الجمعة 29 مارس 2024
رياضة

خالد الشجري: ترؤس ناد لكرة القدم أصبح "موضة" داخل الأحزاب السياسة

خالد الشجري: ترؤس ناد لكرة القدم أصبح "موضة" داخل الأحزاب السياسة رائحة السياسة تفوح من مطبخ الرياضة بشكل فاضح، وبلغت ببعض الشخصيات حد التغوّل والتحكم في نتائج بعض المباريات
خلال فترة الحماية الفرنسية بالمغرب، كان للرياضة أهداف سياسية غير مُعلنة، تتلخص بالأساس في صرف الشباب في أوقات الفراغ عن الاجتماعات والخُطب السياسية.. لكن الحركة الوطنية استغلت الرياضة لتصبح أداة للمقاومة والتعبير السياسي.”
في تلك الفترة الزمنية، أي ما بين 1912-1956، بدت الرياضة أداة قوية لفرض النظام والتخليق  والتطويع للأهالي، وكان هذا مزجا واضحا وصريحا بين ما هو رياضي لبلوغ مرامٍ سياسية.
بعد الاستقلال، ظلت رائحة السياسة تفوح من مطبخ الرياضة بشكل فاضح، وبلغت ببعض الشخصيات حد التغوّل والتحكم في نتائج بعض المباريات، على غرار ما أورده الباحث في السياسيات الرياضية، د.منصف اليازغي، في كتاب “مخزنة الرياضة”، عندما كان الحسين الدليمي، رئيس اتحاد سيدي قاسم ووالد أحمد الدليمي وزير الداخلية في تلك الفترة، يتحكّم في نتائج مباريات فريقه ويدخل الملعب لصفع حكمٍ تسبب في هزيمة فريقه، أو لإنهاء المباراة قبل وقتها في حال كان فريقه متقدما. لكن مثل هذه الممارسات وغيرها تلاشت اليوم بسبب القوانين الصارمة للاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويرفض “فيفا” أي تدخل سياسي مباشر في الشأن الرياضي، وهو ما كان سيجر على المغرب عقوبات ثقيلة سنة 2015 عندما حاول رئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران، في اجتماع للجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية، استعمال كرة القدم في صراعه مع بعض الأحزاب، عندما شكك في نزاهة وصول سعيد الناصيري، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، إلى رئاسة الوداد الرياضي سنة 2014، لتلَوِح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومعها رؤساء جميع الأندية، بورقة تجميد النشاط الكروي إذا ما استمرت محاولة حشر الخطاب السياسي في المجال الكروي، لكن العاصفة مرت بسلام بتراجع الأمين العام السابق للـ”بيجيدي” عن تصريحاته.
وتعد مرتعًا لرجال السياسة من أجل تلميع صورتهم وإعادة ترسيم حدود نفوذهم وتعزيز تموْقُعهم داخل منظومة القرار السياسي بعيدا عن الأضواء، معتمدين على الشعبية الجارفة لكرة القدم وسط الجماهير المغربية.
ترأس نادٍ لكرة القدم أصبح “موضة” داخل الأحزاب السياسية الوطنية في السنوات الأخيرة، فنجد اليوم نصف أندية دوري الدرجة الأولى للبطولة الاحترافية (8 من أصل 16) يتزعمها فاعل حزبي، هي الوداد الرياضي، شباب المحمدية، اتحاد طنجة، مولودية وجدة، نهضة بركان، يوسفية برشيد، نهضة الزمامرة، وسريع وادي زم، دون الحديث عن بقية تشكيلة المكاتب المسيرة والمنخرطين التي تضجّ برجال السياسة في مختلف الأندية.
ويعد "تقنوقراط" حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة المعاصرة الأكثر حضورا على كراسي رئاسة الأندية الوطنية هذا الموسم بثلاثة رؤساء لكل منهما، هم هشام آيت منا (شباب المحمدية)، وعبد الحميد أبرشان (اتحاد طنجة)، ومحمد هوّار (مولودية وجدة) بالنسبة لحزب “الحمامة”، وسعيد الناصيري (الوداد الرياضي) ونور الدين البيضي (يوسفية برشيد)، وعبد السلام بلقشور (نهضة الزمامرة) بالنسبة لحزب “الجرار”، فيما حزب العدالة والتنمية ممثل بأمين نوارة (سريع وادي زم)، وحزب الاستقلال بحكيم بن عبدالله (نهضة بركان).