الإعلامي المهني يفترض فيه ألا يزيغ عن سكة المهنية، وألا ينحرف عما يؤطر المهنة من أخلاقيات وضوابط، احتراما للجمهور المتلقي وحرصا على صورة الكيان الإعلامي الذي يمثله، كما يفترض فيه أن يلتزم بأقصى درجات الموضوعية والحياد ونكران الذات، ويقطع بشكل لا رجعة فيه مع ممارسات العبث والانحطاط والتفاهة والسخافة، والسلوكات المثيرة للفتن والنعرات، وفي هذا الإطار لا يمكن إلا التنويه بالعديد من الإعلاميين الذين سطع نجمهم في سماء الإعلام العربي من المحيط إلى الخليج عن جدارة واستحقاق، بعيدا عن مشاهد الجدل أو اللغط أو الإهانة أو الاستفزاز، لأنهم جعلوا من المهنية وما يرتبط بها من أخلاقيات، خيطا رفيعا وخطا تحريريا رصينا، فنالوا الثقة والتقدير والاحترام من جانب المحبين والمتتبعين وعموم الجمهور.
بالمقابل، هناك رهط من الإعلاميين، وبدل أن يتحملوا مسؤولياتهم المهنية والأخلاقية في الرقي بواقع الممارسة الإعلامية احتراما للجمهور، جعلوا من المهنة منصة لممارسة العبث والوقاحة والانحطاط، ووسيلة لتصفية الحسابات وإثارة المشاكل والقلاقل والنعرات والجدل، كما هو الحال بالنسبة للمدعو "الدراجي" الذي يبدو أنه فقد السيطرة على المقود، فقادته دراجته البئيسة إلى الضياع في مضمار الحقارة والمهانة والحمق والجنون، فالرجل ترك الرياضة وارتمى في حضن السياسة، بل وجعل من الرياضة فرصته وفرصة من يتحكم في حركاته وسكناته من الكابرانات، لتصفية الحسابات مع المغرب، التزاما بعقيدة العداء الخالد التي باتت خيطا ناظما لنظام بئيس ومن يدور في فلكه من المرتزقة والمنبطحين والوصوليين والانتهازيين والتابعين وتابعي التابعين.
المدعو "الدراجي" وهو يطعن في شرف المغربيات بكل جرأة ووقاحة وحقارة، تلقى ما يكفي من القصف والضربات الموجعة من قبل مختلف الشرائح المغربية وفي طليعتها مجموعة من الإعلاميين الذين وضعوا الرجل في حجمه الطبيعي كانتهازي ووصولي لا يجد حرجا أو حياء في الخضوع والانحناء والانبطاح، لكسب رضى أسياده، ولو على حساب شرفه وكرامته وأخلاقه ومهنيته، وفي هذا الإطار، وبقدر ما نثمن ما تعرض له المعني بالأمر من هجوم وقصف من قبل المغاربة من باب الدفاع عن النفس والشرف والوطن والتراب، بقدر ما نرى أن الرجل قد بلغ درجة من الغباء والحمق والجنون، وبات محاصرا في الزاوية الضيقة على غرار النظام الذي يمثله بتفان وإخلاص، لذلك يصعب أن نضيع الذخيرة من أجله، لأنه وصل إلى حالة حرجة من السفه والجنون، لذلك فلا يمكن إلا أن نرفع عنه القلم، لأن السفهاء والمجانين والحمقى ترفع عنهم الأقلام ولا يمكن الأخذ بأقوالهم وخرجاتهم وزلاتهم، لأنهم يفتقدون للأهلية القانونية والجنائية والأخلاقية.
ولا يمكن أن نختم المقال، دون توجيه رسالة مفتوحة إلى مالك قنوات بين سبورت والساهرين على إدارتها بدولة قطر الشقيقة، ندعوهم من خلالها إلى الانتباه إلى ما وصل إليه المدعو "الدراجي" من سفه وحمق وجنون، وأن يستوعبوا أن الرجل فقد السيطرة تماما على مقود الدراجة، وبات أكثر من أي وقت مضى، ينتهك حرمات القنوات الرياضية القطرية ويعبث بسمعتها ومصداقيتها في الوطن العربي، ويمس بصورتها بالنسبة لشرائح واسعة من الجمهور الرياضي المغربي، بل ويستغلها لتصفية الحسابات السياسية وإثارة القلاقل والفتن ما ظهر منها وما بطن، خدمة لعقيدة العداء الخالد للمغرب ووحدته الترابية، بكل ما لذلك من آثار عميقة على وحدة الصف العربي وعلى الرياضة العربية التي يمكن التعويل عليها لمد جسور العروبة بين الشعوب العربية، كما حدث في كأس العرب الأخيرة، وكما سيحدث إن شاء الله في مونديال قطر2022، لذلك، فالمسؤول عن القنوات الرياضية القطرية أمامه خياران لا ثالث لهما، إما عزل المعني بالأمر في مشفى للأمراض العقلية بعدما تمكن منه كوفيد البله والسفه، أو تمكينه من دراجة جديدة تحفظ للقنوات الرياضية مصداقيتها وإشعاعها، لأن الدراجة القديمة باتت فاقدة للبوصلة بعدما فقدت مقود المهنية والأخلاق والتبصر، أو على الأقل التعامل معه بما يلزم من الحزم والصرامة لكبح جماح حمقه وتهوره وانعدام مسؤوليته، وذلك أضعف الإيمان... أما المغاربة فهم أهل جود وكرم، يراعون الأخوة والعروبة وحسن الجوار، وهم على الدوام في أتم الجاهزية والاستعداد، للتصدي للبائسين والمنبطحين والخاضعين والحاقدين واليائسين من أمثال "الدراجي" الذي يحتاج اليوم، إلى من يعلمه قيادة الدراجة أكثر من أي وقت مضى...