الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

يا أنصار البوليساريو..شتان بين المغرب وبين التنظيم الستاليني!

يا أنصار البوليساريو..شتان بين المغرب وبين التنظيم الستاليني! محمد سالم عبد الفتاح (يمينا) وابراهيم غالي(يسارا)
على هامش أجواء الانتخابات التي يشهدها المغرب حاليا، نشر محمد سالم عبد الفتاح، تدوينة يقرأ فيها دلالات هذه الانتخابات في الأقاليم الجنوبية وقارن بين  المغرب و بين الوضع الديناصوري بتندوف.
"أنفاس بريس" تعيد نشر رأي سالم عبد الفتاح عسى أن تزول الغشاوة على الضالين:
 
على أنصار البوليساريو أن ينظروا إلى أنفسهم وتنظيمهم في المرآة قليلا، وأن يخجلوا من أنفسهم قبل أن يتجرؤوا على توجيه انتقاداهم المتحامل على النخب الصحراوية المشاركة في الانتخابات المغربية..

رغم كوني شخصيا لا أنتمي ولا أتأطر في أي حزب سياسي، لكنني أرى أن مجرد الاحتكام إلى صناديق الاقتراع لتحديد من يدبر الشأن المحلي، يعد سلوكا ديمقراطيا، مدنيا و حضاريا يجب التنويه والاشادة به مهما بلغت الانحرافات المسجلة في أي عملية سياسية، خاصة بالنظر إلى السياق السياسي المغربي..

قد نسجل ظواهر الريع، الفساد، وإعمال العصبيات القبلية التي تقوض الخيار الديقراطي، لكن لا مجال للمقارنة مع سياق تجربة البوليساريو، التي تصادر كل الحقوق المدنية والسياسية، ولا تسمح حتى بمجرد تأسيس التجمعات السياسية أو الإنتظام في غير تنظيم الجبهة التي تزعم احتكارها لتمثيل شعب بأكمله زورا وبهتانا، وبدون أي مصوغ شرعي..

على العموم الانتخابات تمرين ديمقراطي لا مجال للاستغناء عنه في أفق تخلصنا كمجتمع من العصبيات القبلية وسلوكنا البدوي الذي يشوش على خياراتنا السياسية، ويستغله بعض أشباه السياسيين طبعا..

لكن في النهاية يبقى الفرق كبيرا بين دولة توفر الحد الأدنى من الضمانات الدستورية والقانونية وهامش كبير من التنافسية والفعل السياسي للمواطنين، وبين تنظيم سطاليني غير دولتي يعلن دولة من جانب واحد، لكنه يعكف على ممارسات قوسطية يصادر كافة الحقوق المترتبة عن المواطنة، ولا يعتمد على غير العصبيات القبلية لضمان استمرار قيادته الديناصورية التي لا تزال جاثمة على صدور اللاجئين الصحراويين في تيندوف منذ قرابة النصف قرن من الزمن..
كونوا_أحرارا..