قرأت في "واتساب" تدوينة تقوم بربط مقولة "فوق فكيك" بالمجاعة سنة 1945، هذا التفسير الذي انتشر في مجموعة من الفيديوهات تفسير غير صحيح فالقولة سابقة على سنة 1945 وأصل القولة كما سيتبين لنا أسفله:
ففكيك سنة 1945 كانت تحت الاستعمار مثل كل المغرب والاستعمار الفرنسي هو الذي افقدها مكانتها التي كانت معروفة بها كمركز تجاري كبير يربط الشمال بالجنوب حيث كانت القوافل تصل الى السودان وخاصة تمبكتو تلك المدينة التي وصل اليها علماء فجيج ونشروا فيها الاسلام كما كانت تربط الشرق بالغرب وكانت من بين الطرق التي يمر بها الحجاج .كما كانت مركزا علميا وفيها مكتبة كبيرة جدا المعروفة بمكتبة سيدي عبد الجبار ....
ومقولة طفوق فكيك" أتت من كونها كانت معروفة بجودة منتجاتها ونزاهة سكانها وكان التجار في أماكن أخرى خاصة في شمال المغرب (الذي انطلقت منه هذه القولة) عندما يريدون مدح بضاعتهم بانها ممتازة وذات جودة عالية يقولون للزبون هذه البضاعة لن تجدها حتى في فكيك فهي فوق فكيك وعندما يقولها الشخص انا فوق فكيك أي أنى ممتاز وفي خير وعافية...
ففرنسا لما دخلت الى شمال الجزائر (التي لم تكن اصلا موجودة آنذاك) أو نقول إلى شمال المغرب الاوسط وهزمت الاتراك العثمانيين بدأت تفكر في طريق تصل به الى بلاد السودان التي كانت فيه بعض مستعمراتها فلم تجد بعد اكتشافهم للمنطقة الا الطريق عبر فكيك المعروف آنذاك فبدأت تفكر في احتلال فجيج، ولكن المشكل أن فجيج كانت مذكورة في اتفاقية للامغنية أنها تابعة للمغرب، وكان الصراع بين الدول الأوروبية حول من سيحتل المغرب لذلك الحكومة بفرنسا كانت تأمر جنودها ألا يقتربوا أو يحتلوا فجيج لأن ذلك سيخلق مشكل ديبلوماسي وصراع مع بريطانيا واسبانيا والمانيا والتي كانت تتصارع حول احتلال المغرب وفرنسا كانت تريد ان لا يحتله إلا هي.
لهذا اتجه المستعمرون الفرنسيين الى طريقة أخرى وهي احتلال محيط فكيك الشاسع الغير المنصوص في المعاهدة واحتلال الطرق التي كانت تؤدي اليها حتى افقدوها مكانتها الاقتصادية وحاصروها...
جو هناك قولة اخرى بالفرنسية ترجمتها هي "اذا اردت السلم في الصحراء فدمر فجيج"، هذه القولة كما لاحظت في الكتابات التي يرسلها البعض في واتساب يتم نسبها الى الامير عبد القادر الجزائري، وهذا خطأ فادح فالأمير عبد القادر الجزائري كان يعرف قيمة فجيج العلمية والدينية وكونها مركزا لمقاومة الاستعمار وقد راسلهم وطلب منهم ان يساعدوه في مقاومة الاستعمار الفرنسي كما ساعدوا الباي محمد لكبير سنة 1792 في تحرير وهران من الاسبان اذ حطموا له اسوار المدينة ليستطيع تحريرها خاصة أن فجيج، كما اشارت إلى ذلك الكتابات الفرنسية مشهورة في شمال افريقيا بصناعة البارود .
أما صاحبة المقولة فهي "آن لوفينك" وهي جاسوسة فرنسية، تقول أنها وصلت إلى فجيج وتجولت فيه وتعرفت على أسراره؛ وختمت مقالها بتلك القولة بأنها لاحظت أن سكان فجيج حتى في مساجدهم يحاربون الفرنسيين وأنها تتخيل صور جثث الضحايا الفرنسيين في صوامع مساجد المدينة تلك المساجد التي يدعو الائمة فيها ضد الفرنسيين والمستعمرين... أما معنى تلك المقولة؛ فهو، إذا أردنا أن نعيش بسلام في الأراضي التي استعمرناها في الصحراء وان نبقى فيها فيجب ان ندمر فجيج لأنها مركزا للمقاومة.
وستنهي فرنسا هذا الامر بقنبلة فجيج في 8 يونيو من سنة،1903 بعد أن أقنعت الأوروبيين بأن سكان فجيج حاولوا قتل الحاكم العام (الفرنسي) للجزائر.