الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عزيز لعويسي: الحمامات.. حصار كورونا؟

عزيز لعويسي: الحمامات.. حصار كورونا؟ عزيز لعويسي
على الرغم من تحسن المؤشرات الوبائية خلال الأسابيع الأخيرة، وعودة الحياة إلى شبه حالتها الطبيعية، باستثناء بعض القيود المرتبطة أساسا بالإغلاق الليلي والتنقل بين المدن والجهات، لازال الحصار مفروضا على الحمامات منذ أشهر، وكأن حضرة الإمبراطورة كورونا تحضر في الحمامات، بينما تغيب في الشواطئ والمقاهي والمطاعم والأسواق الممتازة والمدارس والشوارع والطرقات والحدائق وغيرها من الفضاءات العامة.
 
الاستمرار في فرض الحصار على الحمامات رغم المتغيرات الوبائية، والنجاحات المحققة في إطارعملية التلقيح، معناه الاستمرار في وضع قطاع في خانة الإفلاس الوشيك، والحكم على شرائح واسعة من "الكسالة" و"الطيابات" بالبقاء رهن الاعتقال في زنازن البطالة القاتلة، بكل ما لذلك من تداعيات اقتصادية ومادية واجتماعية ونفسية، أرخت بكل تأثيراتها على الكثير من الأسـر التي يرتبط معيشها اليومي بل ودورة حياتها، بقطاع الحمامات التي عانت أكثر من غيرها بسبب جائحة كورونا، ولازالت عجلة المعاناة مستمرة في الدوران إلى أجل غير مسمى.
 
وهذا الحصار لايمكنه أن يستمر مهما كانت المبررات،لأن جائحة الفقر والعوز والجوع، أقسى من جائحة كورونا التي أربكت كل العالم، في انتظار أن تتحرك السلطات العمومية المختصة، في اتجاه رفع الحصار عن الحمامات وربما حتى على الكثير من القاعات الرياضية التي تضررت كثيرا بسبب الجائحة. على أمل أن تفك الأغلال ويكسر الحصار في أقرب الأوقات الممكنة، من أجل شرائح واسعة من المواطنين الفقراء والغلابى، الذين باتوا منذ أشهر، يعيشون بين مطرقة الوباء وسنداء العوز والعناء، في انتظار العزاء، ولا عزاء لهم، إلا بفك الحصار عن "حمامات" لاتحلو حياتهم، إلا داخل قاعاتها الساخنة.