الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

تعرضها القناة الأولى: سلسلة "الفلوكة" تقتل المكانة التاريخية لنهر أبي رقراق

تعرضها القناة الأولى: سلسلة "الفلوكة" تقتل المكانة التاريخية لنهر أبي رقراق الشخصيات الرئيسية لسلسة الفلوكة
شاءت الأقدار أن يتحول "أبي رقراق" من حبل وصل يجمع بين مدينتي سلا والرباط اللتين يفصل بينهما نهر ويجمعها التاريخ إلى "بلاطو" تصوير للسلسلة الهزلية "الفلوكة"، التي اكتفى صناعها بتمرير رسائل اجتماعية بسيطة، غير أبهين بالرمزية التاريخية لكل من الموقع ووسيلة النقل التي عنون باسمها العمل الرمضاني.
فعلى غرار أغلب الأعمال المشاركة في السباق الرمضاني لسنة 2022، كان لسلسلة "الفلوكة"، التي ترافق مشاهدي القناة الأولى بشكل يومي على مائدة الإفطار، نصيب من الانتقاد، لكونها سارت على خطى باقي الإنتاجات التي أضحت تعزو التلفزة المغربية، من خلال مناقشتها للمواضيع ذاتها واعتماد أسلوب إضحاك مستهلك، غير مستفيدة من الغنى الذي يزخر به محتضنها "أبي رقراق" بضفتيه من حمولة تاريخية وثقافية، تعنى بها المدينين العدوتين الرباط وسلا.
فلطالما كان "أبي رقراق" الحارس الذي لا ينام لكلا المدينتين وجسر العبور لساكنتها، فضلا عن دوره المهم الذي لعبه في تاريخ المملكة من قبل الإسلام، لتأتي  كبسولة "الفلوكة" ويرمي بكل ما سبق عرض الحائط، إذ يرى البعض أن السلسلة الكوميدية فيها تسفيه لتاريخ هذا النهر.
وعبر الإطار التربوي والمسؤول سابق في وزارة الشباب والثقافة والتواصل، (رفض ذكر اسمه) عن استيائه من فكرة كبسولة "الفلوكة"، إذ يرى أن فيها تبخيسا للمكانة التاريخية لنهر "أبي رقراق" من جهة ولما تحظى به  "الفلوكة" من أهمية بالنسبة لساكنة مدينتي سلا والرباط من جهة أخرى، مشيرا إلى امتعاضه الشديد من تجاهل القائمين على العمل التلفزيوني لصومعة حسان ورمزيتها، إذ لم تتم الإشارة لها ولو مرة واحدة رغم ظهورها في جل حلقاته.
وصرح أنه تزامنا مع ما تشهده المدن المغربية من إصلاحات على المستوى الثقافي، وفي مقدمتها مدينة الأنوار الرباط، التي باتت قبلة ثقافية، من غير المقبول أن يسمح ببث عمل يقتل المكانة التاريخية لأحد أهم معالم العاصمة الرباط.
وحمل الإطار التربوي مسؤولية رداءة ما يبث في القنوات التلفزيونية المغربية للقائمين على القطاع السمعي البصري في البلاد، مشددا على ضرورة التمحيص فيما يعرض من أعمال، وأن تتم الموافقة على بث الإنتاجات التي ستستفيد منها مختلف فئات المجتمع المغربي.