الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

منصف المرزوقي: حاولت الوساطة بين المغرب والجزائر.. والحكم الذاتي هو الحل

منصف المرزوقي: حاولت الوساطة بين المغرب والجزائر.. والحكم الذاتي هو الحل الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي

قال الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، إن لغة الحوار بين المغرب والجزائر هي التي يحتاجها اتحاد المغرب العربي لتجنب أي تفرقة وتصدع في المنطقة.

 

ودعم المرزوقي في لقاء خاص مع "عربي بوست" مبادرة المغرب بالقيام بحكم ذاتي في الصحراء المتنازع عليها بين المملكة وجبهة البوليساريو، التي تحظى بدعم جزائري كبير.

 

واعتبر المرزوقي أن تمسك جبهة البوليساريو بإقامة دولة سادسة في المنطقة لن يساهم إلا في استنزاف كل الأطراف، وهي المغرب والجبهة والجزائر، كما أنه سيؤدي إلى وصول المنطقة إلى نفس المصير الذي تعيشه دول شرق المتوسط.

 

وقال المرزوقي في لقاء مع "عربي بوست": "يعلم الله كم حاولت بكل الوسائل إعادة الحياة للجثة الهامدة التي اسمها المغرب العربي عندما كنت رئيساً لتونس، وفشلت فشلاً ذريعاً في ذلك". مضيفا: "حاولت أن أقوم بوساطة بين المغرب والجزائر خلال فترة رئاستي، لكنني لم أجد آذاناً مصغية من الطرف الجزائري، مقابل ذلك كان المغرب مستعداً لفتح الحوار، لكن للأسف الأمور لم تسر كما كنت أخطط وبقيت واقفة بين البلدين".

 

وقال المرزوقي: "أنا كمغاربي مؤمن بالاتحاد المغاربي، وأرى أن شعوبنا بحاجة إليه، مقابل ذلك أرى انزلاقاً سريعاً في اتجاه المحظور، وهي الحرب، والأمر غير مقبول بين المغرب والجزائر".

 

ووجه المرزوقي من خلال لقائه نداء قال فيه: "لكل العقلاء في الاتحاد المغاربي أتوجه لهم بنداء ليقفوا صفاً واحداً ضد هذا الانزلاق، نحن نفكر في جمع أكبر عدد من الشخصيات المغاربية لكي تحاول أن تقوم بأي عمل لتقريب وجهات النظر، ولعب دور الوساطة".

 

وقال المرزوقي: "ليس من حقنا أن نسمح بهذا الانهيار، وسنصبح مثل الشرق الأوسط العربي، لأننا والحمد لله ولحدود الساعة استطعنا أن نحافظ على الحد الأدنى من الأمن". مشيرا إلى أن المغرب العربي إذا أصبح مثل المشرق ستنهار هذه الأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها، مضيفاً أنه يجب على هذه المنطقة أن تحافظ على السلام والأمن، وبعدهما يمكننا العودة إلى بناء الوضع الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

 

وفي جوابه عن سؤال: ما الحل لإنهاء الأزمة بين المغرب والجزائر، قال الرئيس التونسي الأسبق إن الوضع يحتم طرح سؤال، وهو أن هذه السياسة إلى أين ستؤدي؟ منذ أربعين سنة ونحن أمام سياسة واحدة، وهي أنه لا حوار إلا بقيام جمهورية صحراوية، ولم نصل إلى شيء غير الوضع الصحراوي المأساوي. معتبرا أن هذه السياسة أدت إلى استنزاف طاقات كبيرة من كل من الجزائر والمغرب، لكن إذا كان الحل الوحيد هو الذي تتمسك به الجبهة الصحراوية، بإجراء استفتاء، فهذا التمسك لم ولن يأتي بأي نتيجة غير استنزاف طاقة كل الجهات.

 

وأضاف المتحدث أن "قيام دولة صحراوية في المغرب العربي هو استنزاف للطاقات الجزائرية والمغربية والصحراوية، هذه الأخيرة التي تُستنزف إنسانياً، لأنها موجودة لأكثر من 40 سنة كلاجئين"، حسب تعبير المتحدث.

 

وأكد الرئيس التونسي الأسبق أنه لا بد من التغيير والبحث عن الحل، وهذا الأمر لن يكون إلا في إطار الاتحاد المغاربي، هذا الأخير الذي يجمع شعوباً حرة ومستقلة، وداخل شيء اسمه الحكم الذاتي، لكن يبقى ذلك داخل الاتحاد المغاربي.

 

وأشار المرزوقي، إلى أنه "دائماً أقول لإخوتي الصحراويين إنه بالحكم الذاتي سيكون لكم 3 أوطان، الأول هو الحكم الذاتي، ووطن واسع وهو المغرب، ووطن أوسع وهو الاتحاد المغاربي، لكن ليس بالضرورة إقامة دولة سادسة. مضيفا إلى أن "التاريخ لا يأبه لفرقة الدول، ولكن لاتحادها، وأقول هذا محبةً في الجزائر والصحراويين، رغم أنني أتهم أنني أنحاز للمغرب".

 

واعتبر المرزوقي أن "الحكمة تتطلب إعادة النظر، لأننا إذا اتجهنا إلى سياسة الاستفتاء وإقامة دولة جديدة، فسنتجه إلى الحرب وإلى مأساة، وهزيمة كل الشعوب، والحل الوحيد في نظري هو التفكير بعقلية جديدة، التي تطرح الموضوع من جهة بناء الاتحاد المغاربي وليس تفريقه"...