد والمفسدين وكان يطالب دائما بتكريس الديموقراطية وحقوق الإنسان.
المناصب التي تولاها المرحوم: قيادة حزب اليسار الأخضر مع رفيقته السيدة اينا براور ـ مدير عام للمركز الهولندي للأجانب ـ عضو برلماني باسم حزبه ـ محافظ قانوني، أي بمثابة أحد نواب العمدة في مدينة ليدن ـ كما ترأس عدة لجان أسست بغرض محاربة العنصرية.
من أبرز ما حققه المرحوم بفضل كفاحه ودفاعه المستميت: فرض المدارس الإسلامية إلى جانب المدارس المسيحية الكاثوليكية واليهودية - الحق في التصويت في الانتخابات التشريعية، وكان ذلك استثناء في أوروبا، لأن الأمر كان يقتصر فقط على المجنسين ـ تسهيل الحصول على الجنسية الهولندية ـ تيسير قانون التجمع العائلي ـ الدفاع عن تعويضات الأرامل في المغرب اللواتي فقدن أزواجهن بهولندا، بعد محاولة بعض الأحزاب اليمينية من خصم 40 % من تعويضاتهم الشهرية بدعوى أن المستوى المعيشي في المغرب منخفض - الدفاع عن المسلمين والمساجد والتصدي لكل التصريحات المعادية من طرف اليمين المتطرف - الدفاع عن القضية الفلسطينية، رغم المضايقات من طرف اللوبي الصهيوني المتجدر في كل المرافق في هولندا - الدفاغ عن الإمام الشيخ خليل المومني رحمه الله لما تهجم عليه اليمين واليمين المتطرف بسبب إبداء رأيه في المثلية والشّذوذ الجنسي بناء على ما جاء في الدين الاسلامي.
سيسجل التاريخ تضحيات هذا الرجل الشهم الذي يعد أميرا للهجرة وأيقونة للجالية المغربية، ليس فقط في هولندا بل في أوروبا بكاملها.الرجل الذي وقع عليه إجماع من طرف الهولنديين والأجانب على حد سواء، بأنه رجل نزيه وشخصية بارزة وإنسان مبدئي، كرس حياته من أجل الغيـر. هذا ولقد أقيمت عليه صلاة الجنازة بمسجد الأمل بمدينة هيلفورسم الذي كان يداومه حتى بعد مرضه بسبب جلطة دماغية. ودفن بمقبرة أمستردام عن سن 81 عاما. ولقد خصصت له الكثير من المساجد التركية والمغربية والباكستانية وغيرها، جزءا من خطبة الجمعة وتم الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله تعالى فسيح جنانه وأن يجازيه على أعماله الصالحة وما حققه لكل الأقليات التي مازال يتمتع بها الجميع وستستفيد منها الأجيال القادمة.