راهن تبون على زيارته الأخيرة لمصر، وهي الأولى منذ آخر زيارة قام بها بوتفليقة سنة 2008 أي بعد 14 سنة، لجلب تعاطف مصري وإثبات المكانة الإقليمية لبلاده على الصعيد العربي فاكتشف الحقيقة التي غيبها عنه دبلوماسيَّه الأول لعمامرة.
تجرع تبون خلال هذه الزيارة العلقم بتأكيد مصر لموقفها الثابت من قضية الصحراء المغربية ووقوفها إلى جانب الحق المغربي في سيادته على صحرائه إسوة بمواقف الأشقاء العرب. وهذه كانت الصدمة الأولى.
واكتشف أن كل المجهودات التي يمكنها إنجاح تنظيم القمة العربية بالجزائر مع ضمانات نجاحها ذهبت سدى، وهو ما يعني أن لعمامرة كان فقط يتجول بين الدول، وليته كان يتسوق ويشتري لنفسه ملابس تليق بالمنصب الذي يحمله كرئيس لدبلوماسية الجزائر بدل البدلة المبهدلة التي لا تفارقه، وفشل في حشد الدعم لهذه القمة التي تبين خطأ تقديرات النظام الجزائري في الرهان على عقدها خلال شهر مارس فجاء التأجيل رسميا. يبدو أن تبون لم ينجح في الاستقواء بمصر لبرمجة تاريخ محدد قريب لتعويض هذا التأجيل الرسمي الذي أعلن عنه قبيل الزيارة. ويبدو أن رهان لعمامرة وإدخاله لملف الصحراء وملف سوريا واشتراط حضورها كان مغامرة غير محسوبة وأتت بعكس المتوقع ووضعت حكام الجزائر أمام حقيقتهم عربيا. وكانت هذه هي الصدمة الثانية.
والصدمة الثالثة التي أصابت تبون المريض هي اكتشاف حجم العزلة التي تعيشها الجزائر إقليميا وقاريا ودوليا. هذا النظام لم يعد يحصد غير الهزائم وكل ملف يحشر أنفه فيه يتعرض للخسارة بينما المغرب يعيش الانتصارات المتتالية. فرق كبير بين دبلوماسية المغرب الهادئة والتي يحركها البحث عن المصالح المشتركة مع كل الأطراف وبين دبلوماسية لعمامرة التي يحركها الحقد على المغرب وإلحاق الضرر بالمغرب ويستعمل فيها أساليب عتيقة تعود لزمن الحرب الباردة. بصراحة لو كنت مكان تبون، ولا أتمنى لنفسي مجرد التفكير في ذلك، لأقلت على الفور لعمامرة.
والصدمة الرابعة كان مصدرها هو تبون والمصاب بها هم من صدَّق انتصاره، هو وأركان نظام شنقريحة العسكري الحاكم الحقيقي، لفلسطين ومناهضتهم للصهيونية وإسرائيل. لقد زايد نظام العسكر باحتضان حوار فلسطيني فلسطيني لكسب مكانة إقليمية فاكتشف أن ذلك لم يضف لرصيده شيئا. وعوض القيام بخطوات منسجمة مع خطابه المناهض للتطبيع زار تبون قبر السادات مرفوقا بإكليل من الزهور ومترحما على السادات متناسيا أنه هو أول مطبع وقع اتفاق السلام مع إسرائيل وحاصل على جائزة نوبل مناصفة مع مناحيم بيڭن. وهذا يذكرنا بصب تبون ونظامه لجام غضبه على المغرب وصمتهم عن تطبيع دول عربية أخرى مع إسرائيل. مشكل تبون ليس مع إسرائيل أو مع التطبيع معها لأنه لو طلب منه ذلك لأتى يحبو على ركبتيه، ولكن مشكلته هي المغرب.
تجرع تبون خلال هذه الزيارة العلقم بتأكيد مصر لموقفها الثابت من قضية الصحراء المغربية ووقوفها إلى جانب الحق المغربي في سيادته على صحرائه إسوة بمواقف الأشقاء العرب. وهذه كانت الصدمة الأولى.
واكتشف أن كل المجهودات التي يمكنها إنجاح تنظيم القمة العربية بالجزائر مع ضمانات نجاحها ذهبت سدى، وهو ما يعني أن لعمامرة كان فقط يتجول بين الدول، وليته كان يتسوق ويشتري لنفسه ملابس تليق بالمنصب الذي يحمله كرئيس لدبلوماسية الجزائر بدل البدلة المبهدلة التي لا تفارقه، وفشل في حشد الدعم لهذه القمة التي تبين خطأ تقديرات النظام الجزائري في الرهان على عقدها خلال شهر مارس فجاء التأجيل رسميا. يبدو أن تبون لم ينجح في الاستقواء بمصر لبرمجة تاريخ محدد قريب لتعويض هذا التأجيل الرسمي الذي أعلن عنه قبيل الزيارة. ويبدو أن رهان لعمامرة وإدخاله لملف الصحراء وملف سوريا واشتراط حضورها كان مغامرة غير محسوبة وأتت بعكس المتوقع ووضعت حكام الجزائر أمام حقيقتهم عربيا. وكانت هذه هي الصدمة الثانية.
والصدمة الثالثة التي أصابت تبون المريض هي اكتشاف حجم العزلة التي تعيشها الجزائر إقليميا وقاريا ودوليا. هذا النظام لم يعد يحصد غير الهزائم وكل ملف يحشر أنفه فيه يتعرض للخسارة بينما المغرب يعيش الانتصارات المتتالية. فرق كبير بين دبلوماسية المغرب الهادئة والتي يحركها البحث عن المصالح المشتركة مع كل الأطراف وبين دبلوماسية لعمامرة التي يحركها الحقد على المغرب وإلحاق الضرر بالمغرب ويستعمل فيها أساليب عتيقة تعود لزمن الحرب الباردة. بصراحة لو كنت مكان تبون، ولا أتمنى لنفسي مجرد التفكير في ذلك، لأقلت على الفور لعمامرة.
والصدمة الرابعة كان مصدرها هو تبون والمصاب بها هم من صدَّق انتصاره، هو وأركان نظام شنقريحة العسكري الحاكم الحقيقي، لفلسطين ومناهضتهم للصهيونية وإسرائيل. لقد زايد نظام العسكر باحتضان حوار فلسطيني فلسطيني لكسب مكانة إقليمية فاكتشف أن ذلك لم يضف لرصيده شيئا. وعوض القيام بخطوات منسجمة مع خطابه المناهض للتطبيع زار تبون قبر السادات مرفوقا بإكليل من الزهور ومترحما على السادات متناسيا أنه هو أول مطبع وقع اتفاق السلام مع إسرائيل وحاصل على جائزة نوبل مناصفة مع مناحيم بيڭن. وهذا يذكرنا بصب تبون ونظامه لجام غضبه على المغرب وصمتهم عن تطبيع دول عربية أخرى مع إسرائيل. مشكل تبون ليس مع إسرائيل أو مع التطبيع معها لأنه لو طلب منه ذلك لأتى يحبو على ركبتيه، ولكن مشكلته هي المغرب.
وستبقى هذه العقدة ملازمة له لأن مفتاحها هو سلامة الصدر التي لا يستطيعها من تسود قلبُه بالحقد على جاره ووصل به العداء الوهمي حد مقاطعته بدون سبب بينما جاره يمد يديه لحسن الجوار ويطمئنه كلما أتيحت المناسبة أنه لن يطعنه من الخلف. هنا يكتشف الأشقاء العرب الفرق بين ملك عظيم اسمه محمد السادس يتصرف بالحكمة والاتزان وبين دمية مدنية عند نظام عسكري لا يجد راحته إلا في ظل التوترات والحروب.
والصدمة الخامسة كانت فضيحة كشفت زيف الشعارات التي رفعها حكام الجزائر منذ ستينيات القرن الماضي، وهي محاربة الاستعمار والامبريالية والتوسع وغير ذلك من الشعارات الرنانة. كيف لرئيس الجزائر أن يزور مصر بعد 14 سنة ويزور أثناءها قبر السادات الرئيس "المطبع" ورئيس "زمن الانفتاح" ولا يزور قبر جمال عبد الناصر؟ هل هو سهو ونسيان أم رسالة مقصودة لدوائر القرار الدولي؟ أين هو الانسجام بين القول والفعل؟ لا شك أن الجزائريين تلقوا هذه الإشارات بشكل واضح وفسروها بشكل صحيح. الجزائر مقبلة على انفتاح كبير على اقتصاد السوق وعلى أبواب القطيعة مع البومدينية وشعارات التحرر والاشتراكية ومحاربة الاستعمار و...
هذه هي حقيقة الطوابرية ومحركيهم، وهذه هي أعمالهم التي تفضح حقيقتهم وتجعل المغاربة متوجسين من مخططاتهم لأنهم صاروا واعين بمآلات ما يخططون له إن انساقوا وراءهم ووراء ما يبشرون به لأنهم يعلمون أنهم يبشرون بالخراب ويفرحون كلما حل الخراب ببلادهم التي يحقدون على كل جميل فيها، وخاصة استقرارها وأمنها واجتهادها لتكون بلدا لجميع المغاربة محتضنة بشكل سلس اختلافاتهم وتنوعهم في خيط ناظم رفيع تتولى الملكية عبر قرون الحفاظ عليه حتى لا ينفرط عقده. ووحدهم حماة الجدار سيتصدون لكل من يريد المساس بهذا العقد الذي نرثه أبا عن جد ويسلم عبر الأجيال للأحفاد ومعه عبارة : هذا هو المغرب العظيم الذي يسكنه على مر التاريخ عظماء.
والصدمة الخامسة كانت فضيحة كشفت زيف الشعارات التي رفعها حكام الجزائر منذ ستينيات القرن الماضي، وهي محاربة الاستعمار والامبريالية والتوسع وغير ذلك من الشعارات الرنانة. كيف لرئيس الجزائر أن يزور مصر بعد 14 سنة ويزور أثناءها قبر السادات الرئيس "المطبع" ورئيس "زمن الانفتاح" ولا يزور قبر جمال عبد الناصر؟ هل هو سهو ونسيان أم رسالة مقصودة لدوائر القرار الدولي؟ أين هو الانسجام بين القول والفعل؟ لا شك أن الجزائريين تلقوا هذه الإشارات بشكل واضح وفسروها بشكل صحيح. الجزائر مقبلة على انفتاح كبير على اقتصاد السوق وعلى أبواب القطيعة مع البومدينية وشعارات التحرر والاشتراكية ومحاربة الاستعمار و...
هذه هي حقيقة الطوابرية ومحركيهم، وهذه هي أعمالهم التي تفضح حقيقتهم وتجعل المغاربة متوجسين من مخططاتهم لأنهم صاروا واعين بمآلات ما يخططون له إن انساقوا وراءهم ووراء ما يبشرون به لأنهم يعلمون أنهم يبشرون بالخراب ويفرحون كلما حل الخراب ببلادهم التي يحقدون على كل جميل فيها، وخاصة استقرارها وأمنها واجتهادها لتكون بلدا لجميع المغاربة محتضنة بشكل سلس اختلافاتهم وتنوعهم في خيط ناظم رفيع تتولى الملكية عبر قرون الحفاظ عليه حتى لا ينفرط عقده. ووحدهم حماة الجدار سيتصدون لكل من يريد المساس بهذا العقد الذي نرثه أبا عن جد ويسلم عبر الأجيال للأحفاد ومعه عبارة : هذا هو المغرب العظيم الذي يسكنه على مر التاريخ عظماء.
عن موقع "شوف تيفي"