الخميس 28 مارس 2024
سياسة

أحمد أزيرار يقرأ دلالات إدماج الصحراء المغربية في برنامج الكونغرس الأمريكي 

أحمد أزيرار يقرأ دلالات إدماج الصحراء المغربية في برنامج الكونغرس الأمريكي  أحمد أزيرار
جدد التقرير المصاحب لقانون الميزانية الأمريكية الذي وقعه الرئيس جو بايدن، بقيمة 1.5 تريليون دولار، بعد إقراره من قبل الكونغرس، المساعدات الأمريكية المقدمة للمغرب، تشمل الصحراء المغربية.
في هذا السياق يشرح أحمد أزيرار، أستاذ جامعي وفاعل جمعوي، في حوار مع " أنفاس بريس"، دلالات المساعدات التي قدمها الكونغرس الأمريكي للمغرب، وبالخصوص عدم استثناء الأقاليم الجنوبية من المساعدات الأمريكية.
ما هي دلالات المساعدات التي قدمها الكونغرس الأمريكي للمغرب، وبالخصوص عدم استثناء الأقاليم الجنوبية من المساعدات الأمريكية؟
أصبح المغرب عموما قوة جهوية فاعلة كما بينت ذلك ريادته الإقليمية القوية سياسيا واقتصاديا وكذا نجاحه داخليا في تسيير الجائحة والمسلسل الديمقراطي. أضف إلى ذلك تنويع علاقاته الدولية بمنهجية متوازنة وعقلانية. في نفس الوقت صارت المملكة في حاجة للمزيد من الاستثمار المربح في مجالات متعددة خصوصا وأنه يتوفر على خطة طريق 2035 واضحة وبرامج تنموية لكل جهة من الجهات الاثني عشر، وذلك ضمن مخطط لتسريع الجهوية الموسعة في نطاق الدولة الموحدة والقوية.
في هذا الصدد، وعلى الخصوص، أضحت الصحراء المغربية منطقة ذات أهمية قصوى جيوستراتيجيا واقتصاديا. وذلك لما توليه لها أولا الدولة المغربية من أهمية نظرا لموقعها الاستراتيجي كمنطقة حدودية وكمدخل لإفريقيا جنوب الصحراء وكمجال أطلسي واعد. كما يجب التذكير بانها منطقة تركها الاستعمار بدون أية تجهيزات تذكر. لذا وجب تدارك الخصاص الكبير حيث جهزتها الدولة بتجهيزات أساسية مهمة هي في طور توسع سريع داخليا وبحريا، حيث نجد في طور التشييد ميناء أطلسي ضخم سيكون له أهمية قارية ودولية كبيرة، زيادة على المطار الدولي ذي المستقبل. كما للجهة موارد معدنية وطبيعية متنوعة، أرضية وتحت أرضية وبحرية. بها مستثمرون كثر، محليون وأجانب، خصوصا أوروبيون، فاعلون في قطاعات متنوعة: معادن وفلاحة وصيد بحري وسياحة وطاقات متجددة وصناعات وتجارة وخدمات.
كل هته المقومات الطبيعية واللوجستيكية والبشرية والاستراتيجية، كذا التشجيعات والتحفيزات التي تقدمها الدولة، تجعل من المنطقة قطبا جاذبا للاستثمارات. كما أنها تجعل كل شركاء المغرب يتموقعون، كل واحد بمقوماته.
الولايات المتحدة، القوة العظمى، شريك للمغرب منذ آكثر من قرنين تربطها بالمغرب اتفاقات تعاون استراتيجي في مجالات متعددة عسكرية ومدنية. لذا فإن الدعم المقدم من طرف الكونغريس الأمريكي هو امتداد للتعاون القائم، وتثمين لوضعية المغرب كقوة جهوية. بل وهو كذلك دعم للرفع من حجم التعاون وتنويع مجالاته ومناطق اعماله. 
عدم استثناء المناطق الجنوبية من هذا الدعم هو تحصيل حاصل. اعتراف الولايات المتحدة بمغربية مناطقنا الصحراوية رسميا منذ 2020 يثمنه الآن هذا الدعم المالي الذي سوف تنتفع منه هته المناطق كباقي المناطق الأخرى. 
هل يعد هذا القرار اعترافا من إدارة بايدن بمغربية الأقاليم الجنوبية؟
بالطبع يعد هذا الدعم تثبيتا مجددا لاعتراف الولايات المتحدة بمغربية صحرائنا كاملة. أولا لأن الولايات المتحدة دولة مؤسسات تحترم تعهداتها كما انه لم يطرأ اي موجب لأن تتراجع إدارة الرئيس بايدن عن هذا الاعتراف. بالعكس هناك مستجدات اقتصادية وجيواستراتيجية تدعم رفع مستوى التعاون المغربي أمريكي منها المنافسة القوية بين القوات العظمى إفريقيا والبحث عن السبل الناجعة للتفوق. وهذا ما أكده الكونغريس بهذا التمويل المهم. كما يجب أن لا نغفل بأن الولايات المتحدة تبحث عن برامج رابحة وعن شريك قوي للدخول إلى الأسواق جنوب الصحراء. وفي هذا النطاق يعد الموقع الإيجابي للجنوب المغربي ورقة رابحة لتحقيق ذلك المبتغى.