الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

لماذا سحب بنعتيق ترشحه لقيادة حزب الاتحاد الاشتراكي في آخر لحظة؟

لماذا سحب بنعتيق ترشحه لقيادة حزب الاتحاد الاشتراكي في آخر لحظة؟ عبد الكريم بنعتيق
تعددت الرسائل في بلاغات عبد الكريم بن عتيق، منذ إعلانه عن الترشح للكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لكن البلاغ رقم 3، الصادر 24 ساعة قبل انطلاق المؤتمر 11 للحزب، حسم في هذا الأمر من خلال إعلانه سحب الترشح، لماذا؟ الجواب كما توصلت به جريدة "أنفاس بريس":
 
حتى يتحمل الجميع مسؤولياته لقد تعمدنا في الأيام الأخيرة الإبتعاد عن القيام بأي تصريح للصحافة الوطنية احتراما لمبدأ عدم التأثير على القضاء، مادام أن إختيار اللجوء إلى هذا الأخير، هو نابع من قناعة وإيمان بدور القضاء في الحفاظ على الشرعية والمشروعية، كلما كان هناك خرق لأي منظومة قانونية تنظم العلاقة بين الأفراد، ضمن بنية معينة، أو تنظم العلاقة بين الأفراد والمؤسسات، وإذ أحيي القيادية رشيدة أيت حمي، المناضلة السياسية والحقوقية التي تحملت عبء الذهاب إلى القضاء في مواجهة عملية الهدم التي تعرضت لها المنظومة القانونية لحزبنا دون أدنى احترام لتقاليد التعايش الأخوي التي ميزت الاتحاد الإشتراكي حتى في اللحظات الصعبة، بل عودنا مناضلو الاتحاد الإشتراكي عبر التاريخ وأثناء تدبير الأزمات على استعمال لغة راقية تؤطر النقاش بعيدا عن أسلوب القذف والشتم، فعندما غادرنا حزب الإستقلال سنة 1959، حافظنا على علاقات أخوية مع رفاق الأمس، وعندما اختلفنا مع المرحوم عبد الله إبراهيم وأطلقنا مشروعا سياسيا آخر في المؤتمر الإستثنائي سنة 1975، حافظنا كذلك على علاقات احترام و تقدير مع إخوان الأمس، وعندما أسسنا سنة 1978 الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ظلت تجمعنا علاقات نضالية مع الرفاق في الاتحاد المغربي للشغل، واليوم ونحن نختلف على طريقة تحضير المؤتمر 11 الذي نريده مؤتمرا لكل الاتحاديات والاتحاديين بعيدا، عن  السلوكات التي قد تسيئ لهذه اللحظة، التي يسعى فيها مناضلو الحزب إلى المساهمة في هذا المجهود الجماعي قصد الرقي بحزبهم نحو الأفضل، وقد أكدنا منذ البداية أننا نسعى على الانخراط في هذه المحطة برغبة قوية على أن تكون مناسبة للنقاش الهادئ والأخوي ومنافسة شريفة بعيدا عن أي غش أو تزوير حفاظا على سمعة حزبنا، التي تعرضت لبعض الخدش خلال المؤتمرات الأخيرة نتيجة عدم احترام شفافية الاستحقاق الحزبي الداخلي، لقد فوجئنا كما فوجئ الاتحاديون اليوم، بعد مدة طويلة من المرافعات والدفوعات القانونية، والتي تميزت بالعمق، وبعد تمديد في الـتأمل، أعلنت المحكمة عن رفض طلب تعليق أشغال المؤتمر، رغم جدية المذكرات المقدمة والمتعلقة أساسا ببعض القواعد المسطرية المنصوص عليها في المواد من 213 إلى 219  من النظام الداخلي، بالإضافة إلى المواد 221 و223 و225، والتي اعتبرنا المساس بها هو مساس بجوهر مبدأ تكافؤ الفرص فيما يخص الترشح للكتابة الأولى، وتجدر الإشارة هنا إلى أهمية التعرض على التعديلات التي تقدمت بها الأستاذة رشيدة أيت حيمي أمام السلطة الحكومية المكلفة بتدبير الحقل الحزبي، ونقصد هنا وزارة الداخلية، حتى يتحمل الجميع مسؤولياته، هدفنا في ذلك تحصين الممارسة الحزبية وإبعادها عن كل الإنحرافات التي قد تسيء إلى دور الأحزاب في تأطير المواطنين وإنتاج النخب القادرة على القيام بوساطة بين المؤسسات والمواطنين. 
اليوم ونحن أمام مرحلة فاصلة بين من يريد ممارسة حزبية موسمية تجعل من الاستحقاقات الانتخابية هدفا مركزيا للحصول على بعض الامتيازات، على حساب تأطير مجتمعي حقيقي قادر على إعادة الاعتبار للعمل السياسي النبيل، من هذا المنطلق وإيمانا منا بأن تاريخ الاتحاد الاشتراكي هو أكبر من مؤتمر، وحتى يتحمل الجميع مسؤولياته في هذه الفترة التي تتطلب فاعلين سياسيين حقيقيين قادرين على ترجمة قناعاتهم ومواقفهم دون خوف من قوى ضاغطة تشتغل في الظلام، لإضعاف النخب الحزبية المؤمنة بثوابت الوطن، لكن باستقلالية تامة عن السلطة والمال، وانطلاقا من هذا المبدأ أعلن لكل الاتحاديات والاتحاديين عن سحب ترشيحي للكتابة الأولى، وأوجه نداءا لكل الغيورين على هذا الحزب لفتح نقاش جدي وعميق قادر على صياغة أجوبة تتفاعل مع تحديات المستقبل.