السبت 11 مايو 2024
فن وثقافة

ضجة عارمة سببها "فتح الأندلس".. تحريف للتاريخ وتشكيك في الأصول

ضجة عارمة سببها "فتح الأندلس".. تحريف للتاريخ وتشكيك في الأصول ملصق مسلسل فتح الأندلس
بداية عاصفة عرفها الإنتاج الكويتي السوري "فتح الأندلس"، الذي يبث على الشاشات العربية ومن بينها  القناة الأولى المغربية خلال الموسم الرمضان الحالي، إذ خلقت الحلقات الأولى المعروضة من المسلسل جدلا واسعا في صفوص المتابعين المغاربة، لما اعتبروه طمسا وتحريفا لتاريخ المغرب.
فقد طالت المسلسل التاريخي انتقادات وردود أفعال ساخطة من لدن المتلقي المغربي، بعد تناول العمل الدرامي لحقبة تاريخية متمثلة في فترة فتح الأندلس، مسلطا الضوء على شخصية طارق بن زياد وأحداث فتحه للمدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة ومليلية وبعدها الأندلس، وهي الوقائع التي شكك المغاربة في صحتها، باعتبار أنها تحجب الهوية الأمازيغية لابن زياد.
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يشعل فيها المسلسل الرمضاني منصات التواصل الاجتماعي، فقد ضجت المواقع مباشرة بعد الإعلان عن مضمونه، أي قبل مدة من عرضه، بسبب مزايدات تاريخية بين نشطاء وسائل التواصل المغاربة والجزائريين، حول أصول شخصية طارق بن زياد.
وأكد المؤرخ عبد الوهاب الدبيش، أنه إذ ثبتت صحة الادعاءات التي طالت العمل الدرامي بشأن تضمنه لخروقات تاريخية، ينبغي شن حملات إعلامية ضده، تقضي بتوقيف عرضه.
وواصل حذيثه في السياق ذاته، مشددا على ضرورة عرض المسلسل قبل شراء حقوق بثه على لجنة الأخلاقيات، التي لا يقتصر دورها فقط في الموافقة على بث مشروع دون غيره، بل لها دور تقريري حاسم في المشاريع المقتناة من جهات أجنبية، يتجلى في التحقق من صحة محتوى العمل.
واعتبر الدبيش أن من الصعب الجزم في أصول شخصية طارق بن زياد، فمازال الأمر محط نقاش نظرا لتضارب الآراء والمواقف حوله. ففي نظره هي رواية مشرقية الأصل ولا تتماشى مع واقع المغرب العربي، خاصة أن الاسم عربي وليس له علاقة بالأسماء الأمازيغية التي كانت سائدة في تلك الحقبة بكل من المغرب والجزائر.