السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد بوبكري: جنرالات الجزائر يدفعون غاليا ثمن عدم تجديدهم لعقد أنبوب الغاز الرابط بين المغرب وإسبانيا

محمد بوبكري: جنرالات الجزائر يدفعون غاليا ثمن عدم تجديدهم لعقد أنبوب الغاز الرابط بين المغرب وإسبانيا محمد بوبكري
بات مؤكدا أن جنرالات الجزائر يرفضون تجديد عقد أنبوب الغاز المار عبر التراب المغربي في اتجاه اسبانيا. ويرى خبراء دوليون أن هذا الرفض ناجم عن حقد جنرالات الجزائر على المغرب الذي استطاع التفوق عليهم اقتصاديا وعسكريا وهزمهم دبلوماسيا...، كما يؤكد هؤلاء الخبراء أن هذا الموقف مبني على جهل بما يروج في العالم، لأن الجنرالات تصرفوا بعقلية قبلية بدوية فروسية عنترية؛ وازعها الانتقام من المغرب، ما سينعكس سلبا عليهم اقتصاديا وسياسيا، حيث إنهم سيعانون من عزلة خانقة. 
ولتوضيح ذلك، يبدو لي من المستحيل، عمليا، على حكام الجزائر الاستغناء عن "أنبوب المغرب الكبير"، الذي يمر عبر المغرب ويربطه بإسبانيا، لأن الطاقة الاستيعابية لأنبوب "ميد غاز" الرابط بين الجزائر وإسبانيا هي أقل بكثير من أنبوب المغرب الكبير الرابط بين المغرب والجزيرة الإيبيرية؛ فهو ينقل فقط ثمانية مليار متر مكعب سنويا  من الغاز إلى إسبانيا، في حين ينقل أنبوب "المغرب الكبير" ما يزيد على ثلاثة عشر مليار متر مكعب من الغاز سنويا، ما يفيد أن أنبوب " ميد غاز" عاجز عن تلبية حاجات إسبانيا من الغاز، الأمر الذي يتطلب من حكام الجزائر نقل الغاز نحو إسبانيا بواسطة بواخر عديدة، لكن هؤلاء الحكام لا يمتلكون العدد الكافي من البواخر التي تمكنهم من إنجاز ذلك، ما يفيد أنه لا يمكنهم تلبية حاجات إسبانيا من الغاز. 
ونظرا لعدم ثقة المسؤولين الإسبان في حكام الجزائر، لأنهم فهموا من تصرفاتهم مع المغرب تقلبات أمزجتهم ومواقفهم، وعدم احترامهم لالتزاماتهم، فإنهم اقتنعوا بأن حكام الجزائر يمكن، ولأبسط سبب، أن ينقلبوا عليهم، حيث لن يحترموا التزاماتهم تجاه إسبانا، الأمر الذي دفع المسؤولين الإسبان للتفكير جيدا في إلغاء عقود الغاز التي تجمعهم حكام الجزائر، فانخرطوا في البحث عن جهة أخرى يمكن أن يقتنوا منها الغاز، ما يفسر أن المسؤولين الإسبان يرفضون أن يكونوا تحت رحمة عنترية حكام الجزائر وتقلبات أمزجتهم، وهو ما سيحرم هؤلاء الجنرالات من ملايير الدولارات سنويا، وسيتسبب لهم في خسارة اقتصادية كبيرة في هذه المرحلة العصيبة التي تمر منها الجزائر، لأنهم يعانون من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية يمكن أن تزعزع الاستقرار السياسي في الجزائر، ما قد يعصف بحكم العسكر المتحكم في رقاب الجزائريين، حيث إن الشعب الجزائري يطالب بإقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة. 
فضلا عن ذلك، فجنرالات الجزائر سيصابون بسكتة دماغية إذا علموا أن دولة "قطر" هي التي سيتخذها الإسبان بديلا لهم، لأنها ستوقع عقد بيع الغاز مع المسؤولين الإسبان، خصوصا أن "قطر" قد أصبحت، في نظر الجنرالات خصما سياسيا لهم، لأن تفكيرهم البدوي يعتبر" صديق العدو عدوا"، ودولة قطر الشقيقة تعترف بشرعية سيادة المغرب على صحرائه، ولا تقبل أي مس بالوحدة الترابية المغربية، ما دفعها إلى توجيه تحذير لحكام الجزائر من مغبة الاستمرار في التهديد بالمس بالوحدة الترابية المغربية. هكذا، فإن سحر جنرالات الجزائر قد انقلب عليهم، حيث خسروا كل شيء… أضف إلى ذلك أن المغرب سيستمر في الحفاظ على أنبوب غاز المغرب الكبير، حيث إن عدم تشغيله سيعرضه للصدأ والإتلاف. علما أن المغرب سيستعمله لاستيراد الغاز " القطري" عبر إسبانيا وبما أن هناك دراسات عديدة ومتنوعة تؤكد أن المغرب سيصبح بلدا مصدرا للغاز مستقبلا، فإنه سيكون في حاجة إلى هذا الأنبوب لتصدير غازه إلى أوروبا عبر إسبانيا، كما سيستعمل هذا الأنبوب لمد أوروبا بالغاز النيجيري..
هكذا يتأكد أن غباء حكام الجزائر قد جعلهم يتكبدون خسائر جسيمة اقتصادية وسياسية، كما يدل على أنهم لا قيم، ولا أخلاق لهم.