السبت 20 إبريل 2024
سياسة

ما هي الخدمة الكبرى التي يقدمها المغرب للشعب الجزائري؟.. اقرأ تحليل أبو وائل

ما هي الخدمة الكبرى التي يقدمها المغرب للشعب الجزائري؟.. اقرأ تحليل أبو وائل الملك محمد السادس، الجنرال السعيد شنقريحة والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

يستخدم الجار الجزائري ميزانا قديما ويتصور العلاقات الثنائية بالمنطق الصفري، ولذلك فهو مستعد لمعاداة كل من يساند المغرب واستعداء كل من يقول كلمة حق لصالح المغرب، كما حدث للعمامرة مع دول الخليج التي لم تخترع أو تبتدع موقفا جديدا، بل عبرت مؤخرا عن موقفها التاريخي المساند للوحدة الترابية للمغرب.

 

سبب هذا الخيار الدبلوماسي هو الفريق الدبلوماسي الجزائري الذي رضع الدبلوماسية من ثدي الحرب الباردة ولم يفطم بعد لأن عمره البيولوجي غير متناسب مع عمره العقلي. لا يزال يمارس الدبلوماسية بالعنتريات الخطابية والجولات المكوكية وتقديم الرشاوى وصناعة الولاءات الزائفة. والسبب ثانيا يرجع إلى البحث عن فك طوق الضغط الداخلي باصطناع عدو وهمي خارجي لتصدير أزماته الداخلية إلى الخارج، ويرجع السبب ثالثا إلى عقدة تاريخية اسمها المغرب يتوارثها جنرالات الحقبة البومدينية، ويرجع السبب رابعا إلى عدم قدرة نظام العسكر على مضاهاة التفوق المغربي في كل المجالات، وخاصة في ملف الصحراء الذي سخر له الجنرالات إمكانيات مالية هائلة كان الأولى صرفها لتنمية البلاد وهم يشعرون أن ساعة الحساب من طرف الشعب دقت. ولعل هذا هو سر ما نراه مؤخرا من تجاوز طريقة الاختباء وراء البوليساريو إلى مرحلة اللعب المكشوف. وهذا يحسب للمغرب الذي استطاع إخراج هذا النظام إلى العلن ليعبر عن مطامعه في السيادة على منطقة ليست من ترابه.

 

من حسنات الشعب الجزائري أنه رزق بدولة مجاورة حكيمة ترفض أن تخضع لأجندة الجنرالات وتتفادى الوقوع في ردود فعل هاوية يمكن أن تشكل ذريعة للعسكر. وهذه أكبر خدمة يسديها المغرب للجزائر. خدمة يسديها المغرب للشعب الجزائري لأنه يفوت على حكامه فرصة التذرع بالخطر الخارجي الداهم، وخدمة يسديها للنظام الجزائري حين يضع تصريحاته العدائية في إطارها ولا يلقي لها بالا لأنها تفتقد لكل معاني اللياقة والمنطق.

 

سيبقى المغرب كما كان كبيرا وحكيما ومنفتحا ومتوازنا وحريصا على علاقات جيدة مع كل من يتقاسم معه مصالح.

 

عن موقع "شوف تيفي"