الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

المهدي فقير: هذه وصفتي لإخراج المغرب من الانكماش الاقتصادي

المهدي فقير: هذه وصفتي لإخراج المغرب من الانكماش الاقتصادي المهدي فقير
طيلة عقود، ظل المغاربة يأملون أن تتحقق وعود الحكومات المتوالية لتقليص الفوارق الاجتماعية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بنهج مقاربات محددة تحقق قفزة اقتصادية نوعية..، إلا أن تلك الهوة تتسع سنة بعد أخرى، في ظل قصور الأداء الحكومي في تجاوز الاختلالات الهيكلية التي يعاني منها الاقتصاد الوطني.

ولخروج المغرب من الانكماش الاقتصادي الذي يعاني منه، ومن مشكل التضخم، والركود، والبطالة، واستمرار ارتفاع القدرة الشرائية....، يرى المهدي الفقير، المحلل الاقتصادي، في تصريح لجريدة "نفاس بريس"، أن الوصفة المهمة، لتجاوز التضخم، هي "الرفع من القيمة المضافة، وأن لا تبقى إنتاجية الاقتصاد الوطني محدودة، والرفع من الانتاجية الذي يحتاج إلى إعادة النظر في المعروض الاستثماري الوطني، والخروج من عقلية الريع، وعقلية الوساطة، وعصرنة، ورقمنة وتصنيع الاقتصاد الوطني ليصير اقتصادا منتجا بقيمة إضافية عالية، ووجهة للتصدير بالانفتاح على الأسواق أخرى، ويمكن من ديمومة نسبة النمو وتطور البنى التحتية الااقتصادية، والمجتمعية في الوقت ذاته".

ومن أجل تحسين القدرة الشرائية للمواطنين، أكد المهدي الفقير، المتخصص في تقييم السياسات العمومية على ضرورة الاعتماد على "الكفاءة الإنتاجية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي والاكتفاء الاستراتيجي، سيما المواد ذات الطابع الحيوي.
وفيما يتعلق بتجاوز معظلة العجز التجاري، يرى المتحدث ذاته أنه في "المطلق لا يشكل العجز التجاري أي مشكل، على اعتبار أن عددا كبيرا من الدول المتقدمة اقتصاديا تستورد أكثر مما تنتج، وهذا لا يعني أن بنيتها التحتية الاقتصادية ضعيفة، هناك أيضا دول تستورد كثيرا إلى أنها تحقق اكتفاءها الذاتي من إنتاجها الموجه للسوق الداخلي، فالأهم هو التغييرات، والإصلاحات الجذرية في الاقتصاد الوطني، خصوصا فيما يتعلق بالنموذج التنموي الجديد، وأجرأته، وتطبيقه على أرض الواقع".

وللنهوض بالمقاولات الصغرى، وإنقاذها من الإفلاس أكد المتحدث ذاته أن "المبادرات الحكومية محمودة، مستدركا أن المقاولات الصغرى تدور في فلك المقاولات المتوسطة، والكبرى، وبالتالي تغيير البنى التحتية وتحسين، وتجويد الاقتصاد الوطني، سيؤثر على المقاولة عموما، وسنحقق بذلك مواكبة متطورة للأمور، عوض محاولات إبقاء تلك المقاولات على قيد الحياة، فالدعم المباشر لن يساعد في تقوية المقاولة لاستعادة أنشطتها بأريحية، بل الأجدر هو توفير الظروف الاقتصادية الملائمة لتلك المقاولات"، وشدد في هذا الإطار على ضرورة نهج الدولة لحلول جذرية. 

المهدي الفقير في تحليله لمعضلات واقع الاقتصاد الوطني، يرى أيضا أن البطالة تحصيل حاصل، بحيث أن الاقتصاد المريض يفرز البطالة، والمجتمع المريض يفرز البطالة، موضحا "أن الإصلاح المجتمعي ضروري جدا للحد من البطالة، وأقصد بذلك رغبة الشباب في الوظيفة العمومية، وابتعادهم عن الحلول المتعلقة بإنشاء مقاولات فردية، شركات خاصة... وبخصوص الاقتصاد المريض فأقصد به أن إغلاق الشركات، وتدني الأجور، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية كلها أمور تنتج عنها البطالة فنصير أمام وضع متأزم، فقدان البعض لمناصب عملهم، وعدم حصول الوافدين الجدد على سوق الشغل على عمل..وبالتالي فبإصلاح النموذج التنموي، إصلاح لكل هذه العثرات".

وخلص إلى الوصفة المهمة للنهوض بالاقتصاد الوطني، تتعلق بوضع إصلاحات جذرية، وقال في هذا الصدد:"أكيد سيحتاج ذلك إلى وقت، لكن في انتظار ذلك، من الضروري الاعتماد على حلول أخرى كالذكاء الجماعي، المواكبة، الابتكارية".
 
المهدي فقير/محلل اقتصادي