الأربعاء 24 إبريل 2024
سياسة

الخبير بنعلي: المغرب خرج فائزا بهدوئه وحكمته في تدبير الأزمة مع إسبانيا

الخبير بنعلي: المغرب خرج فائزا بهدوئه وحكمته في تدبير الأزمة مع إسبانيا خالد بنعلي
ثمنت المملكة المغربية عاليا المواقف الإيجابية، والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية.
وفي قراءة لهذا الحدث "التاريخي" أكد خالد بنعلي، المحلل، والخبير الاقتصادي على أن المغرب اليوم، سجل قفزة نوعية في المجال الديبلوماسي بالنظر لما يمثله الموقف الإيجابي الأخير لإسبانيا من آفاق واعدة لمعالم شراكة بين البلدين، مبنية على أساس رابح - رابح.
 وشدد بنعلي في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، أن هذا الموقف من الجانب الإسباني للمنتظم الدولي، ودول المنطقة، يؤكد وجاهة مبادرة الحكم الذاتي، وبات خصوم الوحدة الترابية، معزولين أكثر من أي وقت مضى، بل صاروا يتحملون بشكل مباشر مسؤولية تعثر قطار التنمية بالمنطقة.
وفي السياق ذاته، أكد بنعلي أن المغرب عمل على تدبير الأزمة التي عرفتها العلاقات مع الجارة إسبانيا  بهدوء وعقلانية وحكمة وهو ما يمكن اعتباره فوزا ديبلوماسيا بالنظر على الأساس الجديد المحدد للعلاقات التجارية مع المملكة حيث أكد الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء في 6 نونبر2021 على أن المغرب يرحب بكل الشراكات الدولية المتعلقة بالاستثمارات إلى جانب القطاع الخاص الوطني بما يعود من نفع على الأقاليم الجنوبية للمملكة والتي تنبني على الصدق، والوضوح والشفافية في المواقف  وبالمقابل فلن يقوم بأي خطوة اقتصادية أو تجارية مع اصحاب المواقف الغامضة، أو المزدوجة بخصوص القضية الوطنية لا تشمل الصحراء المغربية.
 وفي تحليله لتداعيات هذا الموقف الذي يدشن لمرحلة جديدة، وغير مسبوقة بين البلدين، قال الخبير الاقتصادي:" أنه بالنظر لحمولة ومحتوى، وأهداف مبادرة مقترح الحكم الذاتي التي تقدمت بها بلادنا سنة 2007 تصنف بكل أمانة، وصدق بكونها وثيقة منسجمة، ومتكاملة تحفظ حقوق جميع الأطراف، وتمكن إن توفرت الإرادة الصادقة لدى الأطراف التي تعرقل مسار المفاوضات من حل النزاع المفتعل الذي دام سنوات. وقد أكد الخبير الاقتصادي خالد بنعلي على أن وثيقة مبادرة الحكم الذاتي منذ تقديمها سنة 2007 إلى يومنا هذا، باتت وثيقة ديبلوماسية، يتشبث من خلالها المغرب، بكون مبادرة الحكم الذاتي التي لقيت استحسان المنتظم الدولي هي الحل النهائي.
وفي هذا الإطار ذكر بنعلي بكلمة لكبير الباحثين بـ"مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد"، هنري لويس في الأكاديمي الفرنسي خلال حفل تقديم كتاب "تنمية الأقاليم الجنوبية (2019-1999)"، والتي صرح فيها أنه "يجب أن نتذكر كيف كان الوضع في الأقاليم الجنوبية الصحراوية المغربية في أعقاب (المسيرة الخضراء) (1975) لنلمس حجم النمو الذي شهدته هذه الأقاليم، لا سيما من خلال المنظومة التربوية الحالية والتوجهات الاستراتيجية الحاسمة التي تم اعتمادها:. وهي شهادة لم تأت من فراغ، بل بناء على ما عرفته وتعرفه الأقاليم الجنوبية للمملكة من تنمية شاملة وملموسة.
وزاد المتحدث ذاته قائلا: "اليوم، اسبانيا بموقفها الجديد، وهي التي كانت في فترة من الفترات تحتل الأقاليم الجنوبية، اعتراف بسيادة المغرب على أراضيه ورجوع من طرفها إلى الصواب والحكمة، على اعتبار أن مصلحة دول المنطقة تقتضي اليوم، وفي هذه الظرفية بالذات، عوض شد الحبل، الاشتغال داخل الشرعية". 
من جهة أخرى، اعتبر بنعلي كذلك أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الأقاليم الجنوبية وافتتاح القنصليات بالأقاليم الجنوبية أعطى دفعة قوية ودعما لمواقف المغرب وكذا لمبادرة الحكم الذاتي التي طرحها منذ سنة 2007. 
وفي هذا السياق-يضيف بنعلي- هذه المحطة وكذا المواقف الدولية المهمة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مبادرة الحكم الذاتي اكتسبت شرعية دولية على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، من خلال مقاربة متكاملة ومنسجمة لمسار التنمية لجميع بالأقاليم الجنوبية والتي من المنتظر أن يساهم الموقف الإسباني الجديد في حلحلة مجموعة من الإكراهات والمعيقات التي طفت إلى السطح  خلال فترة تذبذب علاقات اسبانيا مع المغرب وتفتح آفاقا واعدة للعلاقات بين البلدين علما بأن اسبانيا تبقى شريكا استراتيجيا للمغرب.
يشار إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز أكد في رسالة موجهة للملك محمد السادس على أنه "يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب". وفي هذا الصدد، "تعتبر إسبانيا مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف"، كما أشار إلى " الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف".