الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

الجرافي : بأي وجه حق نلصق "تَمْبَرْ" الفساد بالشيخة بالضبط دون باقي الفنانين الآخرين؟

الجرافي : بأي وجه حق نلصق "تَمْبَرْ" الفساد بالشيخة بالضبط دون باقي الفنانين الآخرين؟ الداعية ياسين العمري يتوسط مصطفى الجرافي والشيخة فاطنة بنت الحسين
كتبت تدوينة على صفحتي الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مفادها أن الشيخة قالت ما لم يجرؤ على قوله الفقيه المتطرف ياسين العمري في نقد أسلوب الحكم، حيث تساءلت الشيخة بالقول: "وَاشْ مَنْ وَالَا يَتْوَالَا / عْلَاشْ قَيَّدْتُو مَنْ وَالَا؟".
إن الشيخة في كلامها هذا جرأة، وتحدت من يعنيه الأمر في طرح السؤال الحارق، هل كل من هب ودب يتولى تدبير وتسيير الشأن العام؟ ولماذا ولَّيْتُمْ في القيادة كل من هب ودب ولا يستحق ذلك؟
لم تمر إلا دقائق على التدوينة حتى تسابق الذباب الإليكتروني معلنا هجومه الكاسح لاستفزاز كل من انتصر للشيخة المناضلة والفنانة المبدعة التي وضعت نفسها في مرمى العدو المستبد الذي لا يرى في المرأة إلا الجسد.
في هذا السياق اختارت جريدة "أنفاس بريس" أن تتقاسم مع القراء تعليق الأستاذ مصطفى الجرافي الذي لم يتردد في الدفاع عن رأيه وتوجيه مدافع المرافعة عن الشِّيخَةْ الحرة، وإسكات الأصوات النشاز من الإمعات والمريدين الذين يأتمرون بأوامر الشيخ.
يا سيدي ! المشكل الكبير هو أن فقهاء الجهل يجهلون أو يتجاهلون من هي الشِّيخَةْ تاريخيا..!!؟؟، وما هو دورها الثقافي والفني والوطني والاجتماعي..!!؟؟
هؤلاء الفقهاء الذين ألصقوا بالشِّيخَةْ، وصمة العهر، قد خالفوا تعاليم دين الإسلام السمح أولا، والذى نهى عن قذف الناس بالباطل وتشويه أعراضهم دون حجج وأدلة من غير وجه حق..!!
ثم أن الشِّيخَةْ في حالة انحرافها جنسيا، وهذا سلوك منفصل عن أدائها الفني فإن الانحراف الجنسي سلوك بشري عام، قد نجده لدى الفقيه (ة) الممثل (ة) والأستاذ(ة) والطبيب (ة) والمهندس (ة) والوزير (ة) ورئيس المؤسسة أو الإدارة، والبرلماني (ة)...بل رأيناه عند رؤساء دول عظمى (كلينتون) نموذجا. وحتى فقهاء الدين (فاطمة النجار) العالمة والواعظة بنت الشاطئ!!! نموذجا وجيش الرقاة...بالصوت والصورة!!!، ومن ثمة؛ لا يجوز ولا يعقل تفييئ الانحراف الجنسي أو الاخلاقي أو حصره على فئة دون أخرى!!!..
وبأي وجه حق نلصق هذا التَّمْبَرْ الرخيص (الفساد) بالشيخة بالضبط دون باقي الفنانين الآخرين؟ أكيد لأنها (الحيط القصير)؟ و الشّْيخَةْ حتى وإن ثبت انحراف إحداهن فهي لم تدعي الطهرانية يوما ولم تغلف سلوكها بأقنعة دينية، ولم تمارس أي تمويه عقائدي على البسطاء باسم الدين والأخلاق المزيفة!!، بل شاركتهم أفراحهم واقتسمت معهم لحظات البهجة والحبور، وكانت متنفسا لتعبهم اليومي وتكسير الروتين اليومي الذي جثم على انفاسهم وصدورهم. ولم تتاجر في مشاعرهم الدينية لتحقيق مآربها الدنيوية. وتسلق المواقع السياسية..
نحن وجدنا أهلنا وأجدادنا، ـ قبل هذا الغزو الظلامي ـ في المناسبات والأعراس يحضرون الفقهاء لقراءة ما تيسر من كتاب الله والتبرك بآياته الكريمة، وفي الغد مباشرة يحضرون فرق الغناء الشعبي (رباعة الشيخات وعبيدات الرمى، وأحواش، والعونيات...) طبعا حسب كل منطقة ونمط غنائها الشعبي...يرقصون ويغنون جماعيا شبابا وشيوخا بكل عفوية وصدق وحسن نية..
والله مَا عْرَفْتْ هَاذْ مْسَاخَطْ اَلْوَالِدِينْ عْلَاشْ كَيْقَلْبُو؟؟