الجمعة 29 مارس 2024
منبر أنفاس

سعيد فرحاوي: هذه قراءتي لوحة الفنان التشكيلي عبد الاله الشاهيدي

سعيد فرحاوي: هذه قراءتي لوحة الفنان التشكيلي عبد الاله الشاهيدي سعيد فرحاوي، ولوحة الفنان التشكيلي عبد الاله الشاهيدي
اختار الفنان التشكيلي عبد الاله الشاهيدي ألوانا جد محددة لإرسال خطابات مشفرة بلغة ايحائية عميقة. على المستوى الظاهري لا تظهر إلا يد حقيقية ماسكة سيجارة؛ فتندثر منها أجساد مشتتة بتراتبية جد منسقة؛ اكتفى باللون الأبيض ليكون مثيرا في لوحة يطغى عليها الأسود؛ كما ركز على البني الخفيف لتمتد عبره سرعة فرس برموز جد مشفرة.
لوحة بإيقاعات دلالية متعددة؛ تدفع شهية المتأمل ليخرج من العادي نحو المركب المعقد..
اللوحة يطغى عليها اللون الأسود؛ الذي يسود على طول اللوحة ككل؛ ليفتح المجال لدخان أبيض يتسرب من سيجارة حارقة؛ تمسكها يد بصورة توحي على ثقة كبيرة في قذف المتعة.
دخان يصنع صورة امرأة ترسم رقصتها المثيرة؛ وهي دلالة على الجمال الذي يسيل من جسد شبقي يساهم في بناء معالم اللذة التي يحياها الرجل المنتشي في لحظة خاطفة.
بروز الأبيض في لوحة يطغى عليها الأسود؛ يحدد قيمة اللونين المتناقضين.
الأبيض إحالة على المتعة والرغبة والإثارة التي تخفيها رقصة امرأة عابرة؛ أما الأبيض فهو لون الألم والغضب والقلق؛ وأحيانا يشكل صورة لموت قادم ببطء؛ وهي دلالة مبنية على إيقاع مزدوج؛ من جهة هي لذة تختفي في بباض الإثارة؛ ومرة أخرى تشكل السواد الذي يحرق الاعماق؛ فنصبح أمام صورة بدلالة تجرنا نحو الموت الذي تخفيه شبقية لذة عابرة في دخان قاتل؛ أو تمثل لحظة من لحظات الجمال الذي يبتلع الموت ويقذف الألم في جسد اللذة المصطنعة والماكرة.
إن اليد الحالمة هي أداة تمسك الألم فترسله متعة وجمالا في رقصة خادعة، ترسل الشبق والإثارة بلسان خادع وقاتل.
إن الألوان التي شاءها الشاهيدي رموزا للوحته هي ألوان الأمل الخادع الذي يقذف المتعة في ثوب الموت العابر؛ الممتد في شرود غير سليم؛ الذي يحمل الألم الهارب الخادع والماكر.
 
سعيد فرحاوي، فاعل جمعوي